الثلاثاء - 29 يونيو 2021 - الساعة 09:13 م بتوقيت اليمن ،،،
مدى الثقافي/ بي بي سي:
أرسلت فرنسا مؤخراً إلى الولايات المتحدة نسخة مصغرة من تمثال الحرية كانت محفوظة في متحف الفنون والحرف في العاصمة الفرنسية باريس ليتم نصبه في جزيرة إليس في نيويورك خلال فترة الاحتفالات بعيد الاستقلال في الرابع من يوليو/تموز المقبل.
وبعد ذلك سيتم إرسال هذه النسخة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لتنصب أمام مقر إقامة السفير الفرنسي هناك طوال العقد المقبل.
وفي مثل هذا الوقت أيضا من عام 1885 كان قد وصل تمثال الحرية إلى نيويورك قادما من فرنسا كهدية من الشعب الفرنسي للولايات المتحدة بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية.
وتم نصب التمثال عام 1886 في موقع متميز يطل على خليج نيويورك ليكون في استقبال كل زائري البلاد سواء كانوا سائحين أو مهاجرين.
ويرمز "تمثال الحرية" إلى امرأة تحررت من قيود الاستبداد، التي ألقيت عند إحدى قدميها. وتمسك هذه المرأة في يدها اليمنى مشعلا يرمز إلى الحرية، بينما تحمل في يدها اليسرى كتابا نقش عليه بأحرف لاتينية "4 يوليو 1776"، وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي.
ويشار إلى أن التمثال الضخم المصنوع من النحاس قام بتصميمه فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي غوستاف إيفل.
وأعلن تمثال الحرية أثرا وطنيا عام 1924 وفي عام 2009 أعيد فتح تاج التمثال أمام الجمهور لأول مرة منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من عام 2001.
ويبلغ ارتفاع التمثال 46 متراً من قاعدته وحتى الشعلة، وينتصب على قاعدة حجرية ارتفاعها 27 مترا مثبتة على أساس بارتفاع 20 مترا على شكل نجمة.
ويقول مسؤولو الحدائق الوطنية الأمريكية، التي تشرف على التمثال، إن 3.5 مليون شخص يزورون جزيرة الحرية، المقام بها التمثال، في ميناء نيويورك سنويا.
فما هي قصة هذا التمثال؟
تمثال الحرية عبارة عن امرأة ترتدي وشاحاً يونانياً وتحمل مشعلاً في إحدى يديها، وتمسك بالأخرى كتابا، ويتغنى الملايين باسمها، فمن هي؟
إنها الحرية كما تخيلها الفنان الفرنسي فريدريك أوغستيه بارتولدي الذي صمم تمثال الحرية الشهير القائم عند مدخل مدينة نيويورك، والذي أصبح أحد أشهر التماثيل في العالم، ورمزا عالميا للحرية.
واستخدم بارتولدي، الذي ولد في إقليم الألزاس الواقع شمال غرب فرنسا عام 1834، السلاسل المفككة عند قدم التمثال للتعبير عن التخلص من الطغيان، واستخدم تاجاً له سبعة أعمدة للتعبير عن القارات والبحور السبع في العالم كما جاءت في الأساطير اليونانية، ويحمل التمثال كتابا عليه عبارة باللاتينية هي "4 يوليو 1776"، وهو يوم عيد الاستقلال في الولايات المتحدة.
ويظهر التمثال بصورة من يخطو إلى الأمام للتعبير عن التقدم نحو الحرية، ويحمل مشعلا للتعبير عن أن الحرية تتحقق بالاستنارة، ومن هنا جاء الاسم الرسمي للتمثال وهو "الحرية تنير العالم".
وأزيح الستار عنه رسميا في 28 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1884 بعد إتمام صناعته في ورش العاصمة الفرنسية باريس.
وقرر الرئيس الأمريكي وقتها غروفر كليفيلاند قبول تمثال الحرية بالنيابة عن الشعب الأمريكي كهدية من فرنسا للتعبير عن الصداقة بين الشعبين.
فلاحة مصرية
ويقول موقع إدارة الحدائق الوطنية الأمريكية إن بارتولدي درس في وقت مبكر من حياته المهنية الفن والنحت والعمارة على نطاق واسع.
وانطلق بارتولدي في عام 1855 في رحلة غيرت حياته في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط مع بعض زملائه الفنانين.
وعندما زاروا أبو الهول وأهرامات الجيزة في مصر، اكتشف بارتولدي شغفه بالمنحوتات الضخمة بحسب موقع إدارة الحدائق الوطنية الأمريكية.