نافذة على السياسة

الأربعاء - 03 يونيو 2020 - الساعة 07:41 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ خاص: 


يتعامل الإعلام التابع لحزب الإصلاح -الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن- مع أحلام وأماني الجماعة باعتبارها حقائقَ، فيوهم نفسه بتصديقها ليحاول فرضها على الواقع، وغالباً ما تأتي هذه الأوهام والأكاذيب على شكل أخبار يتمنى الإخوان حدوثها بالفعل ليمارسوا غواية التشفي بخصومهم السياسيين، حتى لو كان ذلك على حساب بلدانهم.

من هذا المنطلق جاء احتفاء الإعلام التابع والموالي لحزب الإصلاح بالأخبار الكاذبة والإشاعات التي تم ابتداعها وترويجها والاحتفاء بها، مساء الأحد الماضي، والتي تتحدث عن قيام قوات إريترية بالسيطرة على جزيرة حنيش اليمنية الواقعة في المياه الإقليمية اليمنية بالبحر الأحمر.

وسائل الإعلام التابعة والموالية لحزب الإصلاح قالت إن قوات إريترية اجتاحت، الأحد، جزيرة حنيش اليمنية وسيطرت عليها، كما قامت بطرد سكان الجزيرة اليمنيين عقب اجتياحها.

عقب نشر الخبر الكاذب بدأ ناشطو حزب الإصلاح الإخواني الاحتفال بالخبر الكاذب ونشره على نطاق واسع، واستغلال هذه الكذبة في مهاجمة التحالف العربي المساند للشرعية وكذا المقاومة الوطنية التي تسيطر على الجزيرة الواقعة في البحر الأحمر غرب ساحل مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة.

الإشاعة الكاذبة التي اختلقها الإعلام التابع لحزب الإصلاح سرعان ما التقطتها وسائل الإعلام التابعة لجماعة الحوثي الانقلابية، وقامت بتداولها على نطاق واسع بنفس المحتوى الإعلامي المنشور في وسائل إعلام الإصلاح، وهو ما يؤكد على التنسيق الإعلامي بين الطرفين والذي يهدف لاستهداف الشرعية والتحالف العربي المساند للشرعية في اليمن.

لم يتأخر الرد طويلاً لتفنيد هذه الأكاذيب، حيث أكد الدكتور الحسن طاهر، محافظ محافظة الحديدة، أن جزيرة حنيش تحت سيطرة قوات خفر السواحل قطاع البحر الأحمر، مشيراً إلى أن قوات خفر السواحل التي تؤمن الجزيرة مؤهلة ومدربة تدريباً عالياً ومسلحة بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية بقيادة العقيد عبدالجبار زحزوح.

محافظ الحديدة، وفي بيان رسمي صادر عنه، نفى قطعياً الأخبار المتداولة التي روجت لهجوم للقوات الإريترية في الجزيرة واحتلالها، وطرد السكان منها، ووصفها بالصحافة الصفراء، داعياً الصحفيين إلى عدم الانجرار خلف الأكاذيب والترويج لها وتحري دقة المعلومة قبل نشرها من مصادرها الرسمية.

وضاح الدبيش، الناطق الإعلامي باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، هو الآخر نفى هذه الإشاعات الكاذبة، وقام بنشر صور من قلب جزيرة حنيش لأبطال القوات المشتركة في الساحل الغربي، مؤكداً أن الدوريات على مدار الساعة في جزيرة زقر وجزيرة حنيش، وتقوم بتأمين الممر البحري الدولي في البحر الأحمر بمعية دول التحالف التي لم تتوانَ عن الدعم السخي في التدريب والتأهيل وتقديم الدعم الفني والعسكري واللوجستي، مشيراً إلى أن القوات البحرية أصبحت اليوم قادرة على تنفيذ وصد أي عدوان على الجزر اليمنية.

في السياق، قام مدير عام خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر عقيد بحري عبدالجبار زحزوح، ومدير أمن محافظة الحديدة العميد نجيب ورق، بجولة بحرية في جزر أرخبيل حنيش، وأكدا أن بث شائعات ومزاعم احتلال جزيرة حنيش تقف خلفه قوى مرتبطة بأجندة إقليمية مناهضة للتحالف العربي.

كما ثمنا جهود قيادة التحالف العربي وقائد المقاومة الوطنية العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، بإعادة بناء وتأهيل وتدريب وتجهيز قوات خفر السواحل والأمن وبالشكل الذي يمكنهما من القيام بتنفيذ المهام المنوطة بهما لتأمين الملاحة البحرية والتصدي للقرصنة والعمليات الإرهابية وكذلك حماية الأحياء البحرية من الاصطياد الجائر وإعطاء المزيد من الاهتمام بسكان الجزر والتصدي لأي قوارب حوثية مفخخة تستهدف الملاحة البحرية في جنوب البحر الأحمر.

الناشط أحمد العماري قال لــ(مدى برس)، إن ”هذه الإشاعات تهدف للتحريض ضد المقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح والتي تسيطر على الجزيرة عبر قوات خفر السواحل التابعة لها، كما تهدف هذه الحملات لتشويه صورة المقاومة الوطنية وقتلها معنوياً تمهيداً لاستهدافها عسكرياً من قبل ميليشيا حزب الإصلاح والتي يقودها علي محسن الأحمر، حيث يتم تحشيد هذه الميليشيا لمهاجمة المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المشتركة المتواجدة في الساحل الغربي”.

ويضيف العماري، إن ”نشر هذه الشائعات والترويج لها من قبل وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح ولميليشيا الحوثي وبالشكل المنظم والممنهج الذي لاحظناه، يأتي في إطار التنسيق بين الجانبين والهادف لمحاربة التحالف العربي وتقاسم النفوذ في اليمن بين تركيا وإيران، ولذا فهذه الإشاعات تهدف للتمهيد لتدخل عسكري تركي مباشر تسعى تركيا من خلاله للسيطرة على الجزر والموانئ اليمنية”.

ويرى مراقبون أن ترويج وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح واحتفاء ناشطي الحزب بإشاعة سيطرة إريتريا على جزيرة حنيش يأتي في سياق السياسات العامة لجماعة الإخوان المسلمين في الوطن العربي والتي تخدم أجندة الجماعة المتوافقة مع أجندة دول إقليمية في مقدمتها تركيا، فالإخوان يقفون في صف القوات التركية الغازية والمعتدية على ليبيا وسوريا، ويدعون أثيوبيا لضرب مصر عسكرياً، كما أنهم يطالبون بالتدخل التركي العسكري المباشر في اليمن، ويتمنون حدوث أي انتكاسة للتحالف العربي في اليمن.