نافذة على السياسة

الثلاثاء - 10 أغسطس 2021 - الساعة 10:06 م بتوقيت اليمن ،،،

صنعاء/ مدى برس/ تقرير خاص:


يومًا بعد يوم، يزداد تفاقم صراعات الأجنحة التي تضرب معسكر المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانيًا وهي أزمات تحدث غالبًا في إطار صراعات تدور على الأموال والنفوذ والسلطة بين أجنحة المليشيا القائمة على قاعدة المنطقة والجغرافيا.

وتصاعدت في الأسبوعين الأخيرين، حدة الصراعات بين أجنحة المليشيا الحوثية على نحو مناطقي، إذ تفيد عدة مصادر مطلعة بأن تصاعد هذا الصراع قائم على خلفية تنافس محموم بين قيادات المليشيا على مناصب النفوذ والسلطة.

مصادر إعلامية، كشفت مؤخرًا، عن حدة تفاقم الصراع بين أجنحة المليشيا الحوثية الانقلابية، التابعة لمحافظة صعدة (المعقل الرئيسي لها) ومحافظة صنعاء، العاصمة الخاضعة لسيطرة هذه المليشيا منذ انقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م.

واليومين الماضيين هاجم قيادي حوثي مقرب من زعيم المليشيا الحوثية الإرهابية -معين وكيلاً لأمانة العاصمة لقطاع الأشغال العامة والطرق بصنعاء- صندوق صيانة الطرق استباقاً لقرار بإزاحة رئيسه الحوثي، الذي ينتمي لصنعاء، في إطار الصراع الداخلي بين جناحي صعدة، وصنعاء، داخل الحركة الحوثية.

واتهم عبدالكريم الحوثي، خلال لقاء مع قناة "اليمن اليوم" المحتلة من قبل المليشيا الحوثية، ضمن برنامج "قابل للنقاش" صندوق الطرق بالفساد ومخالفة المواصفات في تنفيذ المشاريع، مطالباً بمساءلة الصندوق بشأن ترميم شارع الشرطة الذي لم يكن وفق المواصفات.

وقال المقرب من زعيم مليشيا الحوثي والذي تم تعيينه وكيلاً لأمانة العاصمة بعد الانقلاب، إن "عمليات ترميم الشوارع التي تمت في شارع كلية الشرطة من قبل صندوق صيانة الطرق لم تكن خاضعة للمواصفات، ويجب سؤال الصندوق عن ذلك".

كما اتهم عبدالكريم الحوثي، صندوق الطرق الذي يرأسه الحوثي نبيل الحيفي المنتمي لصنعاء، برفض تنفيذ أوامر صادرة من مهدي المشاط بصرف مليار ريال، قائلا: "في وقت من الأوقات وجه الأخ مهدي المشاط لأمانة العاصمة بمليار ريال من صندوق صيانة الطرق ولم تصلنا سوى 200 مليون وذلك بسبب سياسة الصندوق".

وألقى المقرب من زعيم المليشيا باللائمة على صندوق الطرق في عدم تصريف المياه المتجمعة في الأنفاق، وقال: "يوجد عند كل نفق مولد كهرباء تصل قيمته من 150-200 مليون ريال من أجل تشغيل مضخات الأنفاق".

وأضاف بأنه "ليس عيباً أن نتعلم من الآخرين ولكن العيب أن نهدر أموال الدولة".

وسعت مليشيا الحوثي، جناح صعدة، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، إلى الانقضاض على اتفاق تقاسم المناصب بين صنعاء وصعدة، من خلال حملة تصفية وإقصاء ذهب ضحيتها عدد من القيادات على رأسهم حسن زيد الذي قتل في 20 يناير 2020‪م، ونبيل الوزير الذي أزيح من منصبه في وزارة المياه بعد حملة إعلامية قادها أحمد حامد مدير مكتب مهدي المشاط.

ويتهم حوثيو صنعاء حوثيي صعدة بالانقلاب على اتفاق تقاسم المناصب الذي تم التوافق عليه أثناء السيطرة على صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014م ويشتكون من سيطرة عبدالملك الحوثي وعائلته ومقربيه، وأتباعه من صعدة على أهم المناصب السيادية، والإيرادية، بالتزامن مع حملة منظمة لإزاحة حوثيي صنعاء عن طريق الاغتيال والإقصاء والتهميش.

وفي سياق متصل، أشارت تقارير محلية إلى توسع حجم الخلاف مؤخراً بين قادة الصف الأول للمليشيا المدعومة إيرانيًا في صنعاء، حيث وصل إلى حد تبادل الاتهامات فيما بينهم لاعتبارات أسرية من جهة، وأخرى نتيجة الهزائم المتلاحقة التي ألمت بهم في عدد من جبهات القتال.

وارتفعت على مدى الأشهر الماضية وتيرة الصراعات، وزادت معها حدة الاشتباكات بين قيادات المليشيا في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا، وبدأت منذ مطلع العام الحالي حتى اليوم تأخذ أشكالاً عنيفة وأكثر دموية.

وكانت مصادر متطابقة قد كشفت في وقت سابق، عن اندلاع العشرات من المواجهات والاشتباكات بين عناصر وقيادات تتبع المليشيا تعود معظم أسبابها إلى خلافات على تقاسم الأموال المنهوبة والنفوذ والسيطرة.