ملفات وتقارير

السبت - 30 مايو 2020 - الساعة 08:16 م بتوقيت اليمن ،،،

صنعاء/ مدى برس/ خاص:


تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تفشيًّا مخيفًا لكارثة المجاعة منذ ما يقارب الخمس سنوات، على الأقل، مع تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وفقدان آلاف الأسر لمصادر عيشها.

هناك ملايين السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية طارئة، في وقت سابق مؤشرات المجاعة ظهرت في أكثر من محافظة، جرّاء الصراعات التي سببها الحوثي منذ صيف 2014.

على ما يبدو أن أطفال اليمن في موعد مع مجاعة حقيقية ومرحلة قاتمة في ظل تفشي جائحة كورونا، الذي يهدد حياة الكثير والنظام الصحي المتدهور والذي انهار بشكل أساسي. وحذر المكتب المحلي لبرنامج الغذاء العالمي أن آثار وباء كورونا تدفع المزيد من الأطفال نحو سوء التغذية الحاد والعديد من الأمراض.

وفي أواخر العام 2019، أعلن البنك الدولي أنّ الحرب الحوثية تسبّبت في وقوع أكثر من 21 مليون نسمة من أصل 28 مليون نسمة تحت خط الفقر، أي 80% من تعداد سكان البلد المضطرب، في حين قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنّ قرابة 24 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية.

كما كشف تقرير مزمن لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنّ ما يقرب 50% من الأسر في اليمن بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

يأتي الإنذار الذي أطلقه برنامج الغذاء العالمي ومكتب الأمم المتحدة في وقت دفع أطفال اليمن ثمناً باهظاً بسبب الجرائم والانتهاكات المروعة التي ارتكبها الحوثيون على مدى سنوات من الحرب العبثية بدون أي ردع أو مساءلة.

لا ينقص أطفال اليمن مزيد من المآسي في ظل هذه الظروف المعيشية السيئة، لكن فيروس كورونا جاء بمثابة وحش قد يلتهم الجميع.

وكشفت دراسة كانت قد أجريت في 2013 في ثماني محافظات أن العدد الكلي للمتسولين في صنعاء بنحو 30 ألف طفل وطفلة جميعهم دون سن الـ18، إلا أنّ دراسات أخرى صدرت في 2017 بيّنت أنَّ عدد المتسولين ارتفع بشكل رهيب إلى أكثر من 1,5 مليون متسول ومتسولة من الأطفال.

ما يعزز هذا الوضع البائس هو أن ميليشيات الحوثي فشلت في مواجهة فيروس كورونا، وأن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة فعلاً، كما هو موثق في التقارير والأرقام التي تبين وجودًا مدمرًا لوباء كورونا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تصل المقابر ما يتجاوز 100 حالة وفاة يومياً في ظل تكتم كبير وتستُّر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران.