مقالات


السبت - 17 أكتوبر 2020 - الساعة 11:38 م

الكاتب: يحيى الحمادي - ارشيف الكاتب



في مارس من العام 1956 شهدت عدن ما يقارب الثلاثين إضرابًا عُمّاليًّا.. كما قام الثوار في بيحان "محافظة شبوة" بالهجوم على المركز الحكومي.

وفي خريف عام 1956 أثارت الأحداث -التي شهدتها مصر، إثر العدوان الثلاثي مِن قِبل إسرائيل وفرنسا وبريطانيا- غضبَ الشعب اليمني، فازدادت وتيرةُ العمل الوطني، ضد التواجد البريطاني في مستعمرة عدن والمحميات الشرقية (السلطنة الكثيرية، والقعيطية، والمهرية، والغربية)، فعمل المستعمرُ على زيادة التوغل في المناطق الريفية، لا سيّما المُحاذية لأراضي "المملكة المتوكلية" في الشمال.

مطلع فبراير 1957 شهدت المحميات الغربية أكثر من 50 حادثة، معظمها إطلاق نار على المراكز البريطانية وعلى المسؤولين المحليين في كلٍّ مِن ردفان، وحالمين، والضالع.

24 فبراير 1957 نَصَب (16) رجلاً من قبيلة الأزارق كمينًا لدورية عسكرية بريطانية تتكوّن من 22 فردًا من أفراد قوات "الكاميرون مايلاندر" أسفر عن مقتل اثنين من الدورية وإصابة ستة بجروح.

أغسطس وسبتمبر من العام 1957 بدأت انتفاضةُ قبيلة الشعار في إمارة الضالع، فتضامن معها أبناء القبائل الأخرى، وعند مرور القوات العسكرية الخارجة من عدن عبر لحج لقمع تلك الانتفاضة وُزِّعت منشورات في لحج، تدعو أفراد جيش الليوي والحرس الحكومي إلى الثورة والهروب من الخدمة العسكرية، وتمّ رمي تلك القوات أثناء مرورها بلحج بالحجارة، كما انتفضت قبائل بيحان ودثينة وقامت القوات البريطانية باعتقال العديد منهم وصادرت ممتلكاتهم.

1958 رفض سلطان لحج (علي عبد الكريم) الانضمام إلى اتحاد الإمارات للجنوب العربي، فأرسلت بريطانيا في أبريل 4000 جندي تدعمهم الأسلحة الثقيلة واحتلت السلطنة، تحت مبرر اكتشاف مخازن للأسلحة والذخائر، وإثر ذلك نزح جزء من قوات سلطان لحج إلى تعز وبلغ عددهم 45 ضابطًا و300 جنديا.

22 أبريل 1958 قامت قبائل الشاعري والدكام والحميدي والأحمدي والأزرقي والمحاربة وجحافة وبني سعيد وحالمين وردفان باحتلال مركز السرير في جبل جحاف بقصد السيطرة عليه، أما في يافع السفلى فقد نشب خلاف بين السلطان (محمد عيدروس) والبريطانيين على أسعار القطن الذي كانت تتحكم به السلطات البريطانية، فعملت بريطانيا على عزله، مما أدّى إلى مواجهات بينهما امتدت من فبراير 1958 حتى أبريل 1961، واستخدمت القيادة العسكرية البريطانية كل وسائل التدمير ضد قوات السلطان بما فيها الطيران الذي دمّر تدميرًا كاملاً معقل السلطان محمد عيدروس في قلعة (القارة) الحصينة في يافع وإثرها نزح السلطان عيدروس إلى تعز.

19 يوليو 1958 اندلعت انتفاضةُ قبائل سيسان والمناهيل في حضرموت، كما قامت قبائل الربيزي في العوالق في مارس 1959 بإجبار القوات البريطانية على الانسحاب من المراكز العسكرية التي أقاموها في العوالق، فقامت القوات البريطانية بقصف مناطق تلك القبائل بواسطة الطيران ما أدى إلى استشهاد عدد من الثوار وأحرقت المزارع، وأبيدت المواشي، وشردت الأسر ولجأ الثوار إلى الجبال لمواصلة المقاومة.

خلال الفترة من 1956 إلى 1958 شهدت الانتفاضة في المحميات الغربية والشرقية اطِّرادًا في الكم والكيف نتيجةً للمد الثوري العربي الذي خلقته الثورة العربية في مصرَ منذ قيامها في العام 1952، وتنامي الوعي الوطني بأهمية النضال ضد المستعمر، واستفادت المقاومة الشعبية من الدعم المحدود الذي قدمه الإمام أحمد لها؛ إلا أنّ هذا الدعم لم يَدُم لأن الإمام شعر بخطورة تنامي الوعي الوطني في الشمال والجنوب على حدٍّ سواء ضد حكمه والحكم البريطاني، فتوصل إلى حلول مع البريطانيين، قام على إثرها بقطع كافة أشكال الدعم والمساندة على رجال المقاومة الشعبية، فكان نتاج ذلك زيادة الهجمات العسكرية البريطانية ضد القبائل الثائرة التي لم تجد معظمها -وخاصة القيادات- من وسيلة سوى اللجوء إلى المناطق الشمالية، أو الهجرة إلى دول عربية مجاورة.

يتبع..

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك