مقالات


الجمعة - 13 نوفمبر 2020 - الساعة 11:51 م

الكاتب: ادونيس الدخيني - ارشيف الكاتب



جرائم التصفيات، وحالة الفوضى التي تتسع رقعتها في مدينة تعز، ما هي إلا انعكاس للخلاف في صفوف من يمسك بقرار المؤسسات الأمنية والعسكرية في المدينة، وكذلك في السلطة المحلية.

واعتبار الفوضى غير ذلك كوقوف عصابات وراءها أو حصرها في أبناء منطقة معينة، هو هروب من البحث عن المشكلات الحقيقية، كمقدمة لإيجاد الحلول لها، لأن أول شروط إيجاد الحلول معرفة أسباب المشكلة الحقيقية. وصحيح أن المجاميع هي من تنفذ هذه الفوضى، ولكن لماذا هي تنفذها؟ بأوامر أو توجيهات من؟ الإجابة على هذا السؤال تبدأ في معرفة المشكلة الحقيقية.

ناضلت مدينة تعز منذ اليوم الأول لمعركة الكفاح الوطني، وقدمت أسمى التضحيات. وبدلًا من التكريم بإيجاد مؤسسات الدولة الحقيقية، هي تُهان في الأثناء. هذه الإهانة يمارسها من سيطر على قرار المؤسسات العسكرية والأمنية والمحلية في المدينة، وذهب يُرحل الخلافات بين أجنحته إلى الشارع كمرحلة للتصفية، بعد أن أكمل تصفية كل من لا يخضعون لتوجيهاته، تحت عناوين وطرق شتى، كمعركة مواجهة العناصر الخارجة عن النظام والقانون، أو الاغتيالات.

يُجرى هذا أمام أعين الحكومة التي تلتزم الصمت المطبق كما لو أن الأمر لا يعينها. هذا الصمت الذي شجع أجنحة المسيطر على المدينة للتوحش بشكل أكبر، وارتكاب المزيد من الجرائم. فهو يعلم أنه لن يكن هناك أي محاسبة أو عقاب، ولا حتى إقالة، وتشَّيد مؤسسات دولة حقيقية تعيد الاعتبار للمدينة.

وأول شروط إنهاء المشاكل التي تعصف بالمدينة، إقالة جميع قيادات الألوية العسكرية ابتداءً بقائد المحور، والأجهزة الأمنية والسلطة المحلية بكاملها، وتعيين قيادات تحترم المسؤولية الملقاة على عاتقها، ومحاسبة القيادات السابقة. وما دون ذلك، هو استمرار للفوضى، ومواصلة إهانة المدينة التي كانت ضمن المحافظات الأوائل التي تصدرت معركة مواجهة الانقلاب والدفاع عن الدولة. هذا إلى جانب إعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية وفق معايير وطنية.

نشر التوجيه المعنوي لشرطة محافظة تعز خبرًا أفاد باستمرار ما أسماها "الحملة الأمنية" وملاحقة الجناة في واقعة تصفية "محمد المغربي" بتلك الطريقة البشعة في مستشفى الروضة من قبل أبطال يتبعون جيش الشيخ خالد فاضل.

جميع المعلقين على خبر الصفحة سخروا منه، لم يتفاعل أحد معه. فقد الناس الثقة بهؤلاء، هناك وعي شعبي يتكون ويدرك حقيقة ما يدور في المدينة. ويدرك أن هذه الأخبار هي نوع من أنواع التخدير، تمامًا كما هي الحملات الأمنية التي يعلنون عنها.

ذات يوم سيتطور هذا الوعي إلى غضب شعبي، حينها، سيجتث جميع أركان المؤسسات العسكرية والأمنية والمحلية الذين يعتقدون أن لهم الحق في ممارسة كل ما يخطر على بالهم.

قد تصمت تعز، لكنها لا تموت، ذات يوم ستخرج منتفضةً في وجه من ينهبون إيراداتها، ويتعاملون مع عدوها، ويغتالون أبطالها، ويجمدون جبهاتها، وينشرون الفوضى في كل أزقتها وشوارعها.