فنون

الثلاثاء - 29 ديسمبر 2020 - الساعة 06:45 ص بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ متابعات:


بدا عام 2020 ثقيلاً على السينما العربية والعالمية، والتي لا تزال تئن من الضربات التي وجهها لها فيروس «كورونا»، الذي أحكم قبضته على مواقع تصوير أفلامها، وصالات عرضها، فيما لم تستطع الدراما العربية الإفلات من قبضة الفيروس، الذي أطاح بعدد من الأعمال، مجبراً إياها على التأجيل، كما أصاب عدداً كبيراً من نجوم الدراما والسينما العربية والخليجية، ليودعهم بين جدران «العزل».

منذ مارس وحتى ديسمبر 2020، اضطرت العشرات من صالات السينما إلى إغلاق أبوابها تماماً، في معظم دول العالم، إلا أن الوضع في الإمارات كان مغايراً نوعاً ما، فبعد إغلاق الصالات، بادرت دبي إلى إعادة إحياء سينما السيارات، والتي فتحت أبوابها مجدداً على سطح مول الإمارات، حيث يستوعب المكان 72 سيارة، بواقع شخصين فقط لكل سيارة، تلك الخطوة، لقيت ترحيباً واسعاً بين عشاق السينما، الذين كرمتهم ريل سينما، بافتتاح «سينما للسيارات» في دبي مول، وكذلك دبي هيلز، وأطلقت عليها اسم «درايف ـ إن». وقد أعادت الإمارات فتح الصالات، بعد تطبيقها لعدد من الشروط والإجراءات الاحترازية، وضمان التباعد الاجتماعي.

سينما

على المستوى العالمي، أصاب فيروس «كورونا»، شباك التذاكر العالمي في مقتل، مسبباً له خسائر فادحة، قدرت بنسبة 65 %، ليصل حجم إيرادات شباك التذاكر العالمي هذا العام، إلى 15.5 مليار دولار، مقابل 45 مليار دولار في 2019، فيما سجلت صناعة السينما الصينية وحدها خسائر بقيمة ملياري دولار، خلال الربع الأول من 2020، وذلك بعد إغلاق صالات السينما في الصين، خلال فترة السنة القمرية الجديدة، التي تعد موسماً «دسماً» لصناعة السينما.

ولم تكن صالات السينما الأمريكية «بخير»، فقد عاشت هي الأخرى «وضعاً صعباً» خلال 2020، لدرجة دعت ملاك الصالات الأمريكية، إلى إطلاق مبادرة (Save Our Stages)، للحصول على منح مالية من الحكومة الأمريكية، وأشارت التقارير إلى أن 69 % من الشركات التي تدير دور عرض صغيرة ومتوسطة، ستضطر إلى إعلان إفلاسها، أو الإغلاق بصورة نهائية، إذا لم تتوافر لها المساعدة المالية، وفي السياق ذاته، ضيق «كوفيد 19»، الخناق على مجموعة «إيه إم سي»، صاحبة أكبر سلسلة صالات سينما في العالم، بعد انخفاض عائداتها بنسبة 60 %.

ومقابل الخسائر التي شهدتها صالات السينما، شهدت المنصات الرقمية، مثل «نتفليكس» و«أمازون» و«ستارز بلاي» وغيرها، انتعاشاً واضحاً، بسبب دخول ملايين البشر في «عزلة إجبارية»، الأمر الذي دعا هذه المنصات إلى رفع مستوى مكتباتها، عبر التوجه إلى صناع الأفلام واستوديوهات الإنتاج، من أجل التعاقد على عروض أفلام جديدة. في المقابل، ساهم فيروس «كورونا» في إحياء أفلام وروايات قديمة، يعتقد أنها تنبأت بالفيروس، ومن أبرزها كان فيلم Contagion «الوباء»، الذي عرض عام 2011.

