الأربعاء - 27 مايو 2020 - الساعة 07:42 م بتوقيت اليمن ،،،
عدن/ مدى برس/ خاص:
بعد أن صار التدخل العسكري التركي في ليبيا تدخلاً رسمياً، تحاول تركيا أن تجرب التجربة في اليمن من خلال تدخل عسكري مباشر وبتسهيلات مقدمة من حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
وتهدف تركيا من خلال التدخل استعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية التي احتلت العديد من البلدان العربية، كما تسعى من خلال هذا التدخل السيطرة على طريق الملاحة الدولية من خلال السيطرة على السواحل والموانئ اليمنية، في إطار اتفاق تركيا مع إيران لتقاسم النفوذ في اليمن، بحيث تسيطر إيران على شمال اليمن، بينما تسيطر تركيا على جنوب اليمن وتبسط سيطرتها على السواحل الجنوبية وميناء عدن وميناء المخا، بالإضافة إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي.
وتعتمد تركيا على حزب الإصلاح -الذي يسيطر فعلياً على الشرعية في اليمن- في تقديم التسهيلات لهذا التدخل، من خلال لوبي داخل الحكومة الشرعية بقيادة وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري، ووزير النقل المقال صالح الجبواني، والذي أقيل من منصبه بعد توقيع اتفاقية مع الجانب التركي -بدون علم وموافقة الحكومة- تقضي الاتفاقية بتسليم الموانئ اليمنية للجانب التركي لتشغيلها.
رغبة الحكومة التركية بالتدخل المباشر في اليمن تحدثت عنها صحيفة "ديريليش بوستاسي" التركية التي تحدثت صراحة في مقال بعنوان ”اليمن ينتظرنا” عن رغبة "العثمانيين الجدد" في العودة لليمن مجدداً، داعية أنقرة لتفجير ما أسمته "احتمال امتياز أبوظبي والرياض”، مؤكدة أنه يجب على تركيا أن تتدخل بقوة في اليمن، على حد ما ذكرته الصحيفة.
المقال الذي كتبه إسماعيل ياسا أشار إلى مرتزقة حزب الإصلاح واستعدادهم للقتال في صفوف القوات التركية، حيث قال الكاتب إن ”هناك مليون شخص سيقاتلون مقابل ألف دولار شهريًا" مذكراً بالدعوات المطالبة بالتدخل التركي المباشر التي يطلقها مرتزقة حزب الإصلاح، حيث تطرق لها الكاتب بالقول إنه ”لا يمكننا أن نكون أكثر حساسية للنداء الصادر من اليمن، لا يجب أن نبقى”.
الدعوات التي يطلقها حزب الإصلاح لطرد التحالف العربي من اليمن واستبداله بالتدخل التركي، جعلت الكاتب التركي يزعم أن التحالف العربي يدرك أن الجيش التركي -كما هو الحال في سوريا وليبيا- سيرحب به الشعب اليمني ويتطلع إليه، زاعماً أن بعض اليمنيين ”مستعدون بالفعل للقتال دون قرش واحد لإنقاذ بلادهم بدعم من تركيا".
وأشار الكاتب التركي إلى أن "اليمن قد تبدو بعيدة عن تركيا، يجب أن نتذكر أنه قريب من قاعدتنا العسكرية في الصومال"، مضيفاً: ”يجب أن نصل إلى الجغرافيا حيث لدينا روابط تاريخية ودينية في أقرب وقت ممكن، لدينا القوة للقيام بذلك".
التدخل العسكري التركي المباشر تحول إلى وسيلة في يد جماعة الإخوان المسلمين لابتزاز التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث دعا علي محسن الأحمر، عبر تغريدة منشورة باسم الصحفي المقرب منه سيف الحاضري، دعا الحكومة الشرعية إلى ”توسيع دائرة تحالفاتها”.
تغريدة الصحفي المقرب من علي محسن الأحمر حملت تهديداً صريحاً للسعودية، حيث قال: "بكل وضوح وبدون مواربة، إذا لم تحسم الشقيقة أمر التمرد في عدن وتنهي التواجد الإماراتي في اليمن، وترفع الفيتو عن تحرير صنعاء فإن الواقع يفرض على القيادة السياسية فرضاً أن توسع دائرة تحالفاتها، بما يمكن للحكومة الشرعية من تحقيق هدف إنهاء الانقلابات وإنهاء التواجد الإماراتي”.
الدعوات إلى تدخل تركي في اليمن لم تنحصر على إخوان اليمن، بل تحول إلى موقف عام ومعلن للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، حيث طالب البرلماني الكويتي الإخواني ناصر الدويلة بمنح تركيا دوراً في اليمن، مبرراً بأن ذلك بسبب إطالة الحرب ولإنهاء الخلافات، حد زعمه.
واقترح البرلماني الكويتي منح تركيا قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى تدير منها عمليات دعم الشرعية في اليمن والصومال وتضبط الأمن في بحر العرب.
الناشط عمار المحمدي قال لــ(مدى برس)، إن خطورة الدعوات المطالبة بتدخل عسكري تركي مباشر في اليمن تكمن في جانبين، فهي تكمن أن هذه الدعوة باتت موقف التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الذي يتنكر لكل قيم الوطنية والعروبة بهدف الانتصار لمصالح الجماعة التي تتوافق في هذه المرحلة مع أوهام استعادة الخلافة العثمانية وإعادة احتلال المنطقة العربية باسم الاسلام وباسم دولة الخلافة التي يبشر بها قادة الجماعة منذ زمن. أما الخطر الآخر فيتمثل بأن جماعة الإخوان المسلمين تسيطر فعلياً على قرارات الشرعية السياسية والعسكرية، وهو ما يجب أن يتنبه له التحالف العربي والأحزاب السياسية اليمنية، والعمل بشكل فوري لاستعادة قرار الشرعية واستقلاليته.
ويرى مراقبون أن المرحلة القادمة ستتضح فيها الصورة بشكل أكبر، خاصة أن الوضع في اليمن يرتبط ارتباطاً مباشراً بالمنطقة العربية ككل والتي تقود فيها تركيا تدخلاً مباشراً في سوريا وتركيا لتحقيق أجندتها، وبتسهيلات من جماعة الإخوان المسلمين.