مقالات


السبت - 27 فبراير 2021 - الساعة 09:01 ص

الكاتب: أحمد طة المعبقي - ارشيف الكاتب



حدثنا التاريخ بأن الحروب المغلفة بالدين أقبح الحروب وأكثرها بشاعة، بتوصيف آخر بأنها حروب الطغاة والمفسدين في الأرض، فالشعوب الجائعة التواقة للحرية والعيش الكريم لا علاقة لها بمثل هذه الحروب..

ما دام والأديان جاءت من أجل حفظ كرامة الإنسان وصون دمه، فلماذا إذن قتله باسم الدين؟!

نستنتج مما سبق بأن الحرب تحت نصرة الدين هي أكبر كذبة مارسها القتلة والمجرمون عبر التاريخ للتخلص من خصومهم السياسيين، بما أن الدين لا إكراه فيه وأساسه الحرية، فلماذا إذن نتحارب تحت غطاء الدين؟! ما دام والدين هو علاقة قائمة بين العبد بربه.

نستطيع القول بأنه لا توجد حروب في تاريخ البشرية قامت من أجل الدين، وإنما تم تغليف الحروب باسم الدين، فالدين رسالة أخلاقية وليس ملكا وسلطة وثروة نتقاتل من أجله، فالأديان لا تفرض بقوة السلاح، ولا بقوة السلاح يستطاع تغيير دين قوم ما، إنما يتم تغليف الحروب بالدين، باعتبار الدين حافزا روحيا ومعنويا يستغله تجار الحروب لاستقطاب العوام من الناس للقتال إلى صفوفهم.

لذا ظل الدين سلاحا ذا حدين يستخدمه السلاطين والملوك لقمع معارضيهم وتوسيع نفوذ سلطانهم على حساب الشعوب الجائعة.

الأمر الثاني نجد أيضا استخدام الدين من قبل منافسين السلطان أو الملك لغرض إزاحته من كرسي الحكم ومن ثم تكريس سياسته، ويأتي هذا ضمن صراع الطغاة على السلطة والثروة.

على أية حال نجد الفقراء هم وقودا لحرب الطغاة، رغم أنهم لم يستفيدوا من تلك الحرب ولا تلبي لهم العيش الكريم الذي يطمحون له، بل على العكس مثل هذه الحروب تمول من قوت الفقراء ويترتب عليها كوارث ومجاعات ليس في الحسبان.

عموما ليس بوسع أحد أن ينكر بأن هناك انتفاضات وثورات قامت ضد الطغاة والمستبدين عبر التاريخ وكان لها مدلول اجتماعي وطبقي، لكن الطغاة غلفوا تلك الانتفاضات والثورات بغلاف ديني ومن ثم تكفير قادة الانتفاضات ليسهل قمع هذه الانتفاضات والثورات المعبرة عن مصالح الناس وحاجاتهم.

وأغرب ما في الأمر أنه لا يزال يستخدم سلاح الدين في القرن الواحد العشرين في الصراعات الاجتماعية والسياسية من قبل طغاة العصر ونخاسي الأوطان وناهبي ثروات الشعوب.