الأحد - 09 فبراير 2020 - الساعة 08:44 م بتوقيت اليمن ،،،
تعز/ مدى برس/ خاص:
علم "مدى برس" من مصادر خاصة، أنَّ محافظ تعز نبيل شمسان، خضع لضغوطات مارسها عليه حزب الإصلاح، وقام بتعيين قيادي إصلاحي مديراً عاماً لمديرية صالة.
وأكدت المصادر أنَّ شمسان قام بتعيين عارف اليوسفي، نائب رئيس الدائرة السياسية بتعز، مديراً عاماً لمديرية صالة، إحدى مديريات المدينة الثلاث بدلاً عن محمد عبدالرحمن الكدهي الذي تم تعيينه مديراً لمديرية صبر الموادم.
وأشارت المصادر أنَّ هذه الخطوة جاءت بعد ممارسة حزب الإصلاح لسياسة الابتزاز ضد المحافظ، حيث شن ناشطو وإعلاميو الحزب حملة تحريض ضد المحافظ الذي اتهموه بأنه "عفاشي"، وأنه "يقوم بتمكين الحوثيين من المناصب في تعز"، على خلفية تعيين عبدالرحيم الفتيح المحسوب على المؤتمر الشعبي العام مديراً عاماً لمديرية المخا.
كما أنَّ خضوع محافظ تعز للإملاءات، التي تُمليها عليه قيادة حزب الإصلاح بتعز، جاءت بعد تهديدات تلقاها المحافظ بتصفيته، حيث تعرَّض موكبه لإطلاق نار من قِبل مسلحي الإصلاح أمام مبنى المحافظة المؤقت، كما قام مسلحو الحزب باقتحام مكتبه بقوة السلاح وطرده منه تحت مبرِّر قضية الجرحى، ما جعله يغادر مكتبه إلى مدينة التُربة منتصف الشهر الماضي.
وكان حزب الإصلاح يحكم مديريتي صالة والمسراخ بقوة السلاح، متمرداً على قرارات رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والتي قضت بتعيين الكدهي مديراً لمديرية صالة خلفاً لمنير حميد سيف، وتعيين عبدالقوي الوجيه مديراً لمديرية المسراخ خلفاً ليحيى إسماعيل، غير أنّ الإصلاح تمرَّد على هذه القرارات بقوة السلاح، وأبقى على منير حميد سيف ويحيى إسماعيل لممارسة مهامهما كمديرين للمديريتين.
المصادر أكّدت أنَّ حزب الإصلاح كان قد مارس ضغوطات كبيرة على محافظ تعز نبيل شمسان بعد تعيينه محافظاً للمحافظة من أجل إصدار قرار بتعيين القيادي الإصلاحي عارف اليوسفي مديراً لمكتب المحافظ، غير أنّ ضغوطاً أخرى مورست على المحافظ جعلته يُبقي على مدير المكتب علي قاسم والمحسوب على المؤتمر في منصبه ورفض الخضوع لضغوطات الإصلاح.
ويرى مراقبون أنَّ هذه الخطوة التي خضع فيها محافظ تعز لضغوطات حزب الإصلاح تأتي في سياق سعي حزب الإصلاح شق حزب المؤتمر عبر تفتيته إلى تيارات متعددة، والتحالف مع بعض هذه التيارات على حساب التيارات الأخرى، وذلك باستخدام بعض القيادات المحسوبة على المؤتمر نفسه.
الناشط السياسي محمود الرباصي قال لـ(مدى برس)، إنّ حزب الإصلاح يستكمل مشروعه في الاستحواذ والسيطرة على المناصب القيادية في تعز، وإحكام قبضته الحديدية على المحافظة مستفيداً من ضعف المحافظ، ويعتمد الإصلاح في ذلك على قاعدة ”الغاية تبرر الوسيلة” فهو يلجأ لكل الوسائل من ممارسة الضغوط إلى سياسة الابتزاز وصولاً إلى ممارسة البلطجة، وكل ذلك في سبيل تحقيق الهدف والغاية المتمثلة بالوصول إلى السلطة والاستحواذ عليها والانفراد بها وإقصاء المكونات الأخرى.
وأضاف الرباصي، إن الإصلاح يهدف للاستحواذ الكامل على تعز في الجانب المدني والعسكري لتمثل ورقة قوة له في أية مفاوضات سياسية تهدف للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، حيث يأتي ذلك في ظل تحالف الإصلاح مع الحوثيين وعقد الطرفين لتفاهمات واتفاقات غير معلنة، خاصة في الجانب العسكري، والإصلاح يفعل ذلك في إطار اتفاق قطري تركي إيراني يهدف لتقويض الشرعية اليمنية، وإفشال دور التحالف العربي في اليمن.
ويرفض حزب الإصلاح تعيين محافظ لتعز من أعضائه كي لا يتحمل مسؤولية الفشل الذي يعد هو المسؤول الأول عنه بعد سيطرته واستحواذه على معظم المكاتب التنفيذية، بالإضافة لسيطرته شبه المطلقة على الألوية العسكرية التابعة لمحور تعز وعلى الأجهزة الأمنية بالكامل.
وقد عمل الإصلاح على الاستحواذ على منصب وكيل أول محافظة تعز، وهو منصب مستحدث وغير موجود بالقانون، حيث يقوم الإصلاح باستخدام مسلحيه لمهاجمة محافظي المحافظة وإرغامهم على مغادرتها تمهيداً لنقل صلاحياتهم للوكيل أول الذي يعد الرجل الأول الذي يدير أمور المحافظة فعلياً.
وفي الجانب العسكري نجح حزب الإصلاح في الاستحواذ على قيادة المحور وستة ألوية عسكرية من أصل سبعة ألوية يتكون منها محور تعز، حيث أشرف الحزب على عملية بناء الألوية منذ توزيع استمارات التجنيد والتي تم توزيعها بإشراف مباشر من مقر الحزب باستثناء اللواء 35 مدرع، كما قام وبدعم من علي محسن بتوزيع مئات الرتب العسكرية على المدنيين من أفراده وتمكينهم من المواقع القيادية في الألوية المختلفة.
كما قام بإنشاء ميليشيا مسلحة باسم ”الحشد الشعبي” تتكون من حوالى 5 آلاف فرد تم تدريبهم في معسكرات خاصة، وخضعوا لدورات عسكرية وأمنية وفكرية خاصة، وقد استخدمت هذه الميليشيا في الحرب التي شنها الحزب على المدينة القديمة قبل حوالى عام، ويتم حالياً تجهيز وإعداد هذه الميليشيا لاجتياح مناطق الحُجرية ومسرح عمليات اللواء 35 مدرع بهدف إخضاعه لتوجيهات قيادة حزب الإصلاح.