ملفات وتقارير

الإثنين - 07 ديسمبر 2020 - الساعة 08:44 م بتوقيت اليمن ،،،

مارب/ مدى برس/ تقرير خاص:


في الـ22 من شهر يناير/كانون الثاني مطلع العام 2020م قصفت مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران منزل البرلماني مسعد حسين السوادي، الواقع في حي الروضة السكني شمالي مدينة مارب، وهو -أي القصف- كان ناتجاً عن عملية استخباراتية حوثية أميط عنها النقاب مؤخرًا.

عن ذلك الاستهداف، الذي أسفر عن مقتل امرأتين وإصابة أربعة آخرين من أسرة عضو مجلس النواب السوادي، تكشف اعترافات خلية حوثية استخباراتية تم القبض عليها، أن عملية الاستهداف تمت بعد تصوير للمنزل وإرسال إحداثيته للمليشيا التي استهدفته بعد ذلك بقصف صاروخي.

لجنة تحقيق في الواقعة قامت بجمع أجزاء من الصاروخ، لمعرفة نوعيته وتصنيعه، تكشف أن الاستهداف كان بصاروخ إيراني من نوع "بدر f"، مؤكدةً -اللجنة- من خلال فحص بقايا الجسم الصاروخي الذي تم التحقيق فيه أن تلك الصواريخ إيرانية الصنع تم تزويد المليشيا بها بطرق متعددة على شكل قطع تم تركيبها على يد خبراء إيرانيين.

هذه النوعية من الصواريخ الحديثة التي تمتلكها مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، كانت قد أعلنت المليشيا عن امتلاكها في أبريل 2019م، إلى جانب العديد من نوعية الصواريخ المتوسطة.

وفقًا للجنة التي حققت في حادثة القصف فإن مليشيا الحوثي المتمردة، كان قد تم تزويدها بمكونات تلك الصواريخ وتكنولوجيا توجيهها من إيران التي زودت المليشيا إلى جانب ذلك بخبراء تصنيع وتركيب لتلك الصواريخ، وكذا تطويرها، بحيث تحقق أهدافها بدقة عالية ويكون ضحيتها أكبر عدد ممكن من المستهدفين.

وأشارت اعترافات الخلية الحوثية التي كانت تعمل في مناصب عسكرية عليا في وزارة دفاع الشرعية، إلى أن خبراء إيرانيين هم من يشرفون على القوة الصاروخية التابعة للمليشيا الحوثية وهم من يقومون وينفذون أغلب عمليات القصف والاستهداف.

ذلك القصف الحوثي الذي استهدف الحي السكني -بحسب إحصائيات رسمية- يأتي امتدادًا لعمليات استهداف صاروخية للمدينة من قبل المليشيا بلغت خلال خمس سنوات 244 صاروخًا، توزعت بين 112 صاروخًا باليستيًا و131 صاروخًا نوع كاتيوشا، وصاروخ واحد نوع أورجان.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن تلك الصواريخ جميعها أطلقتها المليشيا المتمردة من مواقع تمركزها في المرتفعات الجبلية غربي المحافظة، وكذا من مواقعها شرقي صنعاء، خلال الفترة من أبريل 2015م وحتى 14 يوليو 2020م، مؤكدةً تلك الإحصائيات أن عمليات الاستهداف أسفرت خلال الفترة ذاتها عن مقتل وإصابة 689 مدنيًا بينهم 92 طفلاً وامرأة.

اليومين الماضيين، أماطت دائرة التوجيه المعنوي في وزارة دفاع الشرعية اللثام عن وقائع الاستهداف تلك للمدينة المكتظة بالنازحين، وذلك من خلال نشرها فيلما وثائقيا لخلية حوثية تجسسية، تعترف بأنها رفعت إحداثيات مواقع لكثير من الأماكن التي تم استهدافها ومنها مناطق وأحياء آهلة بالسكان.

ووزعت دائرة التوجيه المعنوي فيلم "خيوط العمالة" الذي كشف جزءًا خطيرًا من الأعمال التجسسية التي تديرها المليشيا الحوثية بعد القبض على خلية إرهابية حوثية تعمل لصالحها، وتهدف لإقلاق الأمن والسكينة ضمن حربها على المدنيين في المحافظات والمناطق التي تستهدفها بالصواريخ ومنها مارب.

وأكدت اعترافات الخلية الإرهابية التي ثبت ارتباطها بمليشيا الحوثي المتمردة وإيران، تورطها في جرائم إرهابية واستهداف مباشر بالصورايخ الباليستية وصواريخ الكاتيوشا منازل المواطنين والأحياء السكنية، وأيضًا معسكرات لقوات الشرعية، نتج عن إحداها، وهو استهداف معسكر الميل التدريبي، مقتل ما لا يقل عن100‪ جندي وإصابة العشرات.

وأكدت اعترافات أحد عناصر الخلية وهو "باسم الصامت" ويشغل ضابط أمن في دائرة المستودعات بوزارة الدفاع، وكذا الأدلة والوثائق المضبوطة أنه التقى بالقيادي المدرج ضمن قائمة القيادات الإرهابية المدعو عبدالحكيم الخيواني، الذي يدير ما يسمى بجهاز الأمن والمخابرات في العاصمة صنعاء، بحضور قيادات مسؤولة على ما يسمى بالقوة الصاروخية التابعة للمليشيا.

ويؤكد عضو الخلية الحوثية "الصامت" أن القيادي الحوثي المدعو زيد المؤيد، وشقيقه المدعو علي المؤيد أخبره بأن من بين الحاضرين في تلك الجلسة اثنين إيرانيين وواحدا عراقيا مسؤولين على الأعمال الصاروخية التابعة للمليشيا.

ولفت الصامت، عضو الخلية الحوثية، إلى أنه تلقى من الخبراء الإيرانيين تعليمات مفصلة في آلية العمل معهم وتم تزويده ببرامج وأجهزة وتقنيات إيرانية الصنع تتعلق بتقديم إحداثيات وخرائط، وهو الأمر الذي نفذه -بحسب اعترافاته- مرات عدة بمعية ومساعدة خاله، عضو الخلية هو الآخر، العميد الركن خالد الأمير، الذي يشغل مدير دائرة المستودعات العامة بهيئة الإسناد اللوجستي في وزارة دفاع الشرعية.

اعترافات الخلية الحوثية أكدت أن من ضمن مهامها أيضًا رفع إحداثيات تحركات واجتماعات قيادات الشرعية واحتفالات التخرج للدفع العسكرية والاحتفالات الوطنية لأولئك الخبراء الإيرانيين الذين يقومون بعد ذلك بعمليات الاستهداف الصاروخية.

وأثبتت الاعترافات ضلوع قيادات كبيرة في المليشيا الحوثية، في الاستهداف المباشر بالصواريخ عبر أجهزة يديرها خبراء إيرانيون وآخرون من جنسيات أخرى ترفع لها الإحداثيات من قبل الخلايا التجسسية، التي تستهدف المدينة بمختلف أنواع تلك الصواريخ.