الأخبار

الإثنين - 10 أغسطس 2020 - الساعة 09:19 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ خاص:


مع بدء تدفق الجحافل الحوثية إلى تعز بعد الانقلاب الحوثي، كان توفيق الوقار أحد أبرز من تصدروا مشهد النضال، حيث تقدم وعدد من أفراد أسرته وأصدقائه من أبناء جبل حبشي وبسلاحهم الشخصي أثناء حصار اللواء 35 مدرع في تعز، وشاركوا في فك الحصار عنه.

ثم سرعان ما بدأ توفيق الوقار بتشكيل لجان لحماية مداخل حبشي والخط العام الذي يمر إلى التربة، ونصب أول نقطة كي لا يتم مرور سلاح وقوات الحوثي إلى الحجرية ومنها إلى طور الباحه وعدن، وبعدها انضم إليه الإخواني يوسف الشراجي الذي استحوذ على الدعم، كونه من تنظيم الإخوان.

بمعية كثيرين من أبناء جبل حبشي، خاض الوقار معارك كبيرة بدعم من الشهيد عدنان الحمادي، وتم تحرير الكسارة، الضباب، وحدائق الصالح لأكثر من مرة، حيث كان يتم تحريرها وتتسلم لقوى تابعة للإصلاح، إلا أنهم ينسحبون، ثم يأتي توفيق الوقار بدعم من اللواء 35 مدرع ويحررها، وتم تحريرها لأكثر من ثلاث مرات وسُلمت لقوات تابعة للإصلاح.

نجاح الوقار عسكرياً في مواجهة الحوثيين أهّله لأن يكون مدير أمن لمديرية جبل حبشي، ولكونه من أبناء المواطنين ولا ينتمي إلى أسر بعض المشايخ من جبل حبشي الذين يعتاشون على فرض الإتاوات على الناس، فقد تكالبوا عليه وانساقوا مع المؤمرات التي يحكها حزب الإصلاح، فرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في اليمن، لأن بقاءه مديراً لأمن جبل حبشي أوقف عنهم تلك الإتاوات ومنعهم من استغلال الناس وأوقف التهريب الذي تشكل مؤخراً بين الإصلاح والحوثي والذي يمر عبر جبل حبشي.

تقول مصادر صحفية موثوقة، إنه وعندما بدأ حمود المخلافي بتأسيس معسكر للحشد الشعبي في يفرس، سبق ذلك محاولات لتغيير مدير قسم شرطة يفرس، وحاولوا فرض شخص إصلاحي لكي يقوم بتأمين تحركات المعسكر والدعم والسلاح ومسرح عمليات المعسكر وتحركات الحشد الشعبي، لكن هذه المحاولة قوبلت بالرفض من قبل مدير أمن المديرية توفيق الوقار، وهذا ما جعل حزب الإصلاح يعمل بكل جهد وقوة من أجل إزاحته من إدارة أمن المديرية.

وتكفل المدعو أمين عبده سعيد، الرجل الثاني بعد عبده فرحان المخلافي الملقب بسالم في تعز والمسؤول العسكري لجماعة الإصلاح في مديرية جبل حبشي، وهو مشرف كل القيادات الإصلاحية في جبل حبشي، تكفل بمهمة إزاحة توفيق الوقار من إدارة أمن المديرية، حيث أنها البوابة الغربية للحجرية ومسرح عمليات لمعسكر الحشد الشعبي التابع لحمود المخلافي والذي سيكون منطلقاً لضرب الحجرية.

الأداء الفاعل للوقار أظهر الإخواني فارس المليكي، مدير الناحية، كشخصية ضعيفة مهزوزة وبلا إنجاز يذكر، مما جعله يعمل ليل نهار مع أمين عبده سعيد المسؤول العسكري للإخوان وأخو مدير عام الصحة أحمد عبده سعيد والذين هم أعضاء في جماعة الإصلاح ويعملون تحت قيادة أمين عبده فرحان المخلافي الملقب بسالم.

ووظف المليكي مشايخ في عزل جبل حبشي من أعضاء الإصلاح للدخول ضمن عملية التآمر على مدير الأمن، كونه قطع مصدر ترزقهم من التهريب والنهب، حيث ظهر هذا التآمر عندما بدأ الهجوم على مدير الأمن الوقار، قام حينها المشايخ بعمل نقاط أمنية في القرى والعزل لمنع ورصد أي تحركات شعبية تسعى لعمل وقفات احتجاجية تضامناً مع مدير الأمن ورفضاً لقصف قرى جبل حبشي بالسلاح الثقيل.

يستخدم الإصلاح جبل حبشي كقاعدة انطلاق في الاتجاهين، كونها تعد بوابة الحجرية وتعتبر موقعا عسكريا مهما تطل على الوازعيه والمخا، وبالجهة الأخرى تطل على الحجرية وبسبب الجبال المرتفعة فيها فهي مكان مناسب لنصب سلاح ثقيل بإمكانه تهديد وقصف وقطع الإمداد لقوات العمالقة واللواء 35 مدرع في الحجرية.

وينوي الإخوان استخدام مديرية جبل حبشي كخزان بشري عسكري لرفد معسكراتهم، كما يعمل الإصلاح منذ فترة على تعيين مدير أمن محسوب على الإصلاح وإذا نجح بتعيين مدير أمن تابع له فهو بهذا يكمل ويحكم سيطرته على مديرية جبل الحبشي بالكامل، من حيث مديري الدوائر الحكومية الأمنية.

ولأن الوقار من أسرة عادية غير حزبية، فقد خُذل من القوى السياسية في تعز، وربما جاء عليه الدور اليوم، كونه من القيادات الوطنية المخلصة، والقيادات القليلة -أمثال رضوان العديني، وعدنان الحمادي، وأبو الصدوق- التي قاتلت الحوثي بصدق وعزيمة عندما توارى الإخوان عن مشهد النضال.