كتابات

الخميس - 11 يونيو 2020 - الساعة 06:08 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي/ حسين الوادعي*:


فجر الشاعر السوري سليم بركات نقاشا حادا بعد ان نشر مادة في صحيفة القدس العربي قال فيها إن صديقه محمود درويش كانت له إبنه من علاقة مع امرأة لم يتزوجها وانه تهرب من ابوته لهذه الفتاه!

شخصيا لم أجد في هذه "الاساءة" جديدا..

فقد سبق للمسلسل السوري "في حضرة الغياب" الذي انتج في 2011 ليتناول سيرة درويش ان نسي كل تاريخ الشاعر الاسطوري وركز على علاقاته الغرامية.

ودرويش نفسه لم يكن يخفي علاقاته الغرامية وقد حكى عنها في قصائده. كان درويش ذو ذكاء كبير جعله يخرج من إطار "شاعر القضية" ويرفض حصره داخل المحاماة عن قضية فلسطين، وطرح نفسه كشاعر إنساني له قيمته بعيدا عن القضية او قريبا منها.

ما أريد التركيز عليه هنا هو المادة التي كتبها سليم بركات...
تعرفت على شعر بركات عن طريق مجلة الكرمل التي أصدرها بالشراكة مع درويش.. وكان واضحا ان درويش بذل جهدا كبيرا لتكريس صديقه كشاعر ذو لغة استثنائية وموهبة خطرة.

لكنني لم ارتح يوما للغة بركات ولا لصياغاته الشعرية. قد أكون مزاجيا في طرحي هذا لكن لغته بدت لي ولا زالت متحذلقة وفارغة وبلا معايير.

وما زلت مقتنعا ان هذه اللغة التي كرسها بركات وغيره من شعراء الجيل الثاني كانت السبب في سقوط تجربة الشعر الحديث بمدرستيه الكبيرتين(مدرسة التفعيلة ومدرسة النثر).

وان هذه اللغة الملغزة المجوفة المتعالية على فهم القاريء كانت سبب عودة المستمع العربي الى القصيدة العمودية ليس بشكلها فقط، بل بمواضيعها التقليدية من مدح وهجاء وغزل ورثاء.

كان درويش آخر رمز للشعر العربي الحديث، وكانت وفاته ايذانا بوفاة التجربة التي خلقها السياب ورفاقه فيما يتعلق بالتفعيله وانسي الحاج ورفاقه فيما يتعلق بالنثر، وبقي "الصغار" ليلعبوا دور حفاري القبور لهذه التجربة العظيمة.

في مادته المعنونه "محمود درويش وانا" كانت لغة بركات تكثيفا لتلك اللغة المجوفة التي خنقت الشعر وادعت أنها ألغت الحدود بين الانواع الأدبية لتقول ان ما تطرحه ليس شعرا ولا نثرا وانما "نص"!

بهذا الشعر الصغير واللغة المجوفة انتهت حداثة الشعر العربي وظهر جيل البرغوثي والجخ....

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك