صحافة

الخميس - 06 فبراير 2020 - الساعة 08:07 م بتوقيت اليمن ،،،

تعز/ مدى برس/ خاص:


كشفت وكيل محافظة تعز للشؤون الصِّحية والقائم بأعمال رئيس هيئة مستشفى الثورة، الدكتورة إيلان عبد الحق، عن الواقع الذي يعيشه قطاع الصّحة في تعز، والاستغلال السياسي لملف الجرحى في المحافظة.

وفي حوار أجراه معها "مدى برس"، أشارت الدكتورة إيلان إلى الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها مستشفى الثورة من قبل مناديب الجرحى التابعين لمحور تعز، والذين يوجَّهون من قِبل جهات سياسية لإثارة الفوضى في المستشفى.

وأشارت إلى أنَّ هؤلاء يمنعون دخولها إلى المستشفى، الأمر الذي دعاها إلى الدوام من مكتبها خارج المستشفى، لعدم توافر الحماية لها من أي اعتداءات محتملة، ومنعها المتواصل من دخول هيئة مستشفى الثورة العام.

وأكدت الدكتورة إيلان، أنّ اللجنة الطبية العسكرية للجرحى وقيادة محور تعز يتحملان المسؤولية الكاملة عن كل التجاوزات التي تحصل في ملف الجرحى، مشيرة إلى حالة من الفساد في المستشفى العسكري الذي ما زال يعاني في أغلب أقسامه رغم إهدار المليارات من الريالات.

وتحدثت إيلان عن حالة من التلاعب التي تعمل عليها جهات مُعيّنة للاستثمار من معاناة الجرحى، ونقل أحد أقسام مستشفى حكومي إلى مستشفى خاص بهدف استغلال الجرحى.

نص الحوار 

مدى برس/ حاورها | فخر العزب:


▪لو نبدأ من الاعتداءات المتكررة على هيئة مستشفى الثورة باعتبارك القائم بأعمال رئيس الهيئة.. برأيك من يقف وراء هذه الاعتداءات، وما الهدف منها؟

الاعتداءات على مستشفى الثورة، كما يعرف الجميع، بدأت سابقاً ضد رئيس الهيئة السابق الدكتور أحمد أنعم، وتم طرده بطريقة مهينة، ولما تم تكليفي برئاسة الهيئة تم طردي أيضاً بطريقة مهينة وعشوائية، على الرغم من أنّ الهيئة تقدم خدمات مجانية للجرحى والمرضى طوال السنوات الماضية، والإحصائيات والوثائق موجودة لدينا وتعزز هذا الكلام، فنحن لا نتحدث عشوائياً، وإنما يستند حديثنا إلى أرقام وإحصائيات ووثائق.

تم استخدام مجموعة من مناديب الجرحى وبعض الجرحى الآخرين من أجل طرد الإدارة السابقة واللاحقة، وكما يعرف الجميع توجد قوى في تعز لها أغراض سياسية وإدارية من وراء هذا العمل والأعمال المشابهة في المدينة، فنحن للأسف لم نصل في تعز إلى مرحلة القبول بالآخر، ولم نصل إلى مستوى الوعي والإيمان بالشراكة الحقيقية والإيمان بالتعاون والتفاهم عبر مؤسسات الدولة.

ويفترض أنّ التغييرات وقرارات التعيين والشراكة تتم بطريقة مؤسسية وبطريقة راقية بين أصحاب القرار، ولا تتم عبر الشارع ونشر الفوضى، فاستخدام الفوضى حيلة عاجزة وبعيدة عن أخلاقنا كيمنيين وخصوصاً في تعز والتي تعد مدينة العلم والثقافة، ومن المعيب أن تستخدم فيها طرق عشوائية وفوضوية للابتزاز وتمرير المشاريع الضيقة.

▪في ظل الاعتداءات المتكررة على مستشفى الثورة.. لو تضعينا في صورة وضع المستشفى، هل كل الأقسام مفتوحة وتقدم خدماتها، وهل تمارسون عملكم بسلاسة؟

لا أستطيع الدخول إلى المستشفى؛ لأن مناديب الجرحى هناك يشكلون سياجاً لمنع وصول الإدارة للمستشفى، لا أدري هم من يريدون بالضبط ومن قرروا أن يمارس العمل بالضبط، لكني أمارس مهامي من مكتبي داخل المحافظة، وبحمد الله استطعنا أن نفتح جميع الأقسام ونقدم الخدمات المجانية للمواطنين وللجرحى بشكل منتظم، فنحن حاولنا بكل استطاعتنا وجهدنا ألا يغلق المستشفى، لأنّ المواطن أو الجريح لا ذنب له في الصراع الدائم.

