مقالات


الخميس - 13 أغسطس 2020 - الساعة 09:14 م

الكاتب: عبدالله حمدين - ارشيف الكاتب



الحملة الإعلامية التي يقودها التميمي بليغ على مدير مكتب الثقافة بتعز الاستاذ/ عبدالخالق سيف، داعياً من خلالها إلى إقالة مدير الثقافة من منصبه كونه مسؤولا عن انهيار منظومة القيم والأخلاق الدينية وتفشي ظواهر الانحلال والتفسخ والشذوذ في محافظة تعز بحسب "التميمي"، ويتجلى هذا الهجوم الشرس على مدير الثقافة من خلال منشوراته على صفحته في الفيسبوك.. ليس هناك من مبرر منطقي وعقلاني يستدعي كل هذه الحملة الشعواء وما يقوم به" التميمي" هو محاولة للاصطياد في المياه العكرة، لأن كل ما في الأمر هو أن هناك امرأة مسنة عبرت عن سعادتها وفرحتها "ببرعة" معينة في مهرجان قلعة القاهرة.

هذه المرأة المسنة مارست حقها في الحياة والتحليق من على قلعة القاهرة بمنتهى الذوق والبراءة والبساطة ولم ترتكب أي جرم تستحق عليه كل هذا العويل، وكان الأولى به أن يتوجه بنقده إلى ما يجري في شوارع تعز من عمليات قتل ونهب وفوضى لعصابات منفلتة تتبع ألوية عسكرية محسوبة على تجمع الإصلاح، لكنه وبسبب من انتمائه السياسي والتزامه بسياسة حزبه وخوفه على ممتلكاته لا يجرؤ على الخوض في مثل هكذا قضايا.

"التميمي" المحسوب على جماعة العسل والحبة السوداء، وصف المشهد بأقبح العبارات والألفاظ، واعتبر ما حدث فساداً أخلاقيا ودينيا وقيميا وسفورا وخروجا عن الدين والعقيدة.

ما يلوكه "التميمي" على منصة الفيس ليس بغريب، طالما وهو محسوب على جماعة العسل والحبة السوداء، لأن هذه الجماعة لا ترى في الأنثى إلا الجانب الجنسي، صغيرة كانت أم مسنة، فالأمر في ثقافتهم سيان.

كيف لا وسيدهم "قطب" يساوي بين الأنثى والشيطان فهي بنظره موضع الجنس والإغراء والإغواء والخطيئة، كما أن العديني والحزمي من كتلة الإصلاح في مجلس النواب هما من شرعن لقانون زواج الصغيرات.

وللعلم فإن "التميمي" ابن المعافر ينتمي لأسرة متشددة، وتخرج من معهد المعلمين، ولم يعمل كثيراً في الحقل التعليمي، حيث انتقل بعد تخرجه بفترة وجيزة للعمل كموجه بعد أن تم ترقيته إلى درجة التوجيه، كما يرتبط بعلاقات جيدة مع العديني والحزمي اللذين يعرفان بأفكارهما التكفيرية والإرهابية المتشددة.

ويدير حالياً جمعية فجر الأمل أو مؤسسة كما يطلق عليها، استطاع من خلال هذه المؤسسة أن يمتلك عقارات وعمارات في تعز والدمنة، وأرصدة مالية في البنوك الإسلامية.

هذه المؤسسة التي يديرها زاد نشاطها بشكل ملحوظ؛ بعد ثورة فبراير 2011، واعتلائه منصة ساحة الحرية بتعز ناطقاً رسميا باسمها بعد سيطرة الإصلاح على الساحة إبان الثورة الشبابية، ومن خلال المنصة استطاع تسويق نفسه كتاجر بمعاناة الفقراء والمحتاجين، الذين أفرزتهم الحرب الدائرة في اليمن، ويقوم بين الحين والآخر بزيارات مكوكية إلى الرياض تعود عليه بالخير الكثير وبالفتات للفقراء والمحتاجين.

لم تكن رقصة المرأة المسنة فقط هي السبب وراء كل هذه البلبلة الفسبوكية المحرضة على إقالة مدير الثقافة بتعز، لكن يبدو أن عين الإصلاح، قد وقعت على مكتب الثقافة بتعز، فتم الدفع "بالتميمي" لقيادة حملة التشويه لمدير الثقافة الحالي، وكما يقول الكاتب "عبدالستار الشميري" في أحد مقالاته، إن الإصلاح عندما يختار ضحيته يبدأ بحملة التشويه ومن ثم الضغط عبر خطوطه الأمامية، وأخيرا الاغتيال إذا واجه خصما قويا، العميد الشهيد/عدنان الحمادي نموذجا لذلك؛ ولهذا أدعو من خلالكم الأستاذ/عبدالخالق سيف إلى توخي الحيطة والحذر. ولا يستبعد أن يكون "التميمي" مرشحا لخلافة مدير الثقافة كونه من يدير الحملة غير المبررة الآن.

أي أمل يقودنا إليه رئيس مؤسسة فجر الأمل، وأي فجر هذا الذي سينبلج على يديه، إنني على يقين بأن هذه الأفكار السوداوية القاتمة، والقائمة للأستاذ، الشيح، الفقيه، المفتي الرئيس، "التميمي" لن تقودنا إلا إلى اليأس والهلاك والتشظي وإلى ظلام دامس، لن ترى بعده تعز النور مطلقاً، وربما نرى في الغد كتائب القاعدة والدواعش، وهي تجوب شوارع تعز بكل حرية مثلما حدث في عدن في العام 2015م.