مقالات


الأربعاء - 18 مارس 2020 - الساعة 10:49 م

الكاتب: خالد السنمي - ارشيف الكاتب



تعددت الخلافات والعيسي واحد، شركة "فامبا" تكاد أن تفلس قبل أن تنافس، بسبب فساد الحكومة وجبروت العيسي، الذي عجزت كل القرارات الحكومية على التصرف خارج رغباته، حيث إن شركة "فامبا" دخلت للمنافسة في بيع المشتقات النفطية بعد قرار رئيس الحكومة الذي يقضي بضرورة كسر احتكار بيع المشتقات النفطية، إذ أقر اجتماع خاص برئاسة رئيس الوزراء، مطلع ديسمبر الماضي، تشكيل لجان للرقابة على المناقصات وإتاحة الفرصة لكل التجار، بهدف إنهاء الاحتكار القائم، ووقف التلاعب بأسعار الوقود، وشكّل القرار صدمة كبيرة لامبراطور النفط العيسي، ودخل في خلافات كبيرة، حاول خلالها العيسي إبقاء المناقصات حكراً عليه فقط، إلا أن القرار وفر قرابة 6 ملايين دولار شهرياً، وهذا ما أغاظ هوامير الفساد وأغضبهم.

تتكبد شركة فامبا خسائر يومية تتجاوز 25 ألف دولار في اليوم الواحد، على الرغم من استكمالها لكافة الإجراءات القانونية، وحصولها على الموافقات الرسمية، وتسديد الشركة للرسوم الجمركية، ومستحقات الدولة والتي تصل إلى مليار وتسعمائة مليون ريال وفقاً لمذكرة رسمية صادرة من وزارة المالية.. إلا انها ومنذ ذلك اليوم لم تتمكن من الدخول وإفراغ المشتقات النفطية حتى اليوم، والخسائر الفادحة التي يتكبدها تاجر شركة "فامبا" قد تغلق الطريق أمام أي مستثمر جديد يفكر أن ينافس العيسي في تجارة المشتقات النفطية خصوصاً وأن الرجل كان يعتبر بأن هذه التجارة امتياز خاص به وحده لا شريك له، ويعمل بكل قوة لعرقلة كل من يريد مشاركته في استيراد المشتقات النفطية، وخصوصاً وأنها كانت تدر عليه ملايين الدولارات شهرياً.

يجب أن ننتصر في الجانب الاقتصادي وهو الانتصار الأهم وخصوصاً بعد الانتصارات العسكرية التي حققها أبطال المقاومة في شتى المعارك، يجب أن يكون لرفاق الثورة والسلاح كلمة تجاه كل ما يحدث، فمن العيب أن تبقى عدن المنتصرة تحت رحمة تاجر يسيرها كيفما يشاء.

عدن اليوم تعيش وضعاً سيّئاً في شتى المجالات، تعاني أزمات مصنعة وصراع مشاريع، كل يسعى لتكوين نفسه وثروته، وعدن لها الله.

الوقوف بجانب شركة "فامبا" وكل التجار الذين يسعون لكسر الاحتكار واجب وطني وإنساني.. كفى عبثاً بمقدرات هذا البلد وبحقوق المساكين، الذين عصفت بهم قسوة الحياة وفساد الحكومة وعبث التجار حتى أصبحوا يعيشون بين سندان الفساد ومطرقة الاحتكار..

يجب أن نرفع أصواتنا عالياً ونقولها بملء الفم: كفى احتكاراً وأزمات، ولا بد للشعب والمقاومة من كلمة أخيرة، ما لم فسوف نندم، ولكن بعد فوات الأوان!