مقالات


الأربعاء - 26 مايو 2021 - الساعة 04:22 م

الكاتب: ماجد زايد - ارشيف الكاتب



بعد اعتقالها من أحد شوارع صنعاء، ظهرت إشاعات غريبة عبر جهاز مجهول يروج لسرديات وتأكيدات حول قضية انتصار الحمادي المعتقلة بتهم دعارة مزعومة وحيازة مخدرات، إشاعات تتحدث عن أنه تم اعتقالها في فندق لؤلؤة حدة مع مجموعة فتيات تم استدراجهن والإيقاع بهن بواسطة فتاة من ضمن مجموعة الفتيات اللاواتي شكلن خلية دعارة وحملن في حقائبهن مخدرات وشيكات مالية كبيرة، وهو على ما يبدو ترويج مسبق وتخويف متعمد لأي صوت قد يتضامن معهن منذ البداية، هذا التعامل شكل متقدم جدًا من سياسة الحكم بالشر والمحظورات، واستغلال الكبائر في ترسيخ نظام الحكم السياسي أيًا كان شكله..!

انتصار الحمادي فتاة يمنية من أم أثيوبية، تم اعتقالها من صنعاء، منذ 94 يومًا، بلا مضبوطات مزعومة سوى حقيبة يدوية بداخلها تلفون شخصي، ليتم التحقيق معها ومع بقية الفتيات معصوبات الأعين وبلا محام، بعدها أرغموا انتصار على تبصيم محاضر معدة مسبقًا، بعدها تم تحويل القضية إلى نيابة غرب صنعاء ليتولى التحقيق معها مجددًا عضو النيابة رياض الإرياني الذي خرج بذمته وضميره ليقول نتيجة التحقيق المهني معها، محررًا مذكرة بالإفراج عنها مقابل الضمان بمبرر أنه لا توجد أدلة تدينها حقًا، ليأتي وكيل النيابة ويرفض العمل بما رفعه عضو النيابة، ويكلف شخصًا آخر بالتحقيق في القضية، لبقوم بطلب إثبات عذرية، في صدمة كارثية لم يستوعبها عقل الحقوقيين والمختصين بالقضاء، وهذا الأمر في أصله يعني عدم حيادية وكيل النيابة الذي رفض الإطلاق واستبدل عضو النيابة، عقب هذا قام وفد حقوقي بزيارتها للسجن المركزي يوم أمس والتقى بها مع والدتها المجهدة من عجز الأم وقلبها المقهور.. استمعوا إليها وهي تقول لهم وتشتكي إليهم كونها ضحية تم الإيقاع بها لرفضها عرض جهة مجهولة بتجنيدها الخاص..!!

كل هذا يحدث في صنعاء، المدينة التي ترعرع فيها الانفتاح والتآخي والإجماع العام على الأخلاق والرجولة، هذه المدينة في شكلها المخيف صارت مرتعًا موبوءًا لمئات المحتالين المتروكين بلا جهة تراقبهم وتحذر منهم، محتالون يوقعون عشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين في أفخاخ النصب المالي المتكررة بلا رادع أمني وجهاز يحذر مواطنيه من إعطاء أموالهم للنصابين تحت أي مبرر، في هذه المدينة غاب الأمن والاطمئنان، وساد الخوف والحكايات الموجعة، حدث هذا لأن أجهزة الدولة مشغولة جدًا بتجند مخبرين وتصنيع خلايا للعهر والابتذال بحجج الوطنية والقيم الأعلى.. لهذا عمّ الاحتيال وزاد النصابون وغادر الشرفاء، وبقي الشباب بين خيارين لا ثالث لهما، إما الانصياع لعروضات الانخراط في خلايا للدعارة والإيقاع السياسي، أو السجن بتهم المخدرات..!

▪من صفحة الكاتب على الفيس بوك