الإثنين - 06 سبتمبر 2021 - الساعة 07:34 م بتوقيت اليمن ،،،
مدى الثقافي / نجاة بشارة
الشِعرُ يأتيني ويدخلُ عارِياً
كالطفلِ يسترخيْ بلا استئذانِ
إني أُدَلِّلُهُ وأخصِفُ من دمي
وَرَقَاً ، وَسِروالاً لهُ أجفانيْ
وأظَلُّ في أرَقٍ لِيُصبِحَ سيِّداً
مَلِكَاً خُرافِيَّاً مدى الأزمانِ
يا أنتَ ، يا بَرقَ القصيدِ عيونُهُ
يا مُمطِراً من ثَغرِهِ شَريانيْ
لمجردِ التفكيرِ فيكَ فإنني
أطفو على سطحٍ من النيرانِ
فأنا القصيدةُ حين تحرقُ نفسَها
لتصيرَ عطراً في فمي بثوانيْ
والشوقُ يصبحُ رحلةً يوميةً
وعلى متونِ الوصفِ أنت مثانيْ
أشتَمُّ رائحةَ الكاكاوِ على يدي
وَمَذاقهُ بنفيركَ الفتّانِ
وأرى امتزاجِكَ في الفقاعاتِ التي
في رغوةِ المسحوقِ من فنجانيْ
أشياؤكَ الأخرى تَمُرُّ كما الندى
توتٌ مُحَلّى في خمورِ دِنانِ
فأنا اهتزازاتُ الخيالِ ، أنا التي
يَرتَجُّ نجم الحرفِ تحتَ بَنانيْ
وأنا التي تحسو حليبِ مِدادِها
طبقَ السماء وَكَوكَبَينِ بِآنِ
حقاً أُحِبُّ الريحَ تعصفُ في دمي
وتقومُ من رئتي على أحضانيْ
تَرتَدُّ في وجهي فأُبصِرُ نورساً
في كَرمَتَينِ شذيةِ الأغصانِ
ومعي إليكَ حنين عشبٍ قد سَرى
ذوقاً أبوحُ بهِ بطرفِ لِساني