مقالات


السبت - 04 يوليه 2020 - الساعة 05:56 م

الكاتب: د. أيوب الحمادي - ارشيف الكاتب



هناك كارثة لم ننتبه لها أن العرب كحكومات أو أغنياء لا ينفقون إلا لبناء جوامع أو توزيع سلات غذاء أو لقنوات إعلام أو لنشر مذاهب أو كسب وتسليح جماعات، لكن لم ينفقوا إلا ما ندر وبشكل متواضع مخجل لترجمة علوم معرفية جديدة وتبسيطها للطلاب في المدارس والجامعات وللعامة على الأقل في شبكات الانترنت مثل الموسوعة الحرة الوكبيديا لا سيما وطلاب المدارس العامة والثانوية في المانيا يعتمدون في بحثهم في الموضوعات العلمية على سهولة المعلومات وتوفرها وسهولتها للفهم في الوكبيديا، لذلك يتم مراقبة محتوى المعلومات وتصحيح ذلك قبل النشر. المنهج المدرسي لم يعد يكفي في هذا العصر للطلاب حيث تعتمد المدارس على منهجية تعليم الطلاب البحث والتوسع والقيام بمحاضرات والمنفذ للطلاب دائماً شبكة الإنترنت مثلاً.

جامعة الدول العربية تواصلت معي قبل فترة، لكن يبدو أنهم يريدون أن نساهم في إحداث تنمية مجتمعية في المنطقة من دون دعم مالي يذكر، بمعنى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون.. وهذا غير منطقي لا سيما ونحن مجرد أشخاص وليس مؤسسات. الخليج ينفق أموالا كثيرة لكن لم توجه تلك بشكل أفضل للمعرفة المجتمعية بحيث يستفيد كل العرب واجد أن نقل المعرفة للغة العربية مهم جدا يوصل الأفكار أفضل وأعمق ويفجر الإبداع من المدرسة عند المدرس والطالب. اكيد هناك محاولات وجهود من البعض لكن لم ترتق لما نطمح.

أيضا مضحك لي أجد دكتورا يوصف شيئا علميا لأهله العرب في جامعة أو جلسة ويستخدم مصطلحات أجنبية بشكل مكثف، كون ذلك يعني أنه يتفشخر ولا يقصد توصيل الفكرة بلغة سهلة لمن هم حوله. أيضا المتعلم عليه أن يفهم أن إقحام مصطلحات أجنبية في حديثه أمام العامة ليس ثقافة ولكن تمثيل، والذكي هو من يقدر أن يعرب الكلمات أو يفردها ويشرحها على الأقل يكون هنا ساهم في توطين فكرة بلغته للعامة فكيف نطلب بتعريب المعرفة ونحن لانسيطر عليها من خلال طرح ومصطلحات واذكركم أن الطلاب اليابانيون عندما أخذوا علموهم من الغرب تم توطين المعرفة بلغتهم.

نحن كطبقة متعلمة عرب في الغرب والشرق نستطيع فتح ابواب أو بناء جسور لكن التخطيط والاستثمار والعمل يجب ان يكون من المنطقة نفسها أو من رجال الخير والاغنياء فهم ليسو اقل من غيرهم مالاً. أقلها يتم الاهتمام بالجامعات والمدارس العربية لبناء مكتبات وشبكات معرفية.

فجورج سوروس "يهودي" وصلت تبرعاته حتى الآن إلى 4 مليار دولار أي المليار الف مليون ذهب معظمها كمساعدات إلى العلماء والجامعات حول العالم. وولترز أيننبرغ "يهودي" بنى مايقارب من مئة مكتبة ووصل حجم تبرعاته إلى مليارين دولار.

ونحن تعبنا انفسنا وكحكومات وكاغنياء في مشاريع لا تحدث أثرا بدلا من بناء النفوس. ونحن نقول هنا 20 أو 100 مليون وان كثرت 400 مليون دولار تكفي لبناء مؤسسة معرفية مهمتها ترجمة ونقل وتحليل يتم تمويلها ل 10 سنوات. مهمتها صناعة شبكة تعلمية عربية مفهرسة كتابية وصوتية وافلام في مجالات الحياة المختلفة لشريحة الطلاب في المدارس والجامعات والمعاهد ينتفعون بها إلى يوم القيامة اي تكلفة عقار واحد في لندن للعرب الاغنياء تكفي كمرحلة اولى.

الهند والصين لم تنهض الا من بوابة نقل وتوطين المعرفة وأبنائنا وطلابنا عندهم شغف المعرفة لكن ليس لديهم لغة انجليزية تساعدهم ولا بوابات معرفية كمكتبات امامهم ولا سهولة انترنيت في مكتبات عامة وبؤر تنتشر في كل منطقة. نسيت اقول لكم أن في المانيا توجد لمل مكتبة مدينة مكتبة لها عبارة عن مكتبة متحركة عبارة عن باص كبير به كتب ومقسم كرفوف يتحرك إلى القرى البعيدة أو أطراف المدينة ليسهل للناس أن يتناولون كتاب أو ليعطي للناس الفرصه في استعارة كتاب أو قصة.

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك