نافذة على السياسة

الأربعاء - 15 سبتمبر 2021 - الساعة 10:02 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن/ مدى برس/ تقرير خاص:


باتت المحافظات الجنوبية على صفيح ساخن وفي مقدمتها عدن وحضرموت، وهي تشهد احتجاجات جماهيرية حاشدة للتنديد بتدهور الخدمات العامة، والانقطاعات المستمرة للكهرباء، وانهيار العملة المحلية، وتردي الأوضاع المعيشية في البلاد.

وشهدت مناطق كريتر والمعلا احتجاجات عارمة امتدت إلى مناطق مختلفة من عدن للتنديد بالانهيار الاقتصادي والتدهور الخدمي الحاد، في ظل عدم قيام الحكومة اليمنية بمهامها.

وفي المكلا عاصمة حضرموت قام المحتجون بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة، وإغلاق المقرات الحكومية والمحال التجارية، وإحراق عدد من الأبنية الحكومية والخاصة.

وتأتي هذه الاحتجاجات التي جاءت بشكل عفوي للتنديد بالحكومة الشرعية العاجزة عن القيام بمهامها، والتي غادرت البلاد للخارج بإيعاز من قيادات إخوانية في رئاسة الجمهورية، بهدف الاستمرار في تعطيل اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

حزب الإصلاح الإخواني عمل جاهداً على استغلال هذه الاحتجاجات وحرف مسارها في مواجهة الانتقالي الجنوبي، حيث أوكل إلى الناشطين والإعلاميين التابعين للحزب الترويج بأن هذه الاحتجاجات خرجت ضد الانتقالي الجنوبي، وهو ما كذبته مطالب المحتجين المنددين بتنصل الحكومة من القيام بواجباتها في توفير الخدمات وانقاذ العملة المحلية.

وقد قام الذباب الإلكتروني التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والذي يتم إدارته وتوجيهه من قبل الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح، بتلفيق أخبار كاذبة عن طبيعة ومطالب هذه الاحتجاجات، كما قام الذباب الإلكتروني الإخواني بإنشاء صفحات ممولة في مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض على الانتقالي الجنوبي وحرف مسار الاحتجاجات.

توجه حزب الإصلاح الإخواني جعل عدداً من الناشطين يحذرون من حرف حزب الإصلاح لمسار هذه الاحتجاجات عبر نشر مدسوسين وإرهابيين في صفوف هذه الاحتجاجات للقيام بأعمال عنف، وجر هذه الاحتجاجات إلى مربع العنف، بهدف خلط الأوراق في المحافظات الجنوبية.

وفي هذا السياق، أصدرت القيادة العامة لقوات الأحزمة الأمنية توجيهات لحماية المتظاهرين والمحتجين، ومنع أي "أعمال تخريب" قد تطال الممتلكات العامة والخاصة في العاصمة عدن.

ويرى مراقبون أن الحفاظ على الطابع السلمي لهذه الاحتجاجات سيكون الاختبار الأبرز للانتقالي الجنوبي، لأن الحفاظ على سلمية الاحتجاجات سيجعل منها ورقة ضغط في يد الانتقالي، بينما ستكون ورقة ضد الانتقالي في حال نجح خصومه باختراقها وجرها إلى مربع العنف.

الناشط أحمد الحقب قال لـ"مدى برس"، إن الاحتجاجات في عدن والمحافظات الجنوبية ستخدم الانتقالي الجنوبي الذي يجب عليه حمايتها، لأنها ستمثل ورقة ضغط على التحالف وقيادة الشرعية للتسريع بتنفيذ اتفاق الرياض الذي يتم تعطيل تنفيذه من قبل الإخوان المسيطرين على قرارات الشرعية.

وأضاف "الحقب"، إن حديث ناشطي الإخوان من أن هذه الاحتجاجات ضد الانتقالي الجنوبي كلام لا معنى له، فما أخرج المحتجين هو تردي الخدمات، وتردي الوضع الاقتصادي والمعيشي، والكل يدرك أن الحكومة الشرعية هي من تملك الإيرادات، حيث إن عدن تكاد تكون المحافظة الوحيدة التي تورد إلى البنك المركزي على عكس المحافظات الواقعة تحت سيطرة الإخوان، كمارب وحضرموت، كما أن الكل يدرك أن الحكومة هي من قامت بطباعة العملة ما تسبب بانهيار قيمتها وليس الانتقالي.

وأمام حملات التحريض الإخوانية نشر ناشطون مقاطع فيديو لخطب ألقاها مدير مكتب الرئاسة الحالي الإخواني عبدالله العليمي في 2011 وهو يقول: إن هناك من يريد الانتقام من عدن، ونحذر المسئولين من رئاسة الجمهورية إلى الأدنى: لا تعبثوا بخدمات المواطنين، لا تختبروا صبر أبناء عدن.

كما سخر الناشطون من مباركة حزب الإصلاح الإخواني للاحتجاجات في عدن والتي يصفها كذباً وزوراً أنها ضد المجلس الانتقالي، بالتزامن مع قيام ميليشيا الإخوان باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين في شبوة، واتهام التظاهرات التي تخرج في تعز، الواقعة تحت سيطرة الإخوان، بأنها مدعومة من جماعة الحوثي.