كتابات

الجمعة - 12 يونيو 2020 - الساعة 10:38 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس / إبراهيم نوار:


على طريقة إسقاط تمثال صدام حسين في بغداد عام 2003، أسقط المتظاهرون في مدينة بريستول الساحلية في إنجلترا تمثال بارون تجارة العبيد الإنجليزي إدوارد كولستون خلال احتجاجات أمس المناهضة للعنصرية، والتي انتشرت في كل أنحاء العالم احتجاجا على مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، نتيجة أن رجل شرطة عنصري ربض بركبته على رقبة فلويد حتى انقطعت أنفاسه.

أكثر من عشرة آلاف مواطن من أهالي بريستول تجمعوا لاقتلاع التمثال الذي يمجد أحد رموز العبودية، ونجحوا في ذلك فعلا؛ فأسقطوا التمثال ثم قذفوه إلى مياه البحر حيث كانت ترسو السفن المحملة بالعبيد الذين تم اصطيادهم في أفريقيا وهم في طريقهم إلى جزر الكاريبي والأمريكتين. ويقدر المؤرخون أن عدد العبيد من الرجال والنساء والأطفال الذين باعهم كولستون يبلغ حوالي 80 ألف شخص.

عملية إسقاط التمثال وقذفه في البحر وقعت تحت سمع وبصر الشرطة المحلية التي فضلت عدم التدخل. كذلك فإن عمدة بريستول مارفن ريس، وهو من أصول أفروكاريبية رفض الخضوع لأي ضغوط من الحكومة، التي كانت قد دعت المواطنين للامتناع عن المشاركة في الاحتجاجات. الذي أثار دهشة الأهالي في بريستول هو أن صوت غضب الحكومة من إلقاء تمثال في البحر أعلى من صوتها في إدانة حادث قتل جورج فلويد ويتجاهل عمدا الدور الذي قام به بارون تجارة العبيد الإنجليزي.

حادث جورج فلويد أعاد إلى صدارة المشهد السياسي والاجتماعي قضية العلاقة بين الأجناس في كل أنحاء العالم. وقد شهدت أمس كبرى مدن العالم احتجاجات ضخمة تطالب بالمساواة العرقية والحد من التفاوت والعدالة في توزيع الفرص.