مقالات


الأربعاء - 22 مارس 2023 - الساعة 08:46 م

الكاتب: معاذ الصوفي - ارشيف الكاتب



لقد كانت المقاومة الشعبية في تعز فكرة ذهبية عول عليها الكثير من أبناء اليمن وخصوصا انها انطلقت من تعز عاصمة الثورات والفكر والثقافة والنضال ولكن سرعان ما بدأ الوعي السلبي يتكون حولها نتاج الممارسات والتوجهات التي طغت عليها وعلى قيادتها الإنتهازية وأفرادها منذ وقت مبكر ، ويرى الكثيرون من ابناء تعز بحكم قربهم واحتكاكهم اليومي بالمقاومة وأفرادها أن المقاومة الشعبية كأنت حلم سرق من قبل لصوص الأحلام والتطلعات ثم إرتد عكسيا على تعز وأبناءها وأمنهم وأرواحهم ودمائهم وممتلكاتهم.

تصدرت لقيادة المقاومة العشبية في تعز شخصيات لديها تاريخ حافل بجرائم الحرابة كالقتل والتقطع والنهب والإعتداء على أراضي وممتلكات الناس وحقوقهم واستباحة دمائهم ثم أصبح كل هذا هو عقيدة هولاء الأشخاص وكلما هدأت الحرب وهي متوقفة في تعز تقريبا منذ العام 2018م عادوا وسددوا سلاح الدولة وعتادها إلى المواطنين ونهبوا حقوقهم وممتلكاتهم وعاثوا في تعز وأمنها الفساد حتى أصبحت تعز مضرب المثل في الإنفلات الأمني.

والمتابع لمايحدث في تعز منذ سنوات يدرك تماما إلى أي مستوى من الإنهيار الأمني وصلت له ويعزى ذلك لكون هذه العصابات التي تدثرت بثوب المقاومة إنخرطت في الجيش أيضا وأخذ الناس الإنطباع نفسه عن الجيش حيث أن عدد كبير من الجرائم إن لم تكن جلها التي أرتكبت بحق أبناء تعز كانت على أيادي هولاء المتدثرين برداء المقاومة والجيش وفي الوقت ذاته اتخذت قيادة الجيش في تعز مواقف مخاتلة ولم تسلّم العديد من هولاء الأفراد للجهات المختصة بالرغم من ثبوت تورطهم بجرائم قتل ونهب ممتلكات وفرض إتاوات ووصل الأمر بهم إلى الدخول إلى مستفى الروضة وتصفية جريح أمام الكاميرات وهو ما أعطى إنطباع عن أن الجيش في تعز كله عبارة عن عصابات، أفراد يمارسون الحرابة وقيادات تتستر عليهم وتميع أي مطالبات بالقبض عليهم والتحقيق معهم، وقد وثقت منظمات المجتمع اليمني والناشطين الحقوقيين تلك الجرائم بتقارير منشوره بمواقع عدة.

لم تستطع مؤسسات الدولة جيش وأمن أن تطهر نفسها من نفوذ وتغول تلك القيادات الملوثة بدماء وأموال الأبرياء مما جعلهم يرون أنفسهم فوق القانون والسلطة ويمارسون المزيد من الجرائم ويراكمون ثراء غير مشروع من أموال الناس كإتاوات وإبتزاز وتعسف وتكسب شخصي.

وصدرت العديد من الدعوات لضرورة إصلاح مؤسستي الجيش والأمن في تعز من قبل كيانات سياسية ومدنية بعد أن يئسوا من أن القيادات الحالية قادرة على فرض سلطة الدولة على هذه العصابات والحد من جرائمها وإيصال مرتكبي الجرائم إلى الجهات المختصة لينالوا جزاءهم حسب الشرع والقانون، ولكن لم ترى تلك الدعوات النور لكون أن هناك قيادات عليا تعمل للحيلولة ضدإيجاد أي إصلاح أمني ومؤسسي في تعز ليبقى الباب مفتوح لاستغلال الناس وأموالهم وممتلكاتهم.

في المقابل لمع بارق ضوء للمقاومة الوطنية في الساحل الغربي والمخا وذوباب وما تحقق هناك من مأسسة للمؤسسات واستبباب للأمن وفرض لهيبة الدولة والمؤسسات ولو بنسبة بسيطة، وبدأ الناس يتطلعون لهذا النموذج بشغف وترقب ويرى الكثيرون اليوم أن هذا هو النموذج المخلص لتعز ليعيد للناس أمنهم وحياتهم وحقوقهم ولتعز وألقها الثقافي والتاريخي ودورها المدني الذي ينبغي أن تضطلع به.

والمتابع للتحركات التي يقوم بها قيادات المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في تعز والتفاف الناس حولها يدرك كيف أن الأٍرضية أصبحت مهيئة لأبناء تعز المخلصين ليلعبوا دورا محوريا يعيد تعز إلى المسار الصحيح بعد أن ظلت مختطفة من قبل عصابات لا تدرك معنى الدولة وقيمتها وأهميتها وحاجة الناس لها.