الأخبار

الإثنين - 06 يناير 2020 - الساعة 08:57 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/مدى برس/ خاص:


يستمر حزب الإصلاح ”الذراع السِّياسي لحركة الإخوان المسلمين في اليمن” بالتحشيد العسكري إلى معسكر "يَفْرُس"، وهو المعسكر الذي أنشأه القيادي في الحركة الشيخ حمود سعيد المخلافي بتمويل قطري تركي وبقوام 5000 مقاتل.

التحشيد المستمر يتم بمباركة من قيادة محور تعز المرتهنة لحزب الإصلاح، والتي غضَّت الطرف عن عملية تحشيد عسكري لميليشيات مسلحة خارج إطار القانون، ولا علاقة لها بالجيش الوطني، بل إنَّ قيادة المحور الموالية لحزب الاصلاح قد سهلت عملية نقل أسلحة إلى هذه المعسكرات، كان حزب الإصلاح قد قام بتخزينها في مخازن خاصة منذ بداية عاصفة الحزم، حيث كان التحالف العربي يقوم بإنزال كميات مهولة من السلاح إلى شخصيات محسوبة على المقاومة أبرزها القيادي حمود سعيد.

استمرار التحشيد إلى معسكر يفرس يأتي في إطار استعدادات الإخوان المسلمين لمعاركهم الخاصة والجانبية، بعد أن أكملوا سيطرتهم على ألوية تعز العسكرية باستثناء اللواء 35 مدرع، وقاموا بالاستحواذ على السلاح المقدَّم من التحالف العربي وتخزينه، وكذا نهب الأموال المقدمة تحت مسمى عمليات تحرير تعز، حيث قام الإخوان بتجميد جبهات القتال مع الانقلابيين والتحشيد إلى معاركهم الجانبية ضد اللواء 35 مدرع في منطقة الحجرية وضد القوات المشتركة المتواجدة في الساحل الغربي، وذلك بعد نجاحهم في معركتهم ضد كتائب أبو العباس والتي انتهت بإخراج أفراد الكتائب وأسرهم من داخل المدينة.

وعقب الانقلاب الذي قادته جماعة الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014 سعى حزب الإصلاح إلى الاستحواذ على المؤسستين العسكرية والأمنية في اليمن، وتسخيرهما لخدمة أجندته الخاصة في إطار الأجندة العامة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، وكذا لتسخيرهما في معاركه الخاصة مع خصومه السياسيين.

بداية تشكيل الجيش الوطني في تعز ومع القرار الجمهوري الذي أصدره رئيس الجمهورية بدمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني، فإنَّ عملية تشكيل الجيش واجهت العديد من التحديات والصعوبات، وفي مقدمة هذه التحديات الهيمنة الحزبية والمناطقية والفردية والتي قام بها حزب الإصلاح بهدف الاستحواذ الكامل على المؤسسة العسكرية والأمنية، منقلباً بذلك على مخرجات الحوار الوطني.

فقد نجح حزب الإصلاح بالسيطرة والاستحواذ على التجنيد، مستفيداً من تعيين علي محسن الأحمر نائباً لرئيس الجمهورية ونائباً للقائد العام للقوات المسلحة والأمن بداية العام 2016، ما أدى إلى هيمنة الإصلاح الكاملة على المحور والألوية التابعة له باستثناء اللواء 35 مدرع، حيث رفض الإصلاح استيعاب الكثير من العسكريين المنضمين للشرعية، ملقياً عليهم تهمة ”التبعية للنظام السابق”، وقام بدلاً من ذلك بتعيين قيادات مدنية للألوية والوحدات العسكرية تفتقد للكفاءة والخبرة والتأهيل وضعف المهارات القيادية، ومؤهلها الوحيد هو الانتماء لجماعة الإخوان وتنفيذ أجندتها، حيث تم توزيع مئات الرتب العسكرية للمدنيين بما فيها رتبة ”عميد”.

