نافذة على السياسة

الإثنين - 29 يونيو 2020 - الساعة 03:39 م بتوقيت اليمن ،،،

مارب/ مدى برس/ تقرير خاص:


استطاعت مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، مؤخراً، أن تحقق تقدماً ميدانياً على حساب قوات الشرعية التي تسيطر عليها مليشيا الإصلاح -جناح الإخوان المسلمين الإرهابي في اليمن- في تخوم مدينة مارب، مركز القوة العسكرية للحكومة الشرعية.

بعد ست سنوات من الحرب مرت، وبدلاً من استعادة الدولة وإسقاط انقلاب المليشيا الحوثية، لا تزال قوات جيش الشرعية بعد تحقيق تقدم نسبي تقف موقف العاجز في الدفاع عن كيانها وأماكن تواجدها.

لم يكن سقوط جبهة نهم، شرقي صنعاء، قبل أشهر، إلا بداية لسقوط آخر لجبهة الجوف التي كانت تسيطر قوات الشرعية على نحو 85% من مساحتها وأصبح فيما بعد ذلك يقتصر سيطرتها على أقل من 50% من إحدى مديرياتها.

كانت تلك بداية لسلسلة السقوط لحكومة الشرعية وقوتها العسكرية المتخمة بالفساد، إذ تواصلت إثر ذلك زحوف الحوثيين حتى وصلت إلى مناطق جديدة في مديريتي مدغل، ومجزر، شمالي غرب محافظة مارب، وسيطرت على أجزاء واسعة منها.

مليشيا الحوثي الانقلابية مع هذه الزحوف وفي ظل عدم تحرك لقوات الشرعية، أصبحت اليوم -بحسب ما تؤكد مصادر عسكرية خاصة لـ"مدى برس"- على بُعد أقل من خمسة كيلو مترات من معسكر ماس الاستراتيجي (أحد أهم معسكرات قوات الشرعية يقع في المنطقة الصحراوية بين محافظتي مارب والجوف).

غرباً، لا تزال المليشيا الحوثية تكثف من هجماتها العسكرية على مواقع قوات الشرعية في جبهة صرواح، وما زالت تقدماتها تتواصل يوماً إثر يوم في جبهات المخدرة وهيلان.

لم تكتف مليشيا الحوثي الانقلابية بهذا القدر الكبير من التقدمات الميدانية وواصلت هجماتها على منطقة قانية، الواقعة شمالي محافظة البيضاء، ومحاددة لمحافظة مارب من المحور الجنوبي، حتى تمكنت مؤخراً من السيطرة على معظمها، تؤكد مصادر متطابقة أن أكثر من 90% من مساحتها سقطت بيد الحوثيين، وتمكنت معها المليشيا الحوثية من إحداث تقدم جديد واختراق منطقتي العبدية وماهلية، جنوبي مارب.

اليوم -بحسب ما تشير الوقائع وما يحدث في ميدان القتال في جبهات مارب وتتحدث مصادر متطابقة لـ"مدى برس"- فإن محافظة مارب (قاعدة الإخوان المسلمين) باتت آيلة للسقوط بيد الحوثيين أكثر من أي وقت مضى.

وتشير العديد من المصادر إلى أن سقوط مواقع الشرعية بيد الحوثيين لم يأتِ من فراغ وإنما جاء بعد سلسلة خيانات إصلاحية في جبهات القتال التي تسيطر عليها وما زالت مستمرة، وذلك تحقيقاً لرغبات وأجندة خارجية ووصايات قطر وتركيا.

وتهدف قطر وتركيا، من إضعاف صف الشرعية؛ لفرض تدخل لها عبر جناحها الإصلاحي الذي استخدمته، ولا تزال تستخدمه، في إنهاك الشرعية، ليكون قوة وجودية غير خاضعة للحكومة الشرعية.