منوعات

الخميس - 02 يونيو 2022 - الساعة 08:45 م بتوقيت اليمن ،،،

مدى برس/ متابعات:


حذرت منظمة الصحة العالمية من تفش محتمل وأوسع نطاقا لمرض جدري القرود في المهرجانات والفعاليات الكبرى المقرر إقامتها هذا الصيف في أوروبا.

وقال هانز هنري كلوج المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا “احتمالية تفشي أكبر للمرض في أوروبا وأماكن أخرى خلال الصيف مرتفعة “.

مع ذلك، أوضح كلوج أن “المهرجانات والاحتفالات المقررة خلال الأشهر المقبلة تمثل أيضا فرصة لزيادة الوعي وتعزيز حماية الفرد والمجتمع بين الشباب”.

وأشار إلى أن التحقيقات بشأن الحالات حتى الآن تشير إلى أن التفشي في أوروبا يعود إلى منتصف أبريل الماضي. ويعد هذا أكبر انتشار للفايروس والأوسع نطاقا الذي يتم تسجيله خارج غرب ووسط أفريقيا، حيث يعد جدري القرود من الأمراض المتوطنة .

وأوضح كلوج أن انتقال جدري القرود السريع فاقمه إلغاء قيود مكافحة فايروس كورونا في معظم أنحاء أوروبا خلال الأشهر الماضية. وأضاف أنه على الرغم من أن الكثير من الحالات حتى الآن مرتبطة بالنشاط الجنسي، فإن الفايروس يمكن أن يصيب أي شخص.

وذكر كلوج أنه بما أن الفايروس لم ينتشر عبر نفس مسارات مرض كوفيد – 19، فإنه ليس هناك حاجة لإجراءات الصحة العامة المكثفة التي تم فرضها في أعقاب جائحة كورونا. واستدرك “ولكن، وهذا أمر مهم، لا نعلم بعد إذا ما سوف نتمكن من احتواء الفايروس بصورة كاملة”.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، تشخيص أكثر من 1400 حالة إصابة بـ”جدري القرود” في 7 دول إفريقية. وقالت المنظمة في بيان ، إن الدول الـ7 هي الكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية، وليبيريا، ونيجيريا، والكونغو، وسيراليون. وأضافت أن الإصابات تضم 44 حالة مؤكدة، و1932 حالة اشتباه.

وتظهر أعراض المرض على هيئة حمى وتضخم الغدد الليمفاوية وآلام في العضلات والتهاب حلق، إضافة إلى الإرهاق والقشعريرة وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه وباطن القدمين والأعضاء التناسلية وغيرها من أجزاء الجسم.

واكتشف جدري القرود أول مرة عام 1958 عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد طمأنت إلى أنّه لا داعي للخوف في الوقت الراهن من أن يتحوّل انتشار فايروس جدري القرود خارج القارة الأفريقية إلى جائحة.

وردّاً على سؤال خلال إحاطة صحافية حول إمكانية تحوّل هذا المرض الفايروسي إلى وباء عالمي، قالت روزاموند لويس، كبيرة خبراء منظمة الصحّة في مجال جدري القرود، إنّه “في الوقت الراهن، لسنا قلقين بشأن حدوث وباء عالمي”. وأضافت أنه لا يزال ممكناً وقف هذا الوباء قبل أن ينتشر.

ومنذ أعلنت بريطانيا في 7 مايو تسجيل أول إصابة مؤكّدة بجدري القرود، تمّ إبلاغ منظمة الصحّة العالمية بما يقرب من 400 إصابة في حوالى 20 دولة لا يظهر فيها عادة هذا النوع من الأمراض.

وقالت منظمة الصحة إنّها قلقة بشأن هذا الوضع غير المعتاد لكنّها طمأنت إلى أنّه ليس هناك أيّ سبب للذعر.

وجدري القرود بحسب منظمة الصحة العالمية مرض فايروسي نادر حيواني المنشأ (يُنقل فايروسه من الحيوان إلى الإنسان)، وتماثل أعراض إصابة الإنسان به تلك التي يعاني منها المصابون بالجدري، ولكنّها أقلّ شدّة.
ويُصاب بعض المرضى بتضخّم في العقد اللمفاوية قبل ظهور طفح جلدي، وهي سمة تميّز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة. ولا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح حالياً لمكافحة هذا الفايروس، لكنّ التطعيم ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية منه.

وتمّ اكتشاف جدري القرود للمرة الأولى في جمهورية الكونغو الديموقراطية عام 1970، وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا.

وكان الدكتور هانز كلوج المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، قدم وصفة علاج لاحتواء ومحاصرة جدري القرود من خلال وقف انتقال العدوى من إنسان إلى آخر إلى أقصى حد ممكن، مؤكداً أن ثمة فرصة حاسمة للعمل بسرعة معا للسيطرة على هذا الوضع سريع التطور.

وقال كلوج، “إن الروشتة تتمثل في اتخاذ عدة إجراءات، عاجلة وسريعة أهمها إشراك المجموعات المجتمعية وقادتها ومنظمات المجتمع المدني بنشاط لزيادة الوعي ومشاركة المعلومات حول كيفية تقليل مخاطر التعرض للمرض.

ودعم المنظمين والمجتمعات المشاركة في التجمعات الجماهيرية القادمة في جميع أنحاء أوروبا للاستفادة من هذه الأحداث لمشاركة معلومات دقيقة وعملية وموجهة عن المرض وتزويد المرافق الصحية وفرق الصحة العامة بالمعرفة والقدرات التشخيصية التي يحتاجونها لتحديد الحالات وتأكيدها بسرعة”.