مقالات


الأربعاء - 18 مارس 2020 - الساعة 09:18 م

الكاتب: د. عادل الشرجبي - ارشيف الكاتب



كلمة حجر صحي أو محجر صحي هي المقابل العربي لكلمة Quarantine "كرانتين" باللغة الانجليزية، والتي بدورها مأخوذة عن كلمتي quaranta giorni اللتين كانتا مستخدمتين في اللغة الإيطالية في القرن السابع عشر، ومعناهما "أربعين يوماً"، وهي الفترة التي كانت يعزل فيها ركاب السفن وطواقمها قبل السماح لهم بدخول الموانئ الإيطالية أثناء جائحة الطاعون، وقد عرف المواطنون اليمنيون كلمة "كرانتين" أثناء الاستعمار البريطاني لعدن، حيث خصصت الإدارة الاستعمارية جزيرة كمران (التي كانت تابعة للجنوب آنذاك) كمحجر صحي للحجاج العائدين إلى عدن، ولسوء التجهيزات في هذا المحجر الصحي، بات اليمنيون يستخدمون كلمة "كرانتين" بمعنى السجن، فشاع بينهم عبارة: "والله لدخلك الكرنتين" للتهديد، إلى درجة أن فقيه معلامتنا في القرية في ستينات القرن الماضي الأستاذ عبدالحميد سيف مسعود رحمة الله عليه (أخ الأستاذ محمد سيف الشرجبي المحامي عضو الهيئة العليا لمكافحة الفساد بصنعاء) خصص "زهو" منزله (مساحة صغيرة تحت السلم) المظلم والذي لا توجد به نافذة، لمعاقبة الطلاب المتغيبين، والذين يهملون إنجاز واجباتهم التعليمية، وكان يطلق عليه مصطلح "الكرانتين"، ونحن الآن في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، لا نتوفر على محجر صحي في اليمن، وإذا جهزت إحدى الحكومتين المتحاربتين محجراً صحياً على عجل، سيكون مثل "كرانتين" الأستاذ عبدالحميد سيف رحمه الله.

فيروس كورونا حتى الآن يتعاطف مع الشعوب الفقيرة، ولم يهاجم اليمن ودول إفريقيا (باستثناء حالات محدودة شمال إفريقيا)، لكني أخاف أن يغضب من ادعاءات "عالم الطب النبوي" وبعض السياسيين، اليمنيين الذين يدعون أنهم اتخذوا الاحتياطات اللازمة لمواجهة كورونا، رغم أنهم لم يجهزوا أي مشفى ليكون محجراً صحياً بمواصفات المحاجر الصحية، ولم يوفروا التجهيزات اللازمة لفحص القادمين إلى اليمن عبر المطارات والمنافذ البرية.

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك