مقالات


الأحد - 12 أبريل 2020 - الساعة 10:33 م

الكاتب: حسين الوادعي - ارشيف الكاتب



العنصرية ضد المرضى ظاهرة تنتشر في حالات الأوبئة.
عرفنا في اليمن عنصرية و stigma (وصمة عار) ضد مرضى الكوليرا فرفضت المستشفيات استقبالهم، وتجنبهم الجيران، ورفض المؤجرون التعامل معهم رغم بساطة مرض الكوليرا وسهولة علاجه لو وصلت الحالة للمستشفى في الوقت المناسب.

من المتوقع أن تظهر حالات عنصرية ضد مرض مخيف مثل كورونا، كما سمعنا دعوات لمنع المواطنين المسافرين من العودة إلى بلدانهم. ودعوات لطرد الوافدين.

لكن أن تصل العنصرية والكراهية إلى حد التحريض على قتل المصابين بكورونا، فهذه حالة انحطاط وحقارة منقطعة النظير.

في بلد عربي وصلت العنصرية إلى حد محاولة الجيران طرد طبيبة تعمل في مستشفى يعالج حالات كورونا خوفاً من أن تنقل المرض إليهم.

أما في اليمن فعلى نقابة الصحفيين اتخاذ إجراء واضح ضد الصحفي المحرض على قتل المرضى.

يحارب العالم اليوم عدوين: الجائحة الطبية pandemic والجائحة الإعلامية infodemic.

الجائحة الإعلامية لفظ أطلقه الخبراء على الكم الهائل من الأخبار المزيفة والشائعات والمعلومات الخاطئة عن كورونا عبر ملايين التفاعلات والتبادلات عبر السوشيال ميديا.

يبدو أن الجائحة الإعلامية تنتشر بسرعة أكبر من الجائحة الطبية وتؤثر على قرارات الناس وقدرتهم على حماية أنفسهم.

تركز المعلومات الخاطئة على أسلوبين: الأول هوالتهوين من خطر الفيروس ودفع الناس إلى الاستهتار بإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي. والأسلوب الثاني هو التهويل وإعطاء إحساس مضلل أن الفيروس لا يمكن الوقاية منه أو تجنبه مهما اتخذت من إجراءات مما يدفع الناس إلى الاستسلام وإهمال إجراءات الوقاية.

واحدة من أسوأ ظواهر الجائحة الإعلامية هي "نظرية المؤامرة" وهي تقوم على طروحات سطحية وتافهة لا تصمد أمام أبسط أسس التفكير العلمي مثل الادعاء أن الفيروس مؤامرة من جماعة سرية دينية تحكم العالم من أجل سحب أموال الناس ومصادرة حرياتهم، أو القول إن شبكات الانترنت الجيل الخامس هي المتسببة في انتشار الفيروس.

المعلومات الخاطئة قد تقتل مثلها مثل الفيروس.
إذا استعرنا لغة الطب يمكن القول إن infodemic هو المرض الذي تسببت فيه فيروسات متعددة هي الأخبار المزيفة fakenews والمعلومات الخاطئة misinformation والمعلومات المضللة disinformation والشائعات rumors.
كن حذراً من فيروسات التضليل والأكاذيب.


*منشورات جمعها (مدى برس) من صفحة الكاتب على الفيسبوك