الأربعاء - 15 أبريل 2020 - الساعة 03:25 م بتوقيت اليمن ،،،
تعز/ مدى برس/ خاص:
ربما اختلف أبناء محافظة تعز في مواقفهم من أداء كثير من المسؤولين في المكاتب التنفيذية بالمحافظة، لكن للمرة الأولى يتفقون حول شخصية واحدة، هي الدكتور عبدالرحيم السامعي مدير مكتب الصحة السابق في المحافظة، الذي يقولون إنه لم يوفر جهدًا في خدمه المدينة والتخفيف من المعاناة التي قست عليها بفعل حرب مليشيات الحوثي الانقلابية منذ ما يزيد عن خمس سنوات.. بدا ذلك واضحًا مع حجم الاستنكار الواسع لقرار محافظ المحافظة بإقالته يوم أمس الاثنين.
فمنذ اليوم الأول للحرب فضّل الدكتور السامعي البقاء في المدينة وخدمتها، على المغادرة إلى الحوبان مثلًا، أو النزوح للخارج كما فعل كثير من الأطباء في المدينة عندما اندلعت المواجهات بين المقاومة الشعبية والمليشيا الانقلابية.
وقال الناشط أصيل سويد، إن السامعي صمد لمد يد العون والمساعدة للمدينة وسكانها عندما اجتاحت المليشيات الحوثية المدينة وفر معظم الأطباء، مضيفًا: وعندما انطلقت شرارة المقاومه الأولى من اللواء 35 مدرع بقيادة العميد عدنان الحمادي، الذي تعرض للحصار من مليشيا الحوثي مع عدد من ضباط وجنود اللواء، تحرك لإنقاذ الجرحى. كان العميد عدنان الحمادي قد أشاد في إحدى تصريحاته قبل استشهاده بوقوف الدكتور عبدالرحيم السامعي إلى جوار اللواء وعلاج الجرحى عندما دارت أولى المعارك بين اللواء 35 مدرع وميليشيات الحوثي في المقر الأول غربي المدينة.
وخلال سنوات الحرب ظل الدكتور عبدالرحيم السامعي يرمم جراح المدينة وأبنائها، متنقلًا على دراجة نارية، موزعًا للعلاجات التي كان يعمل على جمعها، كما يقول الناشط سويد، موضحًا أنه تعرض للعديد من المخاطر منها قصف منزله، لكنها لم تثنِه عن "التراجع عن نضاله من أجل تعز وأبنائها، بل صعد جبال طالوق مشياً على الأقدام لإدخال الأدوية والعلاجات ومد تعز المحاصرة بالأكسجين في أصعب ظروف الحرب وأحلكها وأقبحها".
كما عمل السامعي، بحسب الناشط سويد، "على إعادة بناء الهرم الصحي من الصفر"، و"عامل من أجل صرف رواتب الموظفين وبدء العمل حتى نهض بالقطاع الصحي"، متابعًا "كان له دور كبير في ترميم مركز العظام وتوفير المستلزمات والأجهزة للمستشفيات والمراكز الصحية بالمدينة لم تتوافر حتى قبل الحرب".
واعتبر الناشط، طه صالح، الدكتور عبدالرحيم السامعي من أنجح المكاتب التنفيذية في المدينة، فرغم "التحديات الكبيرة التي واجهها من محاربة لوبيات الفساد في داخل مكتب الصحة، وعدم وجود الميزانية التشغيلية للمكتب من وزارة الصحة، استطاع بالتنسيق مع المنظمات وبدعم منها انتشال الوضع الصحي، وتوفير بعض الخدمات للناس".
وفي هذا السياق، أكد الصحفي عبدالحكيم مغلس، أن السامعي وفي أوج معارك المدينة كان مثابرًا ومناضلًا في المجال الصحي، "حتى قبل أن يعين مديراً لمكتب الصحة"، متابعًا "صدر قرار من محافظ المحافظة يقضي بتعيين راجح المليكي بدلاً عنه مديراً لمكتب الصحة".. والمليكي، بحسب مغلس، "كان مديراً للمستشفى الجمهوري وهرب إلى إب ليعمل في عيادة ومستشفيات خاصة هناك بداية المعارك في تعز، وسيهرب من تعز مع أتفه أزمة أخرى تحدث في تعز".
وكان محافظ تعز نبيل شمسان، أصدر قرارًا بتعيين الدكتور راجح المليكي مديرًا لمكتب الصحة، بدلاً عن الدكتور عبدالرحيم السامعي، وعيّن الأخير رئيساً لهيئة مستشفى الثورة.
وسردت مصادر طبية حصاد إنجازات الدكتور السامعي في مكتب الصحة وقالت إنه "استطاع كسب ثقة المنظمات والمانحين، وأن هناك الكثير من المنظمات التي تعمل في المدينة، وإن المكتب أصبح على اتصال مباشر مع أهم المنظمات الأممية والتي مولت العديد من الأنشطة"، بعد أن كانت المنظمات ترفض حتى زيارة المدينة بسبب الوضع الأمني الهش سيما بعد اغتيال الموظف في الصليب الأحمر، حنا لحود.
وأوضحت، أنه عمل على تفعيل 279 مرفقًا صحيًا من أصل 289 مرفقاً، وأن جميع المرافق الصحية في مديريات مركز المدينة مزودة بأجهزة موجات فوق الصوتية وأجهزة فحص مخبرية حديثة، فضلًا عن تزويد عدد من المراكز الصحية في ثلاث عشرة مديرية.
إلى جانب ذلك عمل، على إنشاء محطة أكسجين في مستشفى الثورة، ونجح مكتب الصحة في مواجهة العديد من الأوبئة التي ضربت المدينة بينها الكوليرا وحمى الضنك، وتجهيز مستشفى الحرمين بمنطقة الضباب للحجر الصحي، في إطار الاستعدادات لمواجهة فيروس كورونا، وفق ما أكدته المصادر التي أضافت إلى ما سبق، أن مكتب الصحة عمل على تدريب المئات من الأطباء والمتطوعين والقابلات سيما العاملين في المناطق الريفية، ضمن مساعي مكتب الصحة لتأهيل الكوادر الصحية في المدينة للقيام بواجباتها.