صنعاء/ مدى برس/ تقرير خاص:
يشكو التجار وأصحاب رؤوس الأموال في صنعاء من أنهم أصبحوا عرضة للإفلاس، وأن أعمالهم على وشك الانهيار جراء الابتزاز الممنهج والمستمر من قبل الميليشيات الحوثية حتى في أوضاع البلاد الحالية، وفي مناسبات عدة، والتي تزداد في رمضان وتحت مسميات مختلفة.
حيث تكثف الميليشيات الحوثية جهودها في رمضان، لابتزاز المواطنين والتجار، تحت بند الزكاة دعماً للمجهود الحربي، إلى جانب ما تفرضه من جبايات وإتاوات وضرائب أو دعم اسر الشهداء.
وقد اتهمت الحكومة اليمنية، الجمعة، جماعة الحوثي بنهب أموال الزكاة لدعم ما يسمى بـ“المجهود الحربي الحوثي”.
وقال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية إن ميليشيا الحوثي نهبت التجار ورؤوس الأموال، ووجهت مبالغ الزكاة لدعم المجهود الحربي.
وقد رصد حقوقيون في صنعاء قيام الميليشيات، خلال رمضان، بتجهيز قوافل غذائية، إضافة إلى تجهيزها مع اقتراب العيد قوافل أخرى تضم الملابس والعطور على أساس كونها دعماً للمجهود الحربي ولأسر القتلى في الجبهات.
وحسب مصادر محلية، تقوم الجماعة بإجراء تغطية إعلامية شكلية للتأثير على المواطنين والجهات المختلفة من التجار وغيرهم، لحضهم على التبرع وتجهيز القوافل، سواءً في مراكز المدن أو في القرى والأرياف.
ويقول تجار في صنعاء، إن الميليشيات الحوثية تستخدم كل أساليب الابتزاز والنهب للتجار والمؤسسات وإجبارهم على دفع الزكاة والتبرع والتكفل بتجهيز القوافل، دون مراعاة للوضع الراهن الذي يمر به المواطنون والمعاناة الاقتصادية بسبب انتشار فيروس كورونا والحرب القائمة منذ ما يقارب الست سنوات.
ولم تستثن الميليشيات أي مؤسسة من المؤسسات الخاضعة لها في صنعاء من تسيير القوافل، وحشد الدعم والتبرعات، بما في ذلك الجامعات الحكومية والخاصة، حيث أكد أكاديميون أن عناصر الميليشيات ألزمت الجامعات بتسيير قوافل غذائية، وجمع تبرعات لمصلحة مقاتلي الجماعة في مختلف الجبهات.
ويؤكد أحد التجار أن أسلوب الميليشيات في إجبار التجار والجهات على دفع الزكاة والإتاوات وغيرها، أصبح ثقافة متأصلة في سلوك الجماعة لتحويل الأمر إلى باب جديد للإثراء والكسب تحت لافتة دعم المجهود الحربي، مشيراً إلى استيلاء قادة الجماعة القائمين على الكثير من الدعم المادي والعيني.
ويؤكد اقتصاديون أن الميليشيات الانقلابية تستمر في تدمير القطاع الخاص، بعد أن استفردت بالقطاع العام، ونهبت كل مدخرات الجهات الإيرادية فيه، وحولته إلى حكر خاص على أتباعها وتمويل المجهود الحربي وقطع رواتب الموظفين.
ويقول تجار في صنعاء، إنهم يُجبرون على التبرع، سواءً عن طريق النقد، أو عن دفع الأصناف العينية التي يتاجرون بها، دون استثناء، كما يبين ذلك تاجر أحذية في صنعاء أوضح أن الميليشيات أجبرته على تخصيص 10 في المائة من إجمالي بضاعته لمصلحة المجهود الحربي.
ويقول ساخراً: لقد حددوا لي الأصناف والمقاسات لكل حذاء يريدونه، بما فيها أحذية نساء وأطفال ورجال، وبمقاسات مختلفة.
من جهته، اعترف تاجر عطور شهير، أثناء الحديث معه، شريطة عدم ذكر اسمه، بأن الجماعة الحوثية في كل الأعياد تجبره على دفع إتاوات، والمشاركة في تجهيز قوافل لجبهات القتال، معترفاً أن كبار قادة الجماعة في صنعاء يطلبون منه منحهم أفضل أنواع العطور بكميات كبيرة لاستخدامهم الشخصي.
ويقول تاجر مفروشات: ألزموني بضرورة التبرع للمجهود الحربي، واستغربت من ذلك، فأنا أدفع الزكاة وكل الإتاوات والجبايات حتى لا يضايقوني، كما أن صنف بضاعتي في الجبهات لا يحتاجونها.
وأضاف: جاء طقم عسكري وأخذ اثنين من العمال في المحل لأخذ مقاسات معينة، وعندما عادا أخبراني أنهما دخلا فيلتين في حي الأصبحي، وأخذا قياس الغرف والصالات، وأن المطلوب من المحل تجهيز الفلتين مجاناً.
ومع زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا، تنفذ ميليشيات الحوثي الانقلابية حملات مدججة بالسلاح على كبار المحلات التجارية ومحلات الملابس، التجزئة، في كل من صنعاء وذمار وإب، لإجبارهم على دفع الزكاة أو التبرع لمجهودها الحربي.
ويكشف السكان في صنعاء أن الحملات تهدف إلى ابتزاز ونهب التجار واستغلال أزمة كورونا لإرضاخ التجار وأصحاب رؤوس الأموال لدفع مبالغ مالية كبيرة تحت ما يسمى بدعم المجهود الحربي، فضلاً عن مضاعفة الضرائب والزكاة.
ويخشى التجار من عمليات الانتقام التي يتبعها الحوثيون في النيل من كل التجار الذين لا يدعمون المجهود الحربي، حيث تمارس الميليشيات أساليب متنوعة، من بينها الاختطاف وإغلاق المحلات وسحب التوكيلات، كما يحدث في إب وذمار، فمن يدفع للجماعة -على حد قولهم- يستمر، ومن يرفض فإنه يتعرض للتنكيل.
وقال تاجر ملابس في صنعاء: تركز الميليشيات على محلات الملابس بأنواعها، فإما أن نستمر في دفع مبالغ مالية، أو يتم إغلاق المحل تحت أي مبرر.
ويبين اقتصاديون أن الجبايات والإتاوات التي تفرض على التجار، أياً كانت سلعهم، سوف تضاف على القيمة النهائية للسلعة، وسيتحملها المواطن الذي يعيش فقراً وعوزاً شديدين.