مقالات


الأحد - 09 فبراير 2020 - الساعة 03:39 م

الكاتب: د. عبد العزيز المقالح - ارشيف الكاتب



(إليها في محنتها القاسية وليلها الطويل)

لا أَحَبَّ إلى الروح
منها،
ومن اسمها،
من بهاء المكان الذي هبطت فيه
من جنة الله
بين سماءٍ وبحرٍ
وأرضِ ملونةٍ
وفضاء.

-2-
أنا من أجلها
أقهرُ الروح
كي تغمض الطرف
عمّا ترى من دمٍ
وخرابٍ
وفوضى
وما لا يطاق.

- 3 -
كل ما قد رأيتَ
من المدن الباذخات
بهاءً وسحراً
من الصعب
ينسيكَ آجُرَّها
وشبابيكها المشرعات
على زمن موغلٍ
في زمان الزمانْ!

-4-
من هنا ابتدأت خطواتي
ومن همسِ أشجارها
وحديثِ عصافيرها
وجداولها
استيقَظَت لغتي
ودنا منطقُ الشعر
في لحظةٍ حانيةْ.

-5-
هي سيدتي ومعلمتي
ولها وحدها صلواتي
وما حملت كلماتي
من الضوء
ما اقترفت من
ظلال الكآبة.

-6-
"في لساني يمن
في ضميري يمن"
قلتها منذ خمسين عاماً
وسوف أكررها
وأطهّر روحيَ
في مائها
وأريج شذاها.

-7-
هي في الحرب
خارطةٌ من دمٍ وأنينٍ
ولكنها بيتُنا
في الملمَّات نأوي إليه
ويأوي إلينا
ومصدر أحزاننا
والفرح.

-8-
هي منكوبة ببنيها
بـِشرِّ بنيها
بأهوائِهم
وخلافاتِهم
وبأضغانِهم
وبما قد تبقى لهم
من رؤى جاهليةْ.

-9-
يمنُ الله
هذا الذي صَنَعته يداه
وسَوَّت مشارِقَهُ
ومغارِبَهُ،
وحّدَتهُ،
وقالت له: كن
فكان.