مقالات


الإثنين - 30 أغسطس 2021 - الساعة 09:53 م

الكاتب: حسام ردمان - ارشيف الكاتب



تحولت حادثة العند إلى مناسبة لجلد المجلس الانتقالي على "ضيق الافق".. وكأن القوات الجنوبية لم تحرر قعطبة والساحل الغربي وتتوغل إلى دمت وماوية وتتقدم إلى القبيطة وحيفان، وتؤمِّن الوازعية وموزع.

من فرّط بنهم والجوف ودمت، ويكاد يفعل مع مارب، هم قوات الشرعية وتحديداً قيادة الإصلاح التي تركت مديريات تعز الشمالية للحوثي وتوجهت إلى الحجرية لتصفية اللواء 35 مدرع، وإلى الساحل الغربي لمضايقة المقاومة الوطنية، ثم أنشأت محوراً عسكرياً خاصاً في الصبيحة بدلاً من أن تنشئ محوراً عسكرياً لتحرير مديريات شرعب.

نعم، يخطئ المجلس الانتقالي في كثير من الأحيان حينما يمارس اللعبة السياسية بشكل انعزالي.. وترتكب بعض قواته العسكرية والأمنية خطيئة أخلاقية حينما تترجم غضبها من خصومها العسكريين في الشمال على شكل انتهاكات بحق المدنين المقيمين في عدن.. تلك أخطاء يمكن نقاشها في سياق آخر..

أما ما حدث في العند فإنه يطرح سؤالاً مختلفاً على طاولة النقاش: من المسؤول عن تجميد عمليات التحرير في جبهات الشمال؟ ومن السخف اتهام الانتقالي أو الإمارات بهذا!

عموماً بات توحيد قيادة الجيش وبناء مؤسساته الاستخبارتية والإدارية وتعزيز قدراته التسلحية؛ ضرورة ملحة لا يمكن أن يتحقق الصمود بدونها -لاحظوا أننا بفضل عبقرية هادي ومحسن لم نعد نتحدث عن النصر العسكري والتقدم صوب صنعاء والحديدة، بل بالكاد نتحدث عن ضروريات الصمود أمام موجة التمدد الحوثي باتجاه مارب والجنوب.

وهذا الهدف لا يمكن تحقيقه اليوم إلا من خلال اتفاق الرياض؛ الذي دأبت صقور الشرعية على تعطيله منذ لحظة توقيعه، وساعدها في ذلك افتقار المجلس الانتقالي إلى الخبرة السياسية الكافية.

أي حديث مسؤول عن الدروس المستخلصة من مقتلة العند، سوف يركز على معالجة الأسباب البنيوية التي أدت إلى تآكل وتناحر المعسكر المناهض للحوثي. بدل الانصراف إلى "المناجمة السياسية" على مواقع التواصل الاجتماعي.

مجرزة العند تكررت بذات النمط في مارب ولأكثر من مرة، وهذا يعني أن المسألة لا تتعلق بالنزعة الانفصالية بل تتعلق بسوء القيادة والإدارة وغياب العمل المؤسسي حينما سلمت مقاليد الجيش للمدرسين وخطباء المساجد.

▪صفحة الكاتب على الفيس بوك