نافذة على السياسة

الإثنين - 21 سبتمبر 2020 - الساعة 07:35 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ تقرير خاص:


بقلق وخوفٍ بالغين بات سكان مدينة تعز يعيشون حياتهم، في ظل تحوّل مدينتهم إلى فوضى تُمارس فيها عمليات الاغتيالات والاختطافات والقتل خارج القانون، حتى بدت المدينة الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، وكأنها إمارة يحكمها تنظيم داعش أو القاعدة.

تتنامى الفوضى في المدينة فيما أجهزة الأمن والجيش مشغول بعضها في عمليات النهب والسطو وشن الحرب على شركاء التحرير، والبعض من هذه القوى المدعومة من قطر وتركيا، تؤدي نفس المهمام الإرهابية من خلال التنفيذ أو الإشراف على عمليات الاغتيال النشطة في تعز.

منذ إعدام الشاب الدكتور أصيل الجبزي، نجل رئيس عمليات اللواء 35 مدرع، عبدالحكيم الجبزي، من قبل قوات الإخوان المسلمين يوم 22 أغسطس الماضي، تخلق واقع جديد في تعز تأكد خلاله أن المدينة تتجه إلى منزلق خطير للغاية، ستستباح فيه دماء الأبرياء لحسابات سياسية يوجهها التطرف الإخواني.

لقد كانت حادثة مقتل أصيل الجبزي فاجعة بكل تفاصيلها، لما ظهر خلالها من فعل متطرف في التعزير به وقطع لسانه وأصابعه، لكنها لم تكن كما كان يُشاع، حادثة جنائية، خاصة وأن الجبزي احتجز لدى قوة تابعة للواء 12 ميكا، قبل أن يتم إعدامه بتلك الطريقة البشعة.

إنكار الإخوان وسلطاتهم في تعز، بأنه لا صلة لهم بالجريمة الوحشية تحول إلى مدعاة للضحك، خاصة وأن منفذي الجريمة يحتمون في حمى الإخوان، ويرفض الإصلاح تسليمهم للعدالة، وفوق ذلك يتحصلون على رواتب من الحكومة بأرقامهم العسكرية التي منحوا إياها من قبل الإصلاح.

لم يمضِ أقل من شهر واحد حتى استأنف الإرهاب الإخواني ممارسة عمليات الاغتيال التي يرتبط نشاطها دائماً بالقوى المتطرفة، وليس الإصلاح بمعزل عنها، إذ اغتال مسلحون "مجهولون" رجل الأعمال محمود الزوقري، بعد خروجه من منزله في شارع المرور الواقع بالقرب من مقر الشرطة العسكرية.

و"الزوقري" هو مالك شركتي "شابكو" و"يمن كو" لتوليد الكهرباء في مدينة تعز، وكان قد نجا منتصف أبريل الماضي، من عملية اغتيال تعرض لها أثناء عودته إلى منزله، لكن إصرار الإخوان على تصفيته جعلهم يعيدون الكرة مرة أخرى، ليُسقطوه ذبيحًا في مدينة نفوذهم، التي حاول الزوقري إضاءتها مستثمرًا، وهو ما لم يرق للإصلاح الذي حول تعز إلى بيئة طاردة للأمان، والاستثمار معًا.

البارحة نجا الشيخ القبلي، سعيد الحربي، من محاولة اغتيال أسفرت عن مقتل مرافقه أيمن عبده قائد الصبري، وإصابة آخر، حيث أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية الرصاص الحي باتجاه الشيخ الحربي بمنطقة صينة، ولاذا بالفرار نحو منطقة غير معروفة.

حدثت الجريمة في منطقة صينة، المكان الذي اغتيل فيه الزوقري، المفترض أن يقوم الأمن بتشديد الإجراءات فيه، غير أن الواقع قد يكون تعمداً من الإخوان لتحويل صينة إلى مقصلة للإرهاب والتطرف المتنامي وسط فصائل الجيش الإخواني.

تقول مصادر متطابقة، إن الحربي له صلة بحزب المؤتمر الشعبي العام، إما مؤيداً أو عضواً فيه، وهو قائد المقاومة في منطقة الحيمة التابعة لمديرية التعزية، وهذا مؤشر على أن محاولة اغتياله كانت لأبعاد سياسية، وفي تعز لا يمكن أن يقف وراء الحادثة سوى حزب الإصلاح، الحزب الوحيد الذي يمتلك جناحاً عسكرياً، ويسيطر على مفاصل المحافظة.