مقالات


الأربعاء - 24 يونيو 2020 - الساعة 09:47 م

الكاتب: محمد عزان - ارشيف الكاتب



السنة والشيعة -على حد سواء- يستدرجون أتباعهم بالقول: إن مرجعيتهم هو كتاب الله وسنة رسول الله.. وبعد مرحلة الاستقطاب، ينتقل كل منهم إلى مرحلة اختطاف النص الديني إلى معتقل الخصوصية المذهبية، ليصرف منه ما يشاء، حسب العرض والطلب!

أما الشيعة فرََوى لهم أهلُ السنة أن النبي قال: "إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي".. فقالوا: إذًا أهل البيت هم قُرناء الكتاب، وهم أعلم بالنبي من غيرهم، وأهل البيت أدرى بالذي فيه. فالكتاب لا يهدي والسنة لا تفيد - في نظرهم - إلا بالقرآن الناطق.. وبذلك يحِلُّون - عمليا - محل القرآن، مَنْ تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم غرق وهوى!

أما أهل السنة فيرون أن السَّلف من سكان القرون الثلاثة الأولى، هم أولى بفهم القرآن، ولا قيمة لقول من خالفهم فيه، وبهذا صادروا القرآن جملة وتفسيرا. أما السنة النبوية فقد منحوا مجموعة من (أهل مذهبهم) الحق في انتقاء الأحاديث، بناء على قواعدهم الخاصة في جرح الرواة وتعديلهم.. وبهذا تكون السنة - عمليًا- سنتهم هم؛ لأنهم هم من يجرح الرواة أو يعدلهم، ثم يصرح للأحاديث بالقبول أو يُصادرها.

لذلك نحتاج إلى تحرير النص الديني من هيمنة التمذهب بجميع أشكاله، والتعامل معه وفق مناهج توثيق ودراسة النصوص المعتبرة لدى الجميع، ولتبق المذاهب (وأهل بيتها وسلفها) بكتبها في التفسير والحديث والفقه كما هي، موارد لإثراء المعرفة، لا مصادر لإنتاج النص الديني، أو فرض قوانين الحياة العامة.

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك