مقالات


السبت - 27 فبراير 2021 - الساعة 07:41 م

الكاتب: محمد ناجي أحمد - ارشيف الكاتب



لا جديد في موقف شوقي القاضي بما في ذلك مطالبته برفع العقوبات عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونجله أحمد علي عبد الله صالح.

لكن الجديد هو استنفار قواعد الإخوان وقياداته الوسطية ضده، و"بفجور عال"، ينتقل من الإفراط في المدح إلى التفريط بالقدح!

إجماع قواعد الإخوان التزام تنظيمي وتسليم وولاء.
فالبراءة من شخص أو تصرف ليس متروكا في تنظيم الإخوان للتقدير الشخصي، هو من صميم الالتزام للجماعة.

هل كان تصرف شوقي القاضي مبادرة فردية اتخذها دون العودة للجماعة؟

ليس في الجماعة حيز كهذا متروك للمبادرة والاجتهاد الشخصي، فمطالبة شوقي القاضي برفع العقوبات الأممية عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونجله أحمد من الأمور التي تندرج في صلب العمل التنظيمي لا الاجتهاد الشخصي الذي يغرد خارجها أو يفكر لها.

هل هناك جناحان تنظيميان داخل حركة الإخوان في اليمن، أحدهما بوصلته في السعودية والثاني في قطر، وجاء توقيع شوقي ليجعل الخلاف يطفو على السطح؟

إن وجد جناحان فذلك سينعكس في قياداته وقواعده، والهجوم على شوقي القاضي اتخذ إجماعا في قواعد الإخوان وقياداته الوسطية وصمت قياداته العليا، مما يعني أن حكاية الجناحين ليست منطقية.

التفسير الأخير هو أن هذا الهجوم على شوقي وبإيقاعه العالي هو عمل تنظيمي بامتياز يعكس الولاء عند شوقي والامتثال عند مهاجميه؛ أي أنه تهيئة النفوس وترويضها لمشهد قادم إن تم التحول، وإن لم يتم فما حدث هو اجتهاد شخصي، إن لم يؤجر عليه صاحبه-وهو مأجور في كل الأحوال- فيكفيه إعلان التوبة والإنابة!

ملاحظة(1):
منشور شوقي القاضي الذي يقول فيه إن الحملة ضده كشفت حقيقة الاعتياش واستثمار الصراع بما يدر أرباحا شخصية، هذا ليس اكتشافا فشوقي من داخل هذا البازار ويعلم يقينا حجم الانتفاع بشخوصه وجماعاته.

ظني أن الولاء والامتثال هو ما يجعل شوقي و"خصومه" يعزفون لحنا هرمونيا لا تصادميا ولا تعدديا...

ملاحظة (2):
شوقي برلماني وقيادي في حركة الإخوان المسلمين والتجمع اليمني للإصلاح، وحين "يبادر" بفعل بهذا السقف فإن ما يترتب عليه يقتضي موقفا رسميا من تنظيمه، وهو ما لم يحدث، وموقف قواعد الإصلاح وقياداته الوسطية يمكن فهمه حين يصدر من تنظيمات وأحزاب اليسار التي تعاني من هشاشة متغلبة وكثرة المواقف الحدية من أفرادها، مما يجعل أحزابهم ملتقيات ومنتديات، لكن تنظيم الإصلاح يختلف جذريا،وحين يلجأ لهذه الطريقة في اندفاع كوادره فإن ذلك لا يدل على ضعف تنظيمي وإنما على ذروة التسليم والطاعة.

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك