تفاصيل

السبت - 24 يوليه 2021 - الساعة 11:50 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى الثقافي / مروان غانم:


تعتبر قلعة صيرة من أقدم المعالم الأثرية التاريخية بمحافظة عدن، وتعد مع «صهاريج الطويلة» أشهر معلمين أثريين بارزين فيها.

توجد في القلعة تحصينات عسكرية تعتلي الجبل الأسود في جزيرة صيرة الواقعة قبالة خليج «حقات» حيث تنتصب الجزيرة وقلعتها في البحر يسامران الليل بكل يقظة لحماية عدن، إضافة إلى أن القلعة تستمد من موقعها الحساس ميزة هامة هي مراقبة حركة السفن القادمة إلى الميناء والخارجة منه. فضلا عن تاريخها الطويل الذي استمدت منه شهرتها.

وقد لعبت القلعة دورًا دفاعيًّا في حياة المدينة، ومن خلالها تشكلت التحصينات الدفاعية في الجبل وتم صد الكثير من الهجمات والغزوات التي سعت للسيطرة على المدينة حتى صارت رمزًا للصمود أمام هجمات الغزاة والطامعين والسيطرة على الميناء كان آخرها معركة التصدي التي قام بها سكان عدن بالدفاع عن المدينة باسلحتهم المتواضعة في وجه الاحتلال البريطاني في 19 يناير 1839م وكذلك للتصدي للهجمات البرتغالية على عدن وأيضا عدم تمكين القوات التركية من دخولها وكان ذلك عام 1517م.

تتعدد الآراء المدونة في المصادر التاريخية القديمة والحديثة حول تاريخ بناء القلعة، ولا يعرف على وجه الدقة، فمنهم من يرى أنها أنشئت مع بدايات ظهور ميناء «عدن كريتر» ويعود ذلك إلى فترة ما قبل الإسلام وهناك رواية تقول بأن قلعة صيرة بنيت في القرن الحادي عشر الميلادي وتحديدا في سنة 1173 من قبل الحاكم التركي على عدن الأمير عثمان الزانغابيلي التكريتي.


التسمية:

تطلق تسمية صيرة على الجزيرة كلها بما في ذلك القلعة والذي اختلف كثيرًا الباحثون المحليون في تعريفها، فقد ذكر صاحب "تاريخ عدن وجنوب الجزيرة العربية" وله السبق في تناول مثل تلك الموضوعات، ثلاثة حلول للتسمية:

"أولها" أنّ المستعمرين البرتغاليين اطلقوا اسم «سيرة» والتي تعني لهم الجبل على هذه البقع.

"ثانيها" أنّ الهنود وبحكم العلاقات التجارية وما قامت به عدن من دور كميناء هام كانوا يسمون عدن «سيرة سيت» ولعلها إشارة إلى أسطورة رأس الجني «راون» الذي يسكن السلسلة الجبلية الممتدة من جبل التعكر «جبل حديد حاليًّا».

ثالثها: أن صيرة بالعربية تعني السمك الصغير أو الساردين أو الشقوق والكهوف.


الموقع:

تقع قلعة صيرة على الجزيرة المعروفة باسم صيرة إلى الشرق من مدينة كريتر وهي عبارة عن جبل يحيط بها البحر من جميع الاتجاهات، حيث يبلغ ارتفاعه 430 قدماً فوق مستوى سطح البحر.
الوصف لشكلها الخارجي:

تتكون القلعة من برجين أسطوانيين متساويين في الارتفاع يحصران بينهما المدخل الرئيسي الواقع في الجهة الغربية للحصن وفي البرجين فتحتان كبيرتان وفتحات صغيرة عبارة عن «مزاغل» تضيق في المقدمة وتتسع للداخل بحيث تسمح بحرية الحركة للمرابط عليها والتصويب بدقة.


المدخل:
يوجد مدخلان للقلعة رئيسي وهو محصور بين البرجين ويقع في الجهة الغربية والباب الآخر يوجد في البرج الشمالي، ويصعد إلى المدخل الرئيسي بواسطة درجات دائرية الشكل تؤدي إلى فتحة باب مستطيلة بطول 47.2 سم وعرض 96.1 سم كان يغلق عليها باب خشبي سميك لا يوجد الآن ولكن آثاره باقية ثم يليه باب خشبي آخر بطول 72.2 سم وعرض 96.1 سم يفتح على الصالة المركزية.


البرجان:

أحدهما يقع على جهة الجنوب والآخر إلى الشمال وفيهما عدة فتحات ثلاث منها في الوسط وأربع في العلا وكذلك الحال بالنسبة للبرج الآخر ويختلف هذا البرج الواقع في جهة الجنوب بوجود باب من الناحية الشمالية ويلتف البرجان حول القلعة بشكل دائري حيث يلتقيان في الخلف.


الوصف الداخلي للقلعة:

المدخل الرئيسي للقلعة يفتح على صالة مركزية عليها ممرات تؤدي إلى حجرات مختلفة المساحات، أما سقفها فهو سطح وبه فتحات للتهوية والضوء، ويلاحظ تنوع البناء والطراز المستخدم في أساليب الممرات بالأقبية الأسطوانية (البرميلية) والحجرات بالأقبية المتقطعة إلى جانب الأسقف المسطحة.

الجانب الأيمن للبرج الجنوبي من القلعة يوجد به أربع غرف (حجرات) ويتم الوصول إلى هذه الحجرات عبر ممرين، فالممر الأول يصل بالحجرتين (1-2) والممر الآخر يؤدي إلى الحجرتين (3-4).

الجانب الشمالي من القلعة في هذا البرج، نفس عدد الحجرات في البرج الجنوبي ويتميز بوجود حجرات مغلقة من التهوية والضوء وربما تستخدم كمستودع أو مخزن للمؤن الغذائية وكذا الأسلحة وفي إحدى حجرات هذا البرج فتحة دائرية عبارة عن صهريج لخزن الماء لخدمة الحامية العسكرية في القلعة.

الطابق العلوي (سقف القلعة):

يتم الصعود للطابق العلوي للقلعة عبر درج حجرية وعلى سطح القلعة أربع قواعد حديدية في الجهات الأربع مستندة على قواعد مستديرة الشكل مبنية من الحجارة ومكونة من ثلاث طبقات وطبقتين وقد سدت بعض المزاغل في الطابق العلوي بأنها -مستحدثة- ويبلغ عددها ثمانية وعشرين فتحة
وعلى الرغم من الأهمية التاريخية للقلعة إلا أنَّ البعض يخشى من انهيار ملامحها بسبب الإهمال وعوامل التعرية ما يوجب على الجميع سلطة محلية ومواطنين التحرك الجاد لحماية مثل هذه المعالم الضاربة في جذور التاريخ.


نقش وادي مرخة:

هو نقش تم العثور عليه في وادي مرخة في شبوة في عام 2003م ويعود الي فترة اكثر غامضة في تاريخ اليمن القديم ربما الي فترة الصراع بين ملوك سبأ وذ ريدان والاحباش ومملكة قتبان وحضرموت او الصراع بين الدولة الحميرية بعد عهد الملك العظيم شمر يرعهش وملوك اكسوام في الحبشة مثل الملك اعيزانا الذي تكلم في نقش لها يسجل إنجازاتها العسكرية في الساحل الإفريقي والنوبة في السودان والساحل العربي أنها أدق الويل والعذاب والحصار اهل عدن.

ان نقش وادي مرخة يتكلم عن عدة تحصنيات وانشاءات عسكرية قام بها (....ر) اصدق وأبنائه من قبيلة ذي يدم في حربهم ضد الأحباش الذين احرقوا أو دمروا قلعة صيرة وتعتبر هذه القلعة حصن دفاعي مهم في عدن وأكيد ان استهداف هذه القلعة من قبل الأحباش كأن ضروريا الاضعاف النظام الدفاعي للمدينة.


* من صفحة الكاتب في الفيسبوك