مقالات


الإثنين - 17 فبراير 2020 - الساعة 09:13 م

الكاتب: ميساء شجاع الدين - ارشيف الكاتب


بمناسبة تجدد الحديث عن ثورة 1948، أعتقد اليمن كانت محظوظة بفشل هذه الحركة لسببين؛ أولها: الإمامة لم تكن نظاماً ملكياً عادياً يمكن إصلاحه أو تحويله لملكية دستورية، هي منظومة حكم لأسباب متعلقة بفكرها وإرثها وتكوينها لم تكن قابلة للإصلاح وكان الحل تقويضها وليس إصلاحها، فكانت ثورة 48 لو نجحت لربما مددت من عمر الإمامة، خاصة أن أسرة حميد الدين كانت بدأت تتصدع وحكمها يضعف مما سهل من إسقاطها فيما بعد.

ثاني سبب: هناك مبالغة في تصوير أهمية البعد الدستوري بهذه الحركة، بالطبع كان الحديث عن الدستور قفزة مهمة في الوعي والسياسة اليمنية، لكن عملياً من الصعب الحديث عن إمكانية تطبيقه لأسباب عدة:

أولها: الوعي الشعبي وبنود ما سُمي بالميثاق المقدس كانت كلها تشير لاستمرار مفهوم الحاكم الفرد فهو المرجعية المطلقة وهو صاحب القرار وغيره يؤخذ رأيهم من باب المشورة لا الإلزام.

ثانيها: الطرف الأقوى في مكونات من قاموا بهذه الثورة هم بيت الوزير والأخوان علي وعبد الله لم يقدما أثناء عملهما بتعز أو الحديدة أي نموذج إصلاحي أو مختلف عن الشكل التقليدي البائس لعمال الإمام وحكامه.

ثالثها: الإسناد الشعبي لهذه الحركة كان ضعيفاً قياساً بثورة سبتمبر، والحراك كان الغالب عليه الطابع النخبوي، بالتالي كان من السهل الانقلاب على الدستور أو تحويله لفكرة فارغة المضمون وتصبح مجرد استبدال إمام بآخر.

*من صفحة الكاتبة على الفيس بوك