مقالات


الإثنين - 03 فبراير 2020 - الساعة 05:52 م

الكاتب: عبدالكريم الرازحي - ارشيف الكاتب



قبل سنوات أحدهم ذهب يشكوني إلى قسم الشرطة في مدينة حدة.

كنت مديوناً له بمبلغ، وسددت له، لكنه قال لمدير القسم بأن المبلغ الذي أنا مدين له به أكبر من الذي سددته وحلف يميناً بذلك. رئيس القسم لا أدري لأي سبب كان منحازاً إليه بشكل واضح، وكان حكمه واحداً من اثنين: يا أسدد للرجل المبلغ أو أدخل الحبس.

ووقتها لم يكن معي فلوس ولم تكن التلفونات المحمولة قد ظهرت حتى اتصل بالبيت أو بصديق، ولم يكن ثمة من يعرف أني في القسم.

لذلك كان لا بد أن أحتبس. بعد ساعة من دخولي حبس القسم جاء المدير ومعه امرأة عجوز شبه عمياء وأمر المحابيس أن يقفوا ويصطفوا أمام العجوز.

وقف المحابيس واصطفوا، وحين رأى المدير بأني جالس في مكاني وكأن الأمر لا يعنيني طلب مني أن اصطف وأقف معهم.

وعندها وقفت واصطففت مع المحابيس الستة وأنا لا علم لي ما هي القضية.

قال لها المدير: مَن مِن هؤلاء سرق حقك الدبة؟

عندها عرفتُ بأني محبوس بين لصوص دباب الغاز.

أيامها كانت سرقة دباب الغاز قد انتشرت واستفحلت وأصبحت ظاهرة.

ويبدو أن العجوز أخبرت المدير بأنها تعرف صورة اللص وأنه يمكنها أن تتعرف عليه لو رأته.

ولأكثر من دقيقة راحت العجوز تحملق في الوجوه أمامها، وحتى تثبت للمدير بأنها تعرف اللص حق المعرفة أشارت اليّ. وقالت لمدير القسم بأني اللص الذي سرق دبتها.

حدث هذا قبل أكثر من عشرين عاماً، لكني تذكرتها بالأمس وأنا في حبس مباحث متنة وحكيتها لأعضاء الفريق.

2020/2/1