ملفات وتقارير

الخميس - 10 يونيو 2021 - الساعة 06:49 م بتوقيت اليمن ،،،

صنعاء/ مدى برس/ تقرير خاص:


غداة يوم من حديث جرى تداوله على نطاق واسع عن بوادر اتفاق سلام في اليمن، ووقف شامل لإطلاق النار، عقب حراك دبلوماسي واسع قادته عدة دول وتوسطت فيه عُمان، عبر وفد لها وصل العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، الأسبوع الماضي، شهدت العاصمة، صباح اليوم، سلسلة انفجارات ضخمة بأحد المعسكرات الخاضعة لسيطرة المليشيا، زعمت الأخيرة وقوف تحالف دعم الشرعية باليمن وراءه، فيما نفى الأخير بعد ذلك المسؤولية عن الاستهداف.

انفجاران وقعا مع الساعات الأولى من صباح اليوم بمقر معسكر الفرقة الأولى مدرع، وعلى إثرهما بساعات هزت ذات المعسكر ثلاثة انفجارات ضخمة، لم تتبين حتى اللحظة أسبابها، حاولت من خلالها المليشيا الحوثية عبر وسائل إعلام، وبشكل غير رسمي، تحميل التحالف العربي المسؤولية عن ذلك، وهو ما اعتبرته عديد مصادر مطلعة فعلاً تهدف من خلاله المليشيا تقويض أي جهود للسلام، في ظل حراك دولي واسع لإحلال السلام في اليمن الذي يشهد حربًا طاحنة للعام السابع تواليًا.

وفي الوقت الذي لم يمهل فيه التحالف العربي، المليشيا الحوثية، تحميله المسؤولية إزاء تلك الانفجارات، أوضح في بيان نقلته وسائل إعلام سعودية رسمية عدم تنفيذ أي عملية عسكرية في صنعاء، أو أي مدينة أخرى، خلال الفترة الماضية، مشددًا على أن الأنباء التي تحدثت عن استهدافه المقر عارية عن الصحة، لافتًا إلى أن امتناعه عن تنفيذ أي ضربات عسكرية، يأتي من أجل إفساح المجال للمساعي الدولية، وتهيئة كل الأجواء السياسية للمسار السلمي في البلاد.

وأمس الأربعاء، تحدثت مصادر مطلعة، عن بوادر اتفاق سلام تلوح في الأفق بين الأطراف اليمنية المتصارعة، عقب وساطة عُمانية تواجدت في صنعاء في الأسبوع الماضي، والتقت خلالها قيادات المليشيا الحوثية منها زعيم المليشيا المدعو "عبدالملك الحوثي" لبحث طرق وآليات سلام يمني، تقول المصادر، إن إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الجوية، وكل المنافذ، وكذا إعادة تشغيل ميناء الحديدة، ووقف إطلاق النار في كل جبهات القتال المشتعلة، بالإضافة إلى الإفراج عن جميع الأسرى والمختطفين من الطرفين على مبدأ الكل مقابل الكل، كانت أبرز نقاط الاتفاق التي وافق عليها الطرفان. بحسب ما ذكرت المصادر، ونشرته عديد وسائل إعلام متطابقة.

وكانت الحكومة الشرعية، المعترف بها دوليًا، أكدت أمس الأربعاء، على لسان وزير خارجيتها الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أثناء لقائه كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس مجلس الاتحاد الأوروبي سيمون موردو، بالعاصمة البلجيكية "بروكسل" أن مليشيا الحوثي المتمردة ما تزال ترفض كافة المبادرات المطروحة لوقف إطلاق نار شامل، وفتح مطار صنعاء، وتحويل إيرادات المشتقات النفطية لسداد رواتب الموظفين "بدلاً من توظيفها في مجهودها الحربي".

الجدير بالذكر أن وقف إطلاق النار سيكون بمثابة الخطوة الأبرز التي تسبق أي مفاوضات أو مشاورات بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران ولا يعتقد مراقبون للشأن اليمني أن تبدأ أي مفاوضات من دون وقف لإطلاق النار في كل الجبهات.

وعن أول تعليق أمريكي على مخرجات زيارة وفد عُمان إلى صنعاء، أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أن واشنطن تتمسك بوقف إطلاق نار فوري وشامل في اليمن، مشددًا على ضرورة انخراط مليشيا الحوثي بجدية في الجهود المبذولة، إذا كانوا فعلاً يريدون إنهاء الصراع.

وقال المسؤول الأميركي: "يسعدنا وجود وفد عماني في صنعاء للقاء الحوثيين"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ما تزال "ملتزمة بالمبدأ القائل بضرورة وقف إطلاق النار الشامل على مستوى البلاد على الفور لتقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة إلى الشعب اليمني"، مشيرًا أيضًا إلى أن "العمانيين في صنعاء، لأنهم يعرفون أن استمرار الصراع في اليمن يشكل تهديدًا للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة"، موضحًا "لقد عملنا وسنواصل العمل بالتنسيق الوثيق مع المجتمع الدولي وشركائنا الإقليميين ونحن نسعى جاهدين لإنهاء الصراع في اليمن".

الكاتب والصحفي فتحي أبو النصر، وفي حين حذر من أي صلح جديد أو أي تسوية في اليمن، لأن مصيرها لا يتجاوز الفشل، أكد أن "وقف الحرب يبدأ بوقف الانقلاب ونزع سلاح جماعة تتغلب على الدولة والمجتمع"، في إشارة إلى المليشيا الحوثية، ومن ثمّ -بحسب أبو النصر "الدخول في سلام شامل"، واصفًا أي شيء غير ذلك بأنه "إمعان في الخراب".