مهرجانات

تأثيرات فيروس «كورونا»، امتدت لتشمل أيضاً مهرجانات السينما العالمية، حيث نجح الفيروس في تأجيل دورة مهرجان كان السينمائي، وكذلك مهرجان البحر الأحمر السينمائي، الذي كان يستعد لعقد دورته الأولى في جدة السعودية، في حين نجح مهرجان فينسيا السينمائي الإيطالي، والقاهرة والجونة السينمائيين المصريين، في تحدي الفيروس، عبر عقد دورات طبيعية، كما شهد 2020 اتفاقاً بين 21 مهرجاناً عالمياً، على تنظيم دورة افتراضية، عرضت أفلاماً حديثة، وأتاحت الفرصة أمام صناع الأفلام وعشاق السينما، إلى التواصل مجدداً.

وقبل أن يفرض فيروس «كورونا» سطوته على العالم، نجحت الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية، في تنظيم النسخة الـ 91 لجائزة الأوسكار، التي حملت في طياتها مفاجأة من العيار الثقيل، تمثلت في فوز الفيلم الكوري «طفيلي»، بجائزة أوسكار أفضل فيلم، وكذلك جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، ليكون بذلك «طفيلي»، أول فيلم غير أمريكي يتوج بالجائزة الرئيسة في الأوسكار، كما شهدت الجائزة أيضاً، فوز الممثل الأمريكي من أصول مصرية، رامي مالك، بجائزة أفضل ممثل.

دراما

تأثيرات «كورونا» امتدت أيضاً، لتطال الدراما العربية والخليجية، حيث أغلق الفيروس مواقع تصويرها، وأجبر عدداً من الأعمال على الخروج مبكراً من منافسات الماراثون الدرامي الرمضاني، في حين اضطر بعض منتجي الدراما العربية، إلى تقليص عدد حلقات أعمالهم، وتوزيعها على موسمين، تجنباً لمزيد من الخسائر.

ووقف فيروس «كورونا» بالمرصاد، لعدد كبير من نجوم هوليوود وبوليوود، فكان الممثل توم هانكس وزوجته، من أوائل الذين أعلنوا إصابتهم بالفيروس، كما ضمت القائمة أنطونيو بانديراس وإدريس ألبا ومادونا وأميتاب باتشان وغيرهم، وهو ما انسحب أيضاً على النجوم العرب، حيث شهدت الساحة العربية إصابات بالجملة بين النجوم الذين شاركوا في فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، الأمر الذي أثار أزمة صحية، هزت الوسط الفني في مصر.

راحلون

وخسرت الساحة الفنية العربية والعالمية خلال 2020، مجموعة من الأيقونات الفنية، التي طالما شكلت أعمدة صناعة السينما والدراما العربية والعالمية، حيث خسر الفن العربي كلاً من الفنان محمود ياسين ونادية لطفي وحسن حسني وعلي الغرير وجورج سيدهم ياسينوالمنتصر بالله وفريد رمضان ورجاء الجداوي، التي رحلت بسبب اصابتها بالفيروس وماجدة الصباحي، وأحمد دياب وشويكار، وعايدة كامل، والمخرج علي رجب، والفنان فايق عزب، وغيرهم، بينما خسرت بوليوود الفنان عرفان خان، وريشي كابور، وواجد خان وراجبوت، أما الساحة الأمريكية، فخسرت الأمريكي جون براين، والممثل أندرو جاك، ووالاس روني، وجاي بيندكيت، وآدم شليزنغر.

موسيقى

القطاع الموسيقي لم يكن بمنأى عن الفيروس، حيث شهد العالم، إلغاء العديد من الحفلات الجماهيرية والمهرجانات الموسيقية، والتي سرعان ما تحولت إلى «افتراضية»، ساهمت في إنعاش المنصات الرقمية الموسيقية، التي بادرت لتوسيع مكتباتها الموسيقية، فيما شهدت الساحة، إطلاق فنانين أغنيات مستوحاة من أجواء «العزلة»، التي فرضها فيروس «كورونا»