مقالات


السبت - 10 يوليه 2021 - الساعة 08:25 م

الكاتب: عبد الوهاب قطران - ارشيف الكاتب



قبل مغرب اليوم رن هاتفي الخلوي، حملقت بشاشته وإذا به مندوب الغاز بالحارة، فرحت وقلت في نفسي ربما سيقول لي جهز قيمة أسطوانة غاز العيد، منقوصة الوزن..

رديت عليه الوه أهلا، هل به غاز؟
رد وصلك الظرف، اندهشت واستغربت، وقلت له أي ظرف تقصد؟

قال ظرف فاضي سلمته لعيالك، ما وصلوه لك؟ قلت لا لم يصلني!!

قال لازم تجهز الظرف وتسلمه سأمر له بعد العشاء..

قلت له ما أجهز وعن أي ظرف تتحدث؟

رد الظرف حط فيه المبلغ الذي تقدر عليه، مجهود حربي أضحية للعيد، وسلمه لنا. قلت له، عاد شيء معاكم عقل أو عيدي الله، نهبوا مرتباتنا منذ سنوات وعادهم فوق هذا يشتوا مننا نتبرع لهم لأضحية العيد..

قال خلاص سلم الظرف فاضي!!

سمع المقيلين عندي حوارنا، فعقب أحدهم، يا قاضي حط لهم بالظرف ألف قرش، لا ترده فاضي، قد مروا علينا كلنا للبيوت ودفعنا مرغمين لكي نحصل على دبة الغاز، ما لم عيعاملونا ويمنعوا عننا الغاز..

استفزني هذا الابتزاز الصفيق واشتعلت نار الغضب في صدري وشعرت بأننا صارنا تافهين جبناء ضربت علينا الذلة والمسكنة، وفقدنا النخوة والكرامة وتنازلنا عن حريتنا مجانا ورضينا لانفسنا بحياة العبيد الخاضعين..

قلت والله ما أدفع فلس، لسنا ذميين ندفع جزية، يضحوا من البليونات التى يجبوها صباح مساء تحت الف مسمى ومسمى..

قال لي عيعاملوك ويحرموك من الغاز ويشتغلوك..

لانهم يطلبوا إرجاع الظرف وكتابة اسمك ورقم هاتفك بظاهر الظرف!!

فهمت أنه أسلوب استخباراتي بوليسي ابتزازي إرهابي، يجمعوا معلومات عن كل بيت وحارة ويحصوا من لم يدفع الجزية، ثم يصنفوه منافق خائن عميل مريض حاقد ناصبي، ثم يعاقبوه وينكلوا به واقل عقوبة حرمانه من اسطوانة الغاز الشهرية منقوصة الوزن التي تباع بخمسة آلاف ريال..

سلطة لا تستحي ولا تخجل وتمارس الابتزاز والنهب لعباد الله تحت الف مسمى ومسمى، بقوة وسطوة السلطة وطغيانها وارهابها، يجبرون المواطنين فقيرهم وغنيهم على دفع الجزية عن يد وهم صاغرون، وصلت بهم البجاحة إلى طرق باب كل بيت يبتزوا الناس تحت عناوين حربية، ويجبوا بليونات الريالات تحت مسمى اضحية العيد للمجاهدين هذه المرة..

سلطة جباية تخلس ظهور عباد الله وتجبرهم على التبرع لجيوبها وكروشها المتورمة بالمال الحرام..

لا شبعوا ولا قنعوا كجهنم هل امتلأت فتقول هل من مزيد..

لم يشبع نهمهم للمال، الاسواق السوداء والجرع بالوقود والغاز والكهرباء والماء، والاتصالات، والضرائب والجمارك والرسوم والزكوات، ولا المرتبات المنهوبة منذ خمس سنوات، ولا التبرعات باسم فلسطين، وباسم الاعياد والمناسبات الطائفية، ولا تسليع الطب والتعليم وكل الخدمات الاساسية والمتاجرة بها وتحقيق ارباح فلكية..

يحبون المال حبا جما، وينهبون عباد الله باسم سبيل الله.. إنهم لصوص الله..