مقالات


الإثنين - 04 أبريل 2022 - الساعة 04:35 ص

الكاتب: خالد بقلان - ارشيف الكاتب



تفاءل الكثير بدعوة مجلس التعاون الخليجي لإجراء مشاورات يمنية-يمنية في الرياض، وقوبل الإعلان هذا بترحاب كبير من قبل اطراف سياسية عدة، وكذلك من قبل المجتمعات اليمنية كونها المتضرر الأول من الحرب المدمرة، التي لها مسببات وعلى رأسها الجهة التي رفضت الدعوة الخليجية، وهي جماعة الحوثي الطائفية التي عطلت العملية السياسية في 2014 من خلال اجتياح اسقاط العاصمة صنعاء بقوة السلاح بعد ان سيطرت على صعدة و عمران..!

و رغم ان مشاورات الرياض لا زالت تُعقد عليها آمال لا بأس بها، الا ان الآلية المتبعة في اختيار المشاركين كانت عشوائية وغير دقيقة ومنسوجة على علاقات وارتباط امني في مجملها ناهيك عن البعض وهي هامش ممثلي المكونات السياسية..!

و هذا يبقي حالة من التوجس هل ستكون المشاورات حدث جدي حقيقي للخروج بصيغ عمل مشترك يهدف لبناء الدولة، وخلق نموذج جاذب لها في المناطق المحررة والقضاء على الفساد واصلاح الملفين الأمني والعسكري و تلافي الإنهيار الأقتصادي المدوي..!

لا اعتقد جازماً ان تحقق مشاورات الرياض لو بالقدر الضئيل الذي ينهي حالة التسيب والعشوائية والهوشلية التي تُدار بها مناطق القوى المناوئة لجماعة الحووثي، لأن المتشاورين اولاً ليس لديهم رؤى واقعية وتلامس الحاجة في تجاوز الماضي والتبوتق في مربعات الضغائن التي بدت جلياً بإستبعاد الحزب الاشتراكي من المحور السياسي..!

وهذا ينم عن حالة المراوحة التي تعيشها القوى المعادية لمشروع الدولة الوطنية والإقليم المتوجس من اليسار والذي يتعامل مع يساريوا اليمن وكأنهم ورثة للمعسكر الشرقي..!

واحده من معضلات الحلفاء انهم يستقوا معلوماتهم من قنوات يمنية متحيزة وتحمل الماضي معها، و لا ترى الا نفسها فهي وان اختلفت مع جماعة الحوثي في السلوك والعقائد الا انها تتفق معه في احقية الحكم والسيطرة والنفوذ.

ولا يمكن للأشقاء في الخليج ان يحققوا اي انجاز دون القراءة الموضوعية لمشكلة اليمن والوقوف على مسافة واحدة من كل مكوناته المناوئة لمشروع إيران في جنوب غرب الجزيرة العربية " اليمن " و الإبتعاد عن أخذ تصورات مغلوطة مصدرها يمني مظلل ومغالط متوهم انه في حال الإساءة للغير سيلغيهم ليأخذ الحيز الذي يفترض ان يشغروه في اطار الشراكة الوطنية التي تؤسس للعدل وبناء سليم للمؤسسات.

لذلك فأن مشاورات الرياض وهي اتت بناءً على اتفاقات مع المبعوثين الأممي و الأمريكي، ورفضها الحووثين، ستظل نوعاً من التكتيك والمراوحة التي تستثني القادة الاقوياء وتعد قادة ليحلوا محل آخرين كلهم سيئين..!

و طالما الحووثي يخرق الهدنة الأممية وقادة الجيش في مأرب يمارسوا الفساد والتلاعب بمخصصات الافراد من مكرمة و راتب فأن الخلل متسلسل من هناك الى هنا لا شيء جديد..!

و سياسة التكتيك والمراوحة لن تجلب سلماً ولن تحدث نصر..!

جل ما ستصل اليه هو اضافة جدد لصف المنظومة الفاشلة..!