نافذة على السياسة

الجمعة - 16 يوليه 2021 - الساعة 07:32 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:


يوماً بعد يوم، تتزايد الانفلاتات في صفوف قوات الشرعية الإخوانية، متحولةً إلى معارك بينية هي أشبه بما يحدث في أروقة مليشيا الحوثيين المتمردة المدعومة إيرانيًا، والمتصارعة فيما بينها على سلطات النفوذ والمال وتقاسم الثروات.

ومع تخليها عن الواجب في استعادة الدولة من براثن الانقلاب الحوثي الكهنوتي المدعوم من إيران، وتحولها في الآونة الأخيرة إلى استراتيجية المليشيا في صراع التقاسم على المال والنفوذ، فقدت الشرعية الإخوانية إلى حد كبير السيطرة على المليشيا المسلحة المنضوية تحت ما تسمى بـ"قواتها"، وهو ما يفسر توالي الاشتباكات التي وقعت أخيرًا فيما بينها في عدة محافظات.

وعمدت مليشيا الإخوان الإرهابية المنضوية تحت ما تسمى بـ"قوات الشرعية" مؤخراً إلى تفريغ قوات الجيش من أي عناصر لديها خبرات عسكرية واستعانت في مقابل ذلك، بأتباعها من المنتمين إلى مليشيا الإصلاح، وهو الأمر الذي أدى إلى تحول القوات النظامية إلى عناصر مسلحة إرهابية لديها نفس رغبة المليشيا الحوثية الساعية لإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة وذلك للاستفادة من تجارة الحرب الرابحة بالنسبة إليها.

تشير مصادر مطلعة في حديث لـ"مدى برس"، إلى أن تلك الاختلالات في قوات الشرعية الإخوانية انعكس مؤخراً على تصرفاتها على الأرض، والتي كان آخرها الأحداث التي وقعت في محافظة شبوة، اليومين الماضيين من اشتباكات مسلحة بين فصائلها، وسبقها الكثير من تلك الأحداث المماثلة في محافظة تعز.

وتعددت وقائع الاشتباكات التي اندلعت بين عناصر مليشيا الإخوان المسلحة والمحسوبة على الشرعية الإخوانية خلال الفترة الماضية، وخلفت وراءها فوضى عارمة في المناطق التي وقعت فيها، وتزايدت وتيرتها بعد أن تحول ما يسمى بـ"جيش الشرعية" إلى مليشيا إرهابية وفصائل مسلحة لديها اختلافات فيما بينها على حصد الغنائم وتوزيع المكاسب، الأمر الذي يظهر واضحًا في محافظتي شبوة وتعز الواقعتين تحت سيطرة هذه المليشيا.

وشهدت محافظة شبوة، خلال الأيام الماضية، اشتباكات شرسة بين فصائل الإخوان في مدينة عتق، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة 5 آخرين، وسط حالة من فوضى عارمة تعيشها المدينة، على وقع استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في نطاق واسع بين العناصر الإرهابية دون أن يكون هناك جهة أمنية لديها القدرة على وقف وتيرة هذه الاشتباكات أو التعامل معها.

وتقول مصادر مطلعة، إن الاشتباكات اندلعت بين فصيلين من قوات الإخوان تابعين لقوات الأمن الخاص والعام إثر توقيف الأولى أشخاصا من قوات الأخيرة واحتجازهم، وهو ما دفع كلا القوتين لاستقدام تعزيزات معها دارت معركة هي الأعنف، توسعت إثرها بشكل كبير، مما دفع بقوات من الجيش إلى التدخل ووقفها بالقوة، عبر نشر مدرعات ودبابات في شوارع عتق التي تحولت إلى أشبه بجبهة قتال، يتم فيها تبادل أسرى من الطرفين.

ورغم تضارب الأنباء والمعلومات حول الأسباب الحقيقية لتفجر المواجهات بين قوات الأمن العام والقوات الأمنية الخاصة، إلا أن حجمها وتوسعها في لحظات، جعلها أكبر من أن تكون مجرد حادثة احتكاك عرضي حدثت بين عناصر القوتين بإحدى النقاط الأمنية.
 
إن ما حدث في شبوة تكرر مرات عديدة في أماكن أخرى تشهد يوميًا اشتباكات بين عناصر مسلحة عديدة تنتشر في شوارع ومدن ومديريات المحافظة، وجميع تلك العناصر خاضعة لسلطة الإخوان الإرهابية.

تلك الاشتباكات -تقول مصادر مطلعة- إن نشوبها مشهد يعكس عن وجود صراع خفي ومصالح متضاربة بين قوى الإخوان على فرض النفوذ والسيطرة على قلب المحافظة الغنية بالثروات النفطية والغازية.

يقول الصحفي الجنوبي محمد سعيد باحداد، إن مصالح المليشيا في عتق بمحافظة شبوة متناقضة لذلك اندلعت الاشتباكات بينها، خاصة بين تلك التابعة للرئيس عبدربه منصور هادي، والمليشيا الموالية لنائبه علي محسن الأحمر وإخوان اليمن.
 
وتفسر تلك الاشتباكات -بحسب المصادر- وجود صراع واضح في عتق لفرض السيطرة بين القوات الخاصة التي يقودها الإخواني عبدربه لعكب، وبين مدير الأمن عوض الدحبول الموالي للرئيس هادي.

وتشير المصادر إلى أن المليشيا الإخوانية ومن خلفها الجنرال علي محسن الأحمر، تسعى إلى فرض السلطة المطلقة في محافظة شبوة، إلى القوات الخاصة، وهي قوات إخوانية خالصة وأغلب عناصرها من المراهقين، وتم تشكيلها عقب سيطرة المليشيا الإخوانية على المحافظة منتصف عام 2019م.