نافذة على السياسة

الأحد - 15 أغسطس 2021 - الساعة 09:50 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ خاص:


وجد حزب الإصلاح الإخواني نفسه مفضوحاً أمام الرأي العام في تعز بعد ارتكاب ميليشياته جريمة إبادة أسرة الحرق، الأسبوع الماضي، ليلجأ إلى سياسات امتصاص الغضب والترقيع للهروب من المسؤولية، غير أن ذلك قد زاد من حالة الغضب الشعبي لدى الجماهير التي باتت تخرج بشكل يومي في مسيرات جماهيرية عفوية للمطالبة بإقالة القيادات العسكرية والأمنية في تعز.

وأمام تزايد حالة الغضب الشعبي المتصاعد في تعز ضد جرائم سلطة الأمر الواقع لحزب الإصلاح، قرر الحزب الحاكم في تعز اللجوء إلى استراتيجة الهروب نحو الأمام للهروب من مسؤوليته عن الجريمة الإرهابية التي هزت الرأي العام في كل اليمن.

وأمام المطالب الشعبية والنقابية والحزبية المطالبة بإقالة سلطة الأمر الواقع الإخوانية في قيادة محور وشرطة تعز، لجأ مدير شرطة تعز العميد الإخواني منصور الأكحلي بمحاولة امتصاص الغضب الشعبي عبر إصداره قرارات ترقيعية عبر بعض التعيينات، بالإضافة لتمييع القضية عبر تشكيل لجنة تحقيق، في محاولة منه لدفن القضية.

فقد أعلن مدير عام شرطة محافظة تعز العميد منصور عبدالرب الأكحلي عن إصدار قرار بتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث بئر باشا التي حدثت في تاريخ 10 أغسطس الجاري.

وتم تشكيل اللجنة برئاسة نائب مدير عام الشرطة العقيد أنيس الشميري وعضوية مدير الشؤون القانونية العقيد محمد اليوسفي ومدير إدارة الرقابة والتفتيش العقيد عبدالكافي القباطي وضابط الأمن والنظام المقدم وليد العسالي.

وفي سياق تمييع القضية والتفلت من المسؤولية عن الجريمة البشعة أصدر مدير شرطة تعز قراراً قضى بإيقاف الملازم عمرو مقبل صلاح وإحالته للتحقيق، فيما قضى قرار آخر بتوقيف قائد فرع قوات الأمن الخاصة العميد جميل عقلان وتكليف أركان حرب الفرع بأعماله حتى انتهاء التحقيق.

كما أصدر مدير عام الشرطة قرارات قضت بتكليف العقيد محمد محمد يحيى قاسم الجنيد مديراً لإدارة شؤون الضباط، والعقيد عبدالكافي عبدالرزاق مقبل غالب القباطي مديرا لإدارة الرقابة والتفتيش.

كما قضت القرارات بتكليف النقيب أحمد علي أحمد نائف مديراً لإدارة القيادة والسيطرة، والملازم نجيب أحمد عبدالرحمن منصر سيف مديراً لقسم شرطة الدحي.

وسخر الناشطون في تعز من قرارات شرطة تعز والتي قالوا إن ميليشيا الإخوان تحاول استخدام القضية في تصفية حساباتها مع بعض الشخصيات، مستدلين بتوقيف قائد قوات الأمن الخاص جميل عقلان والذي لا ينتمي للإخوان، مع معرفة الجميع أن لا علاقة لقوات الأمن الخاص في الجريمة البشعة التي ارتكبها أفراد في الألوية العسكرية التابعة لمحور تعز وهم معروفون بأسمائهم وصفاتهم وارتباطاتهم.

وتشعر قيادة ميليشيا الإصلاح بتعز بأنها باتت في مواجهة مباشرة مع الشارع الذي يتهمها بالمسؤولية الكاملة عن الجريمة البشعة، والتي نفذها مجرمون محسوبون على ألوية محور تعز الموالي للإخوان.

وتعيش قيادة ميليشيا الإصلاح في تعز حالة من التخبط جعلها تسارع إلى اتخاذ عدة خطوات لدفن القضية وتخدير الشارع، غير أنها تفاجأت أن خطواتها الترقية تم مواجهتها بالتصعيد الجماهيري من قبل الشارع الذي بات يخرج في مسيرات عفوية للمطالبة بالإقالة ومحاكمة القيادات العسكرية والأمنية في محور وشرطة تعز وتقديمها للمحاكمة لتنال جزاءها الرادع عن الجرائم التي تم ارتكابها في تعز من قبل عصابات مسلحة تنتمي للألوية العسكرية ولأجهزة الأمن المختلفة في تعز.

وتأتي توجهات قيادة ميليشيا الإصلاح بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الغاضبة التي شهدتها مدينة وريف تعز للتنديد بالجريمة البشعة التي طالت أسرة الحرق من قبل عصابة “الأعرج” القيادي في محور تعز العسكري.

وقد خرجت، الأحد، مسيرتان حاشدتان، إحداهما في مدينة تعز والأخرى في مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين، للمطالبة بالقبض على جميع المشاركين في هذه الجريمة الإرهابية وإحالتهم لمحاكمة علنية عادلة وعاجلة وتوفير الأمن والحماية لأسرة الحرق.

وطافت مسيرة شارك فيها ناشطون، شارع جمال باتجاه قيادة محور تعز العسكري المؤقت، الكائن في مبنى مدرسة سبأ، مرددين الشعارات المنددة بالجريمة والمطالبة بإقالة ومحاكمة جميع القيادات العسكرية والأمنية المتورطة في الجريمة وجميع الجرائم السابقة التي طالت المئات من المدنيين.

ونفذ المشاركون في المسيرة وقفة احتجاجية أمام بوابة قيادة المحور، مرددين هتافات تطالب الرئيس هادي بإقالة قادة محور تعز العسكري ومحاكمتهم على الجرائم المرتكبة بحق أسرة “الحرق” وأهالي مدينة تعز بشكل عام، من قبل عصابات مسلحة تنتسب إلى الألوية العسكرية والأجهزة الأمنية في المحافظة.