نافذة على السياسة

الخميس - 28 مايو 2020 - الساعة 09:02 م بتوقيت اليمن ،،،

مارب/ مدى برس/ خاص:


أثارت حادثة استهداف موكب الفريق الركن صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان العامة، بصاروخ حوثي، حالة من الجدل نتيجة المكان الذي تم استهدافه، بالإضافة إلى توقيت الاستهداف الذي ترك عدداً من التساؤلات.

فقد قامت ميليشيا الحوثي الانقلابية باستهداف موكب رئيس هيئة الأركان العامة بصاروخ تم إطلاقه على موكبه في معسكر صحن الجن بمحافظة مارب عقب اجتماع عقده ابن عزيز مع وزير الدفاع الموالي لحزب الإصلاح محمد علي المقدشي.

حادثة الاستهداف التي نجا منها رئيس هيئة الأركان أسفرت عن مقتل نجله وابن أخته وعدد من مرافقيه، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.

نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك علق على حادثة الاستهداف بوصفها "رسالة الموت لكل من يرفض الحشد نحو الجنوب”.

وأضاف ابن بريك، في تغريدة نشرها على حسابه في تويتر: ”صواريخ الحوثي هي السبب دقة 100% يابن عزيز، الحوثي مثل العاشق الكذاب يفرح بالتهم".

مراقبون أشاروا إلى أن محاولة اغتيال وتصفية الفريق الركن صغير بن عزيز ليست الأولى، وهي محاولة للتخلص منه من قبل أعدائه داخل وخارج الشرعية، فداخل صفوف الشرعية يعد ابن عزيز خصماً لدوداً لميليشيا حزب الإصلاح الذي تتهمه بالانتماء للنظام السابق بوصفه حليفاً للعميد طارق صالح، كما تراه حجر عثرة أمام مشاريعها التوسعية الهادفة لاجتياح الجنوب والسيطرة على المحافظات الجنوبية، غير أن الانزعاج الأكبر من ابن عزيز يكمن في موقفه الرافض لتسليم المواقع للانقلابيين الحوثيين من قبل ميليشيا الإخوان، كما حدث في نهم والجوف، وكان لابن عزيز دور بارز مع قبائل مارب لمنع تكرار هذا السيناريو في محافظة مارب.

بالمقابل فإن صغير بن عزيز والذي يعد عسكرياً محنكاً يعد من أبرز خصوم جماعة الحوثي الانقلابية، حيث تعود هذه الخصومة إلى الحروب الستة التي شنتها الجماعة ضد الدولة، حيث كان ابن عزيز من أبرز القيادات العسكرية التي واجهت الحوثيين، ووقفت للدفاع عن النظام الجمهوري في وجه المشروع الإمامي للحوثيين.

كما أن دلالة مكان الاستهداف الذي حصل في محافظة مارب، المسيطر عليها من قبل حزب الإصلاح، وعقب اجتماع رئيس هيئة الأركان مع وزير الدفاع يعد مؤشراً على تورط ميليشيا حزب الإخوان بالتعاون مع جماعة الحوثي في تنفيذ الهجوم الصاروخي على الموكب، وما يعزز ذلك هو حجم الاختراقات الحوثية في صفوف الجيش الذي تم بناؤه في مارب من قبل حزب الإصلاح، بالإضافة إلى الاتفاقيات والتفاهمات المبرمة بين الحوثيين والإخوان والتي انعكست بنتائجها على الأرض من خلال تسليم المواقع والأسلحة للحوثيين، وانشقاق قيادات عسكرية عليا في صفوف الشرعية والالتحاق بالحوثيين وأبرزهم مسؤول التجنيد في مارب.

عامل آخر يقف وراء مساهمة الإخوان المسلمين بالتعاون مع الحوثيين في حادثة الاستهداف ويتمثل بانزعاج الإخوان من إصدار رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن عبدربه منصور هادي نهاية فبراير الماضي قراراً بتعيين "صغير بن عزيز" قائد العمليات المشتركة رئيساً لهيئة الأركان العامة ويرقى إلى رتبة فريق، وجاء تعيينه خلفاً للفريق الركن بحري "عبدالله سالم النخعي".

قرار التعيين هذا أزعج جماعة الإخوان المسلمين التي ترى في ابن عزيز خصماً لدوداً لها كونه محسوباً على المؤتمر الشعبي العام، كما أن الجماعة ترى أن قرار التعيين يعد حجر عثرة في مشروع الجماعة الهادف إلى السيطرة والاستحواذ التام على المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن، وهو المشروع الذي قادته الجماعة من داخل محافظة مارب والتي تتخذ منها منطلقاً للسيطرة والاستحواذ نتيجة سيطرتها الكاملة على هذه المحافظة.

غير أن العامل الأبرز هو سعي الإخوان المسلمين لتوجيه طعنة في خاصرة القوات المشتركة التي يعد ابن عزيز أبرز قياداتها، وهي القوات التي ترى جماعة الإخوان أنها حجر العثرة الأبرز أمام تمكينها من اجتياح الجنوب، في ظل استمرار الجماعة في التحشيد العسكري إلى أبين وشبوة وتعز لاجتياح المحافظات الجنوبية والساحل الغربي والقضاء على المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات طارق صالح.