ملفات وتقارير

السبت - 04 يوليه 2020 - الساعة 05:41 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ ذا ناشينال الأمريكية:


بات الدعم الإيراني الموجه للحوثيين والساعي لتهديد أمن الدول العربية، خطرًا يهدد العالم أجمع، وليس منطقة الشرق الأوسط، أو الدول العربية فحسب. فالدعم الإيراني الممتد لجماعة الحوثي التي تعيث في الأراضي اليمنية فسادًا، وتحاول زعزعة أمن واستقرار المملكة العربية السعودية، قد امتد ليضرب مطارات ومناطق سكنية؛ ما يمثل تصعيدًا شديد الخطر لا يمكن السكوت عليه.

زخم كبير كثر في هذه الآونة مستهدفًا الدعم الإيراني الخبيث الذي تقدّمه طهران للحوثيين، وهو دعم متنوع الأوجه على النحو الذي مكّن المليشيات ليس فقط من إطالة أمد الحرب في اليمن، لكن أيضًا لاستهداف المملكة العربية السعودية، عبر هجمات إرهابية تستهدف الأعيان المدنية.

وأصبح الحديث الآن منصباً على ضرورة مواجهة الدعم الإيراني للحوثيين، باعتبار أنّ قطع هذه اليد الخبيثة أمرٌ شديد الأهمية فيما يتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار، محليًّا وإقليميًّا على صعيد واسع.

وبالحديث عن هذا الدعم الخبيث، حذّرت صحيفة اليوم السعودية، في عددها الصادر الجمعة، من استمرار معاناة اليمن بسبب مضي النظام الإيراني في دعم المليشيات الحوثية، كونها أحد أذرعه الإرهابية في المنطقة.

الدعم الإيراني للحوثيين واضح للعيان منذ اندلاع الأزمة، فإيران لا تألو جهدًا في أن تزعزع أمن واستقرار الدول العربية والإضرار بمصالحها الاقتصادية. ولعلنا نستطيع التحقق من ذلك من سياسة إيران الواضحة في اللعب بأوراق غير مباشرة ودعم جماعات مسلحة داخل الدول لإثارة المشكلات، فإيران تسعى من خلال إبقاء ميليشيات الحوثي في الحديدة، إلى الإمساك بورقة باب المندب ونافلة صافر للضغط على المجتمع الدولي وتنفيذ تهديداتها الإرهابية.

ويبدو أن إيران ترنو من وراء دعمها للحوثيين إلى تهديد توازن القوى في المنطقة، حيث إنه في حال تمكنت أي قوة من السيطرة على ذلك المضيق، فإن ذلك سوف يعني تغييرًا جوهريًا في ميزان القوى الإقليمي. ففي أعقاب سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2014 تمكنوا من نقل صواريخ باليستية بعيدة المدى إلى معسكر يبعد 10 كم عن باب المندب، وهو مؤشر يعكس سعي إيران إلى تغيير موازين القوة في منطقة الشرق الأوسط.

فإيران لم تخفِ دعمها الواضح لجماعة الحوثي، وهو ما أكده رئيسها “روحاني” حين شدد على استمرار التدخل العسكري الإيراني عن طريق دعم ميليشياتها في اليمن، على غرار التدخل الذي يقوم به الحرس الثوري، بدعم من أطلق عليهم “مقاتلو محور المقاومة” في العراق وسوريا ولبنان. ولعل سياسة إيران تجاه اليمن والحوثيين، قد باتت واضحة حين أيدت تصفية الحوثيين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عندما بارك القائد العام للحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، مقتل صالح.

إنّ المليشيات الحوثية تتلقى الأوامر من الحرس الثوري لتنفيذ المزيد من جرائم النهب والقتل والاعتداءات الغاشمة والممارسات الخارجة عن القوانين والأعراف الدولية والمبادئ الإنسانية بغية المضي في تنفيذ أجندته التوسعية المشبوهة.

أهداف إيران الخبيثة تشمل بث الخراب وزعزعة الأمن والاستقرار وفق الصحيفة التي شدّدت على أنّ النظام الإيراني أصبح مصدر تهديد للسلام وتصدير للإرهاب إقليمياًّ ودوليًّا.

الدلائل على الدعم الإيراني للحوثي وجماعته عديدة، وهو ما يتضح مما كشفه حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة “كيهان” عن توجيهات إيرانية لميليشيات الحوثيين قائلاً إنه “في المستقبل القريب ستقوم جماعة (الحوثي) باستهداف ناقلات النفط السعودية في خليج عدن”. ليس هذا فحسب، فبكل وضوح ذكرت الصحيفة أن الأهداف التالية لصواريخ الحوثيين، ستكون بضرب مناطق أخرى في السعودية ودول الخليج العربي، ولم يتوانَ المتشددون الإيرانيون عن إعلان استمرار الدعم للميليشيات الحوثية والانقلابيين، بل التوغل في داخل الأراضي السعودية. ومن المعروف أن إيران قد زودت الحوثيين –علنًا– بعدد من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى لضرب أهداف في السعودية، وقد تصدَّت لها الدفاعات الجوية بالمملكة. واعترفت وسائل إعلام إيرانية رسمية في العام الماضي، بتزويد الميليشيات والانقلابيين في اليمن بتلك الصواريخ، وهو ما يؤكد حديثنا.

إن جهود المجتمع الـدولي والمملكة علـى وجه الخصوص لجعل خيارات الـسلام واقعاً على أرض اليمن يقابله سلوك نظام طهران الإرهابي، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم من ممارسات إيران في المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار وحماية الأبرياء حول العالم.

الدعم الإيراني الخبيث والمشبوه للحوثيين يمكن القول إنّه مكّن المليشيات من إطالة أمد الحرب، والاستمرار في تهديد الأمن الإقليمي برمته.

ويمكن القول، إنّ طهران تستخدم الذراع الحوثية من أجل تهديد خصومها في المنطقة، لا سيّما المملكة العربية السعودية، لكنّ هذا الأمر يتضمّن تهديدًا للأمن الإقليمي برمته، بالنظر للإرهاب الخبيث الذي تمارسه المليشيات الحوثية، وهو إرهاب مصبوغ بصبغة إيرانية.

أمام كل هذه التهديدات، فقد بات لزامًا على المجتمع الدولي أن يتدخّل من أجل إيقاف هذا الإرهاب المشبوه، وحماية الأمن الإقليمي من المخاطر التي تُشكِّلها المليشيات الحوثية.