صحافة

السبت - 01 فبراير 2020 - الساعة 05:42 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ جريدة الجريدة الكويتية:


امتهن رعي الإبل في صغره، ثم اشتغل موزع ثلج، وعامل بناء، ومقاول بناء، ومارس الزراعة، والتجارة، وأصبح رئيس مجلس محلي، وعضواً في البرلمان بالانتخاب، ثم وكيل أمانة العاصمة صنعاء، وخاض غمار الكتابة، وتعتبر تلك مؤثرات ومكونات الأديب اليمني الغربي عمران، الذي يتساءل بعد إصداره 5 مجموعات قصصية، و5 روايات، هل أضافت له شيئا؟

وفي حوار معه لـ«الجريدة» من القاهرة، يقول «مارست الرسم وهجرته، وكتبت المقالة الصحافية ووجدتها لا تلبي ما في نفسي، وانتقلت إلى كتابة القصة القصيرة وتركتها، والآن أكتب الرواية فهل سأهجرها إلى نشاط آخر؟»، معترفا «أعمالي مجرد ثرثرة أداوي بها نفسي».

وفيما يلي نص الحوار:

• كتابتك دائمة البحث عن اليمن الذي تتمناه، عن الذات التي تحاصرك، عن العدالة، فهل استطعت أن تصل إلى أي مما سبق؟

- الكاتب مجبول مع محيطه، الأسرة والأصدقاء والمعارف، ما يسمع ويرى مجمل ما يعايشه مكونا حيوات حسب تنوع مهنه والنطاق الجغرافي، ولذلك يكون منطلقه باحثاً عن السلام، والحرية، والعدالة، وما ينتج عنها، رافضاً المُسَلمات، أن يحلم بالمختلف الإنساني في عالم الطغيان، واليمن مجتمع إنساني خصب للكتابة الإبداعية لما فيه من متناقضات قيم وعادات جميلة، وأخرى مستلبة، وبما تحمله طبقاته من غرائبية.

> خلق جديد

• تتناول أعمالك أحداثاً لها علاقة مباشرة بالواقع والتحولات السياسية التي تشهدها الساحة اليمنية الآن، فهل قصدت ذلك؟

- لا يوجد عمل أدبي، خصوصاً في الوطن العربي، لا ينطلق من الواقع، وإن أنكر البعض، بحثاً عن تميز وهمي، وما نسميه بالخيال هو ليس في مجمله خلق جديد، بل هو تخيل ما نعرف في حياتنا، ونهل من معارفنا، فالواقع هو الأرضية للتحليق وما الشخصيات إلا مستوحاة أو متخيلة أحاول أن أموقعها، وأن يكون لها نبض واقعي حتى يحبها القارئ أو يكرهها، وتلك حيل نحتال بها لنجذب القارئ حين يرى نفسه أو أحد معارفه في إحدى الشخصيات.

> جرس إنذار

•روايتك "مصحف أحمر" هل كانت جرس إنذار لما شهده الواقع اليمني من مجريات أحداث وصراعات دموية ظهرت بوضوح الآن؟

-لست مع من يروج أن أعماله تتنبأ بما سيكون. نحن ضد التخريف والتجهيل، وظيفة الأديب التنوير ولنترك التنبؤ للمتأسلمين، أعمالي مجرد ثرثرة أداوي بها نفسي، وأبحث من خلالها عن المختلف، ولذلك أقطع صلتي بين عقد وآخر بما أنتجته، غير مقتنع به، لكونه لم يأت بجديد لا فنيا ولا موضوعيا.

• عملتم بالحقل السياسي في بداية حياتكم العملية، هل يمكن الجمع بين السياسة والإبداع؟

- عملي في المجال السياسي أفادني، وجعلني أرى وأعايش ما لا يعرفه من لم تتح له الفرصة أن يقترب من المطبخ السياسي وما يحاك فيه، وهو كل بالادعاءات، انظر لوضع المرأة وحياة الإنسان بشكل عام وما نعيشه كل ذلك بسبب ادعاءات وكذب السياسيين.

> جبال السروات

• المكان سمة مشتركة في جل أعمالك.. ما تفسيرك لذلك؟

- المكان يسحرني خصوصا أن بيئتي جبلية، وتلك التضاريس تفرض تأثيرها على السكان، فشخوص أعمالي دوما جبليون بحكم تضاريس اليمن، وبالذات منطقتي التي تقع في أعلى قمم جبال السروات التي تبدأ من العقبة جنوب الأردن وتمر بالساحل السعودي والحجاز لتصل إلى الذروة في الارتفاع في اليمن جنوب الجزيرة العربية. والمكان عندي أدرسه قبل أن أكتب عنه، وأجمع معلومات عن مكوناته فحتى إذا ما أتيت للكتابة أعرف على أي أرض ينسج خيالي تلك الأحداث.

> محفوظ هرم

• نالت رواية "ظلمة يا نيل" المرتبة الأولى في جائزة الطيب صالح، ومؤخراً فازت روايتكم حصن الزيدي بجائزة راشد بن حمد الإماراتية، فما رأيكم في هذه الجوائز الأدبية؟

- أرى فيها إيجابيات تصل إلى تسعين في المئة، فحين تجف الساحة من المسابقات نتحسر ونتمنى، وحين تأتي ننقب عن نواقصها ولا نثمن دورها، فنجيب محفوظ هرم شهدت له "نوبل"، وهكذا علينا أن نحتفي بجوائزنا العربية ننتقد نعم، لكن لا يجوز رجمها، وإن كانت الأشجار ترجم لنسقط ثمارها لا لهدمها، ومعظم من يهاجمون الجوائز فاشلون، فالجوائز خلقت حراكا، وكرمت الإبداع، ونتمنى المزيد.

> الفرشاة واللحن

• ما تقييمك للساحة الأدبية اليمنية في ظل الأوضاع الراهنة؟

- في حالة موت، عدا بعض الأصوات ممن يقاومون بالكتابة والفرشاة واللحن، ومعظمهم فروا خارج اليمن، مثل حبيب السروري، وعلي المقري، وأحمد عمران، وسامي الشاطبي، وصالح البيضاني، والبعض بين الوطن والمنفى، مثل نادية الكوكباني، ومحمد الشجاع، ومنير طلال، وقلة داخل الوطن مثل بسام شمس الدين، وعبدالوهاب سنين، وصالح باعامر، إضافة إلى كثيرين يقاومون، وذلك نجد عشرات الإصدارات قائمة على جهود فردية.

> شهادات كرتونية

• ما رأيك في الحركة النقدية الراهنة؟

- تختلف من قطر لآخر، ففي مصر والمغرب والجزائر هناك نشاط نقدي ظاهر، ولكن في كثير من الأقطار النقد مصاب بكساح أو شلل، فتجد عشرات المتخصصين أكاديميا، إلا أن سنوات تمر دون أن يكتب الناقد حتى مقالة واحدة، ومن ذلك نستنتج أنهم لا يقرأون فكيف ينقدون، نقاد بشهادات كرتونية، بالونات فارغة.

> فكرة تنتصر

•ما الذي يشغلك حالياً؟ وما مشاريعك المستقبلية؟

- ما زلت مهموماً بالبحث عن فكرة تنتصر للمرأة، والسلام، والحرية، مهموم بأن تتجاوز مجتمعاتنا إهانة نفسها وتكريس التسلط باسم الدين، وأشتغل على رواية حول الحرب، ويتبقى عليّ من سنة إلى سنة ونصف حتى أنجزها، ولا توجد أي مشاريع غير القراءة بعد إنجاز ما بين يدي.