▪ما دور قيادة المحور في حماية المستشفى؟

لم تقدم قيادة المحور أي دور يُذكر في حماية المستشفى، بل على العكس، فمناديب الجرحى، والجرحى المتواجدون في سكن الأطباء والذين يقومون بأعمال الفوضى تجاه أي إدارة لا تعجبهم هم أصلاً مرقمون عسكرياً في قيادة المحور وتابعون لها.

▪على ذكر ملف الجرحى.. كيف يُقدم الدعم الحكومي الخاص بالجرحى، وكيف يتم تسييره، وما دوركم في هذا الملف؟

بالنسبة للجرحى تم تشكيل لجنة عسكرية تابعة لقيادة المحور وقيادة هيئة الأركان، وهي من تتولى جميع الأعمال الخاصة بملف الجرحى، وكل الدعم يصب في مصب هذه اللجنة، وهي الواجهة الأولى والأخيرة للتخاطب وعلاج الجرحى.

▪معروف أن هناك دعماً يتم تقديمه للمستشفى العسكري باعتباره يتبع الجيش.. لماذا لا يذهب الجرحى المعتصمون في مستشفى الثورة للاعتصام في المستشفى العسكري؟

للأسف، المستشفى العسكري تم تحويله، بقدرة قادر، إلى مستشفى مدني، وبات يقدم خدمات للمواطنين في مجال الرعاية الصحية الأولية والمجال العلاجي والمجال الوقائي ولا يقوم بدوره في المجال العسكري وعلاج الجرحى وفتح غرفة العمليات، فإلى اليوم لم يفتحوا غرفة العمليات ولم يفتحوا العناية المركزة ولم يتم تجهيز المستشفى -بعد أن تم تدميره- لاستقبال الجرحى العسكريين، ويفترض أن تقوم بهذا العمل قيادة الأركان وقيادة المحور، وأن يسعوا لذلك مقابل المبالغ التي يستلمونها، فهناك مبالغ بالمليارات تهدر بطريقة غير صحيحة، على الأقل يعيدون ترتيب وتأهيل المستشفى العسكري لاستقبال الجرحى.

لكن في الحقيقة هيئة مستشفى الثورة هو من يستقبل الجرحى طوال فترة الحرب، وتقوم بواجبها على أكمل وجه، وهذا فخر لنا، وواجبنا أن نستقبل المرضى والجرحى ونعالجهم في كل الظروف، وسنظل نؤدي هذا الواجب.

▪في إطار استهداف مستشفى الثورة تم قبل سنوات نقل دعم مركز العظام إلى مستشفى التعاون، ما الذي يقدمه مستشفى التعاون للجرحى اليوم؟

في الحقيقة مركز العظام في مستشفى التعاون يشتغل كقطاع خاص ولا يشتغل كقطاع حكومي ولا يقدم خدمات مجانية للجرحى، كما يقوم بذلك مركز العظام الذي تم تقديمه من مركز الملك سلمان لمستشفى الثورة، وللأسف لا نسمع أي صوت عن هذا، وكأنه اختفى.

▪(مقاطعاً): ما دوركم أنتم من تحويل مستشفى حكومي إلى ما يشبه المستشفى الخاص؟

لم يكن لنا دور في تلك الفترة ولم نكن معنيين بهذا الأمر، وهذا الأمر تم وانتهى، صار مركز العظام جزءاً من مستشفى التعاون، ولم يكن لنا يد في هذا الأمر.

▪يلاحظ وجود توجه في تعز لدعم المستشفيات الخاصة على حساب المستشفيات الحكومية التي تقدم خدماتها مجاناً للمواطن، فمثلاً مشروع مركز الملك سلمان لعلاج الجرحى كان يقدم للمستشفيات الخاصة وليس للحكومية.. ما تعليقكم؟

مركز الملك سلمان يقدم دعماً سخياً وجليلاً لكل المستشفيات الحكومية، فيدعم بالديزل والوقود والمعدات ويقدم دعماً لوجستياً كبيراً، ولولا فضل الله ومن ثم دعم مركز الملك سلمان كانت المستشفيات الحكومية أغلقت أبوابها.

