نافذة على السياسة

الإثنين - 30 نوفمبر 2020 - الساعة 04:15 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ خاص:


في أحد الخطابات المسؤولة التي ألقاها العميد الشهيد عدنان الحمادي، قبل اغتياله في الثاني من ديسمبر 2019م، تحدث الحمادي عمّن أسماهم "يقتلون القتيل ويمشون بجنازته". لقد كان الحمادي حصيفًا في فهم الواقع، ومدركًا لما قد يحصل له حتى بعد تصفيته، وذلك الإلهام الذي لم يكن أحدٌ يتنبه له آنذاك، يتجلى اليوم في فعائل حزب الإصلاح وقياداته، الذين يثابرون لاستغلال الذكرى الأولى للقائد لتحسين صورهم المسوّدة، وإبعاد الشك عنهم.

أسرة العميد الحمادي التي كانت تتهيأ ومعها جموع شعبية غفيرة لإحياء ذكرى اغتيال القائد الذي لم تأتِ الأيام بمثله في تعز، ثم ما إن رأت كيف يحوم الخصوم من حولها لسرقة قبس من نور الحمادي المتوهج في صدور محبيه، قررت قطع الطريق أمامهم حتى لا يجدون الفرصة لتحويل فعاليات التأبين إلى استغلال سياسي مقيت.

قرار الأسرة كان الامتناع عن المشاركة في أي فعالية، وقد كان حزب الإصلاح ينوي إقامة أكثر من فعالية في الثاني من ديسمبر، مبيتة النوايا، لا علاقة لها بإحياء ذكرى اغتيال الحمادي، إنما لتلميع صور قيادات إخوانية تؤمن أنها لم ترقَ بعد إلى المنزلة التي حازها الحمادي في قلوب اليمنيين، فتحاول انتهاز الفرصة للتسلق لتجد العوائق أمامها كبيرة، كما هي الفوارق بين قائد حرر أغلب مناطق تعز من الحوثيين، وآخرين تآمروا عليه فقتلوه، ثم أصلحوا شأنهم مع الحوثيين باتفاقات سرية.

رغم الموقف المحسوم لأسرة الشهيد الحمادي، رفض القيادي الإخواني حمود المخلافي (قائد قوات الحشد الشعبي في تعز) إلا أن يقيم فعالية يوم الثاني من ديسمبر، بعد أن أنفق الملايين طوال الفترة الماضية لاستغلال الحدث المهيب، وإعادة إنتاج صورته أمام أبناء تعز على أنه قائد مقاومتهم، رغم أنه من المخططين والممولين لعملية الاغتيال الآثمة بحق العميد الحمادي.

وقالت مصادر "مدى برس"، إن المخلافي كان قد أوكل إلى سالم وضياء الحق الأهدل، التنسيق مع عادل الحمادي، لإقامة فعالية في التربة وجر أسرة الحمادي إليها لتكون بمثابة تبرئة للقتلة المسؤولين على اغتياله، لكن الأسرة لم تحقق لهم مآربهم، فوجه بالاستمرار من طرف واحد وتحويل الذكرى إلى فعالية لتلميع صورته.

وأضافت المصادر إن الإصلاح يحاول جاهدا فصل مسؤوليته عن العملية ذاتها، وإلقاء المسؤولية على أطراف أخرى، إلا أنه لا يستطيع الفكاك من التهم الموجهة إليه، خاصة وأن عملية الاغتيال سبقها تحريض واسع من قيادات الحزب الإخواني، الذي قرر في النهاية اغتيال الحمادي ليصفو له الجو في تعز التي حولها الإخوان إلى وكر للعصابات وساحة للفوضى.

وأفادت المصادر أن هنالك حالة رفض واسعة لقوى الإخوان في منطقة الحجرية، ونفوراً شعبياً من الجماعة، يحاول الإصلاح جاهداً تطبيبهاً عبر تسويق الادعاءات، ومنها البراءة من اغتيال الحمادي، غير أن حالة الوعي الشعبي بشأن هذه القضية، أصبحت راسخة يتركز إيمانها حول "أن الإخوان هم من قتلوا الحمادي".

وذكرت المصادر أن المخلافي يسعى لتنصيب نفسه بديلاً للحمادي في الحجرية، ويكون القيادي النافذ فيها، بيد أن ضلوعه المباشر في قتل العميد عدنان الحمادي وتدبير جريمة اغتياليه، تجعله في أنظار أبناء الحجرية، كما قال الحمادي ذات يوم "يقتل القتيل ويمشي في جنازته".