بالتزامن مع ذلك شن الإعلام التابع للإخوان المسلمين حملات تحريض ضد الأطراف الأخرى، وخاصة كتائب أبي العباس، مؤكداً أنّ ما وصفه بالعدو الداخلي -بالإشارة إلى أبي العباس- أخطر من العدو الخارجي -إشارة إلى جماعة الحوثي- كما أكد الإخوان المسلمون أنّ معركتهم الحقيقية لم تبدأ بعد، في إشارة إلى معركتهم ضد الخصوم السياسيين من القوى المؤيدة للشرعية.

تتويجاً للتنسيق بين قطر وتركيا وإيران وعمان لإفشال دور التحالف العربي في اليمن، وباستخدام جماعة الإخوان المسلمين للعب هذا الدور.. دعا الشيخ حمود سعيد المخلافي، نهاية أغسطس الماضي، المقاتلين من أبناء محافظة تعز في جبهات صعدة والحد الجنوبي للمملكة للانسحاب من تلك الجبهات والعودة إلى محافظة تعز، مؤكداً استعداده دفع رواتب 15 ألف مقاتل.

في ديسمبر الماضي أعلن الشيخ المخلافي عن تدشين ما أسماه ”لواء حمد” -نسبة إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة- وذلك في معسكر تدريبي تابع للواء 17 مشاة بمنطقة يفرس في مديرية جبل حبشي، حيث عرضت قناة الجزيرة القطرية استعراضاً لآلاف المجندين داخل المعسكر وهم يؤدون استعراضات القوة والتمام ويبايعون الشيخ المخلافي على السمع والطاعة.

ويأتي تشكيل ”لواء حمد” التابع لجماعة الإخوان المسلمين عقب تشكيل الجماعة لميليشيا الحشد الشعبي والتي شنت حرباً شرسة ضد كتائب أبي العباس انتهت بانسحاب الأخيرة مع عوائل أفرادها من المدينة تجنيباً لسقوط عدد أكبر من المدنيين، بعد تسبب قصف الحشد الشعبي للمدينة القديم بسقوط عشرات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح.

تشكيل ”لواء حمد” يأتي لاستكمال مخطط جماعة الإخوان المسلمين بالسيطرة العسكرية على منطقة الحُجرية مسرح عمليات اللواء 35 مدرع، وكذا لقتال القوات المشتركة المتواجدة في الساحل الغربي وفي مديريات تعز الساحلية، وكذا قتال المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن ميليشيات الإخوان التي تم تحهيزها لاجتياح المحافظات الجنوبية، وهي الميليشيات المتواجدة في مأرب وشبوة وأبين.

تحركات الشيخ المخلافي المدعومة قطرياً جاءت بالتزامن مع تحريض مبطن ضد القوات المشتركة من قائد محور تعز المعيَّن بقرار حزبي اللواء خالد فاضل، والذي قال في كلمة له ألقاها، مؤخراً، خلال المؤتمر السنوي لقيادة المحور، إنه ”لا يمكن تحت أي ظرف إغفال تلك المماحكات التي تحدث في الساحل أو يظن المتصارعون هناك أنّ المحور يغض الطرف عما يطمحون إليه هناك، ولذا نقول لهم إنّ المحور مسؤول عن كل شبر يتبع تعز على امتداد ترابها، ولا يمكنه التفريط بذرة تراب من أرضها”.

كما أنّ التحركات الجديدة على الأرض التي يقوم بها حزب الإصلاح عبر التحشيد العسكري لميليشياته بهدف شن حروب عبثية لاستهداف الحُجرية والقوات المشتركة تأتي عقب اغتيال العميد ركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، في عملية اغتيال أشارت التحقيقات الأولية إلى تورُّط الحزب مباشرة عبر قيادات عليا في عملية الاغتيال التي جاءت بهدف التخلص من القائد العسكري الذي وقف في وجه تحرُّكات الحزب الهادفة لاستكمال السيطرة والاستحواذ على تعز.

ويبدو أنَّ غياب الموقف الحازم من قيادة الشرعية لإيقاف عبث الإصلاح بتعز سيجعل الأخير يتمادى في تشكيل ميليشيات مُسلحة خارج إطار الدولة، تعمل لخدمة أجندة قطر وتركيا وعمان المتوافقة مع المشروع الإيراني في اليمن والذي تعمل على تنفيذه جماعة الحوثي الانقلابية.