مقالات


السبت - 12 سبتمبر 2020 - الساعة 11:35 م

الكاتب: عبدالله حمدين - ارشيف الكاتب



توصف التيارات اليسارية، سواءً أكانت أحزاباً أم جماعات سياسية، بأنها تقدمية.. في حين ينطبق وصف التيارات الرجعية على الأحزاب والجهات الدينية بشكل عام.

هذه التوصيفات السياسية تعتمد بدرجة أساسية على مقدار الحقوق والحريات العامة والشخصية المتاحة لدى هذه التنظيمات، ومدى إيمانها بها وتبنيها كجزء أصيل في برامجها وخطابها السياسي والإعلامي وما ينطبق على الجماعة في هذا القول ينطبق على الفرد أيضا.

بالرغم من إيماني المطلق بحرية الفرد أو الجماعة في الاعتقاد السياسي أو تغييره وتبديله بحسب القناعات والأفكار التي توصل إليها في لحظة ما.

لكن الأمر المستغرب، هو ظهور حالة من التخلف والعودة والحنين إلى الماضي عند كثير من الأفراد الذين كانوا ضمن منظومة اليسار الثوري المتحرر فأصبحوا بين عشية وضحاها في أقصى اليمين الديني وجزءاً من منظومته وأدواته في تبني أفكارهم وخطابهم الديني المتخلف والمتطرف.

هذه الظاهرة المرضية التي تشهدها الساحة السياسية تعني أن هناك حالة من الانحطاط والتراجع الفكري لدى هؤلاء، والسبب هو كمية الإحباط واليأس من إمكانية حدوث عملية التغيير التي ينشدونها. هذه الحالة النفسية التي أصابتهم أفقدتهم صوابهم وقدرتهم على التركيز مما دفعهم إلى الهروب باحثين عن ارضية جديدة للوقوف عليها.

إن هروب هؤلاء المحبطين فكرياً إلى أحضان الجماعات الدينية لا يعني أنهم باتوا على قناعة منطقية بأن هذه الجماعات المتخلفة هي الحامل الحقيقي لمشروع الخلاص والتغيير المنشود أو أنهم صاروا على اعتقاد بصوابية الأفكار والسياسات التي تتبناها هذه الجماعات، بل إن الخوف والهروب من المواجهة والخذلان وعدم الثقة هي من تقود هذا القطيع إلى زريبة الكهوف المظلمة.

الحملات المسعورة التي يشنها القطيع لا تشكل تهديداً كبيراً على مستقبل اليسار وما يقومون به هو من أجل تحسين صورتهم عند المستخدم الجديد لإرضائهم أولاً والبحث عن منفذ للعبور الآمن ثانياً.