لكن فيما يخص المستشفيات الخاصة تم التعاقد معها بالنسبة للعمليات النوعية فقط، فبدلاً من تسفير الجرحى للخارج يخضعون للعمليات المعقدة في هذه المستشفيات، ولا نسمي هذا دعماً، وإنما مقابل عمل يعطى للجرحى يتمثل بعمليات تقوم بها هذه المستشفيات بحسب العقود.

نحن في الفترة الأخيرة استقبلنا دعماً كبيراً من مركز الملك سلمان فيما يخص الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية ومواد الغسيل الكلوي، ونكون جاحدين إذا أنكرنا هذا الدعم.

▪هناك اتهامات تتحدث عن تلاعب كبير في ملف الجرحى عبر تسفير أشخاص أصيبوا في حوادث جنائية وآخرين إصاباتهم بسيطة على حساب جرحى آخرين مستحقين للسفر.. من المسؤول عن هذا التلاعب؟

المسؤول عن الجرحى في الأول والأخير هي اللجنة الطبية العسكرية وقيادة المحور، وأي تجاوزات هي المسؤولة عنها، لأنه عندما يعمل ملف للجريح لازم أن يكون هناك ورقة من المحور أنه أصيب في مسرح عملياتي، وحين كنت أنا رئيسة اللجنة السابقة كانت تصلني أوراق عن الجريح أنه أصيب في مسرح عملياتي، وإذا كان هناك إصابات بالحقيقة خارج الإطار تتحملها شعبة الخدمات الطبية في محور تعز.

▪برأيك، لماذا يتم استهداف قيادات المؤتمر الشعبي العام تحت مبرر قضية الجرحى، حيث تم الاعتداء عليكم وعلى المحافظ خلال الشهر الماضي، ومعروف أن ملف الجرحى صار من اختصاص اللجنة العسكرية التي تم تشكيلها من قبل هيئة الأركان؟

كما قلت لك، في تعز لم نصل لمستوى الوعي الحقيقي والمؤمن بحق الشراكة للجميع، ما زال الإقصاء وارداً، واستخدام كل السبل والطرق في الإقصاء، وكذلك عندما تقع مشكلة يتخلى الجميع عن مسؤولياته، والبعض يقول هذه قوى منفلتة، وأنا أقول لا توجد قوى منفلتة في تعز، جميع من يمارسون الابتزاز والفوضى هم مرقمون عسكريون، ومعروف للجميع من يديرهم، ومن يديرونهم لم يصلوا لمرحلة الوعي بالشراكة الحقيقية، لكن تعز واليمن بشكل عام لن تمضي قُدماً إلا بالشراكة الوطنية الحقيقية والقبول بجميع الأطراف، وجعل مصلحة الوطن هي العليا.

▪أنتم كمسؤولين محسوبين على المؤتمر الشعبي العام، هل ترون أنكم مستهدفون خاصة بعد الاعتداءات التي طالت بعضكم وحملات التحريض والتخوين التي طالت البعض الآخر.. وما قراءتكم لمثل هذه الاستهدافات؟

أنا أرفض أن يكون الإنسان مسؤولاً ويسمى باسم أي حزب، فالمسؤول حين يأتي إلى منصب خدمي للمواطن يكون مسؤولاً عن جميع المواطنين من جميع الشرائح والفئات، وأستغرب من التعامل والاستهداف والانتقاء في التقييم.

▪(مقاطعاً): أتكلم أنا عن وجهة نظر من يقومون بالاستهداف!

هذه وجهة نظر قاصرة، أنا ما زلت أقول إننا في تعز لم نصل إلى مرحلة الوعي السياسي بحيث نقبل بشراكة حقيقية للجميع، ما زالت التجاذبات السياسية والاستهداف والإقصاء وحملات التخوين هي السائدة وهذه الأمور لا تخدم تعز أبداً، ونحن كمسؤولين نضطر للصبر والتحمُّل من أجل محافظتنا التي لا يمكن أن نتركها ونتخلى عنها في هذه الظروف.

▪سؤال أخير بنهاية هذا اللقاء.. ما تقييمك للوضع الصحي بشكل عام في تعز؟

الوضع الصحي في تعز، للأسف، مثله مثل الوضع الأمني وكبقية المجالات التي تعاني من الانهيار رغم الجهود الحثيثة من محافظ المحافظة وقيادة الدولة للملمة الأمور في تعز، لكن تظل تعز مدينة محاصَرة مستهدفة بالحرب ومستهدفة بالإقصاء ومستهدفة بالفوضى.