صنعاء/ مدى برس/ تقرير خاص:
تجددت موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في الأسواق اليمنية مجدداً.. فقد شهدت الأسواق المحلية، مؤخراً، في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، ارتفاعاً متفاوتاً في أسعار السلع والمواد الغذائية والأساسية.
موجة ارتفاع الأسعار الأخيرة، تجددت بعد تحذير برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، الصادر يوم الخميس 13 فبراير/ شباط 2020م، والذي حذّر من موجة حادة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمواد الأخرى الضرورية باليمن، ونوه البرنامج إلى أن هذه المواد تصبح يوماً بعد آخر خارج متناول ملايين اليمنيين.
وقال إن انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية سيضاعف أسعار المواد الغذائية الأساسية، بنسبة 100% في عموم مختلف مناطق ومحافظات البلاد.
> الأسعار سابقاً وحالياً
في جولة ميدانية أجراها "مدى برس" التقى عدداً من تجار الجملة والتجزئة، في أسواق العاصمة صنعاء، تم خلالها رصد أسعار المواد الغذائية الحالية مع بداية عام 2020، ومقارنتها بأسعارها مع نهاية 2019.
أوضح عدد من تجار التجزئة أن سعر كيس السكر نوع برازيلي، حجم 50 كجم، ارتفع من 11 ألفاً، أواخر العام 2019م، إلى 17500 ريال في بداية 2020م، كما ارتفع سعر سكّر السعيد حجم 5 كجم، من 2400 ريال للعبوة إلى 3500 ريال. وارتفع سعر الأرز نوع تايلندي من 13 ألف ريال، للكيس الواحد حجم 50 كجم أواخر 2019م، إلى 15 ألف ريال، مطلع العام 2020م.
كما ارتفع سعر كيس الدقيق نوع السنابل حجم 50 كجم، من (10000) ريال أواخر 2019م، إلى (13000) ريال بداية 2020م.
الأجبان والعصائر المتنوعة، هي الأخرى ارتفعت أسعارها بنسبة 15% مع بداية 2020م، مقارنة بأسعارها أواخر العام الماضي 2019م.
وأرجع تجار التجزئة بصنعاء سبب موجة ارتفاع الأسعار الجديدة للمواد الغذائية لارتفاع سعر الدولار والعملات الأجنبية، بالإضافة إلى الاضطرابات الاقتصادية والحرب التي تعيشها البلاد منذ 5 أعوام.
موجة ارتفاع الأسعار الأخير تشهدها أغلب محافظات اليمن، وتشهد محافظة تعز موجة غلاء قياسية لمعظم المواد الغذائية الأساسية. وأفادت مصادر محلية هناك "مدى برس" أن متوسط الارتفاع بالأسعار بلغ 35%. وقد وصل سعر الكيس الدقيق عبوة 50 كجم 18 ألف ريال، كما ارتفع سعر الكيس القمح بنفس العبوة إلى أكثر من 15 ألف ريال. وكذالك سعر الأرز إلى أكثر من 20 ألفاً وأربعمائة ريال.
> نهب
وينتقد المواطنون موجة الأسعار الجديدة التي افتعلها التجار، ليدفع ثمنها المواطن. يتساءل فؤاد ناصر، مستنكراً: ألا يكفينا أننا أصبحنا بدون رواتب منذ حوالى 3 أعوام حتى يقوم التجار برفع أسعار المواد الغذائية وبدون مبرر..؟!
وقال فؤاد: جميع التجار ليس لديهم أي شفقة أو رحمة تجاه المواطن.. هدفهم الربح ومصلحتهم فقط، وذلك ما جعلهم يبحثون عن أي سبب، لإضافة أسعار باهظة فوق المواد المواد الغذائية.
ويضيف فؤاد، المواطن أصبح متضرراً من جشع التجار المستمر، أكثر من تضرره من الحرب نفسها، متهماً الجهات المعنية بضبطهم والرقابة على التجار بصنعاء، بأنها متواطئة، وهي من سمحت لهم برفع الأسعار، بإعطائهم ضوءاً أخضر لينهبوا المواطن، وبدون رحمة.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من 40٪ من الأسر اليمنية، فقدت مصدر دخلها الأساسي، وأنها تجد صعوبة متزايدة في شراء الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية، وأن أكثر من ثلث الأسر في اليمن لديها عدم كفاية استهلاك الغذاء.
وأشار إلى أنّ قرابة 16 مليون يمني، أي أكثر من نصف السكان، يعانون من انعدام أمن غذائي حاد، في حين يعاني حوالى 3.2 مليون يمني من سوء التغذية الحاد، بمن فيهم مليونا طفل دون سن الخامسة.
ويعيش معظم اليمنيين في حالة فقر أسوأ بكثير من ذي قبل، وفقاً لتقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن 10 ملايين يمني على بُعد خطوة واحدة من المجاعة، ولن يتمكنوا قريباً من شراء الطعام من الأسواق.