مارب/ مدى برس/ تقرير خاص:
لم يكن الخوف من الإصابة بفيروس كورونا المستجد -"كوفيد 19"- (الحالة التنفسية الحادة) هو وحده من يسيطر على نفس الشاب (خ. ن) في مدينة مارب، شمالي شرق البلاد، بل إن الخوف والقلق الذي يربكه هو انتشار فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز" بعد الحديث عن حالات إصابة كثيرة في المدينة.
(خ. ن) يؤكد لـ"مدى برس"، أن الخوف من الإصابة بالفيروس الفاتك يعد أمراً مخيفاً، خصوصاً وأن الحديث عن حالات مصابة في المدينة بات أمراً ظاهراً وليس مخفياً بعد اكتشاف إصابتها وعدم إخضاعها للعلاج الطبي والمتابعة من قبل السلطات الطبية في المحافظة، والذي ارتفعت نسبة الإصابات المفصح عنها طبياً إلى أكثر من 400% عن الإصابات في الأعوام السابقة.
يذكر أن كل حالة مبلغ عنها ومفصح عنها طبياً يرافقها 20 حالة سرية لم يتم الإفصاح عنها، خوفاً من المجتمع الذي يزدري الإصابة بهذا الفيروس، رغم أن الإصابة به لا يتحتم أن المصاب قام بعلاقات محرمة أدت إلى إصابته، فيمكن لأي شخص أن يصاب بالفيروس -طبقاً لما يقول- عن طريق الأدوات الملوثة من حقن طبية أو ماكينات حلاقة.
ويرجع تخوفه الشديد إلى أن يكون هناك من الحالات المصابة تعمل في المطاعم والكافتيريات، بعد أن دار الحديث بأن حالات مصابة بالفيروس فعلاً تعمل في أحد المطاعم، كما كشف مصدر طبي في أحد المستشفيات الحكومية بالمحافظة أن عاملاً في مطعم اتضح إصابته بالفيروس، وقام بالهروب بعد مواجهته بالإصابة قبل أن يتم أخذ البيانات اللازمة عنه.
يذكر تقرير صادر عن مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة مارب، أن فايروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" خلال العام 2019م المنصرم، أصاب ما يقارب 50 شخصاً في المحافظة تم اكتشاف إصابتها رسمياً، فيما مصادر مطلعة تؤكد أن الإصابات بالفايروس أكثر من ذلك بكثير، وأن نسبة الإصابة المتوقعة أكثر من الإحصائيات المذكورة بنسبة 500%.
العام 2018م قبل المنصرم سجلت معه أكثر من 20 حالة إصابة بالفايروس في المحافظة -وفقاً لما ذكرت مصادر طبية ومعلومات حصل عليها "مدى برس"- معه في منتصف العام 2018م، حذرت الأمم المتحدة من تفشي الإصابة بفايروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" في اليمن، بعدما أظهرت إحصائيات أعدها برنامج أممي ارتفاعاً حاداً في معدلات الإصابة بالفايروس، بسبب ظروف الحرب المندلعة في البلاد.
وتفشت حالات الإصابة بالفايروس في صفوف جيش الإخوان المتواجد في محافظة مارب، كشفته حالات إصابة جنود بالفايروس في العام 2019م كشف عنها مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة، مشيراً المكتب في بلاغ وقتها إلى أن الإصابة بالفايروس كانت في أحد ألوية جيش الشرعية.
مصادر متطابقة أكدت عن مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة، أن جنديين قدما لإجراء فحوصات للتبرع بالدم لزميل لهما ولكن بعد أن أجري لهما فحص دم اتضح إصابتهما بفايروس الإيدز، اضطر معه المستشفى الخاص، الذي قدم إليه الجنديان للتبرع بالدم لزميلهما، وأجرى لهما الفحوصات اللازمة قبل سحب الدم، واكتشف إصابتهما بـ"الإيدز"؛ إلى تحويلهما إلى مستشفى حكومي، للتحفظ عليهما، لكنهما غادرا المستشفى بالقوة، وبمساعدة زملاء لهما، وعادا إلى المعسكر الذي ينتميان إليه.
وأكدت المصادر أن مكتب الصحة في مارب بعث وقتها مذكرة إلى قائد اللواء الذي ينتمي إليه الجنديان المصابان بـ"الإيدز"، من أجل إجراءات ضرورية لا بد أن تتخذ للتعامل مع المصابين، ومنها وفي مقدمتها الحجر، إلا أن المكتب لم يجد أي رد من قائد اللواء، لفت وقتها إلى أنه من المحتمل أن تكون هناك حالات أخرى مصابة بالمرض.
وكان مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة الدكتور عبدالعزيز الشدادي، أكد في تصريحات سابقة أن هناك العديد من الحالات المصابة بالفايروس متواجدة في المحافظة، لافتاً إلى أن التمييز والنظرة الدونية للمرضى أصبحت تشكل مشكلة كبيرة تواجه المجتمع اليمني في التصدي لانتشار الفايروس.
وأوضح مدير مكتب الصحة أن تقديرات الخبراء المعنيين تقول إنه تكمن وراء كل حالة إيدز معلنة 20 حالة غير معلنة، وهو ما قد يرفع عدد المصابين المجهولين إلى أضعاف مضاعفة.
مصادر خاصة في جهات تعمل على رصد ومعالجة المصابين بالفيروس بالمحافظة أكدت لـ"مدى برس"، أن هناك إحصائيات دقيقة للمصابين بالفيروس، لافتة إلى أن أرقام الإحصائيات الموجودة تبدأ منذ شهر يوليو من العام 2017م، كاشفة المصادر عن تسجيل 60 حالة إصابة بالفايروس خلال السنوات الأربع الماضية، مؤكدة أن شحة الإمكانيات لديها حدت من الوصول لعدد كبير من الحالات تم الإبلاغ عنها.
وتفصيلاً تذكر المصادر رصد 18 شخصاً مصابين بالفيروس منذ يوليو 2017م وحتى نهاية العام نفسه، فيما تم رصد 22 حالة خلال العام 2018م، و14 حالة في العام 2019م، فيما تم رصد 6 حالات خلال الخمسة الأشهر الماضية من العام 2020 الحالي.
وتشير المصادر التي تتوقع وجود أضعاف الحالات المصابة لم يتم التمكن من رصدها إلى عدم تمكن الجهة من فحص أسر المصابين للتأكد من إصابتهم وذلك بسبب شحة الإمكانيات لديها، خصوصاً وأن بعض المصابين متزوجون ولديهم أطفال، موضحة أن أكثر الفئات إصابة بالفيروس هم الرجال، بالرغم من اكتشاف عديد حالات نساء في الآونة الأخيرة.
وعن أسباب إصابة هؤلاء الأشخاص بالفيروس، تذكر المصادر ان أغلب المصابين يتفاجأون عند إخبارهم بإصابتهم ويؤكدون عدم معرفتهم أسباب الإصابة، لافتة إلى أن معظم الحالات المصابة تؤكد احتمالية إصابتها نتيجة نقل الدم وتستغرب من أن تكون هناك أسباب أخرى.