مقالات


الأربعاء - 15 سبتمبر 2021 - الساعة 05:47 م

الكاتب: خالد سلمان - ارشيف الكاتب



نعرف أن الخبز سياسة، وأن الانتصار له بوابة لتغيير الأوضاع نحو الأفضل لا الأسوأ، المهم في الأمر كيف ندير معركة الخبز سلمياً، كيف نخلق رأياً عاماً وثقافة مجتمعية بديلة، لا ترى في البندقية خيارها الوحيد، بل بالنضال الوطني الجامع طريقها الأوحد للإمساك بناصية التغيير وإحداث اختراق في جدار اليأس والإحباط، ونفض مشاعر أن لا شيء في اليمن قابل للتغيير.

رفض تسييس التظاهرات بمعناها السلبي الخانق، واعتبارها أداة سلطوية للتلاعب بوعي البسطاء، للي عنق الأشياء الملموسة، وتضع عبر التدليس النير على عنق الغاضبين، تربطهم بحبل مصالحها، وتجرهم إلى حيث ينبغي أن لا يكونون، أي في صف السياسات الخاطئة وقوى قمع وتقتير حقوق الشعب، أي مع الحكومة سبب كل المعاناة المتراكمة، وضد الضحايا حتى وإن كان الضحايا هم فقراء الناس.

السياسة في الخبز أن نعرف ما نريد، أن لا نسلم أي أحد قيادنا، أن نمتلك رؤية محددة عن جذر الشقاء، وكيفية مغادرة حفرة الموت جوعاً، كيف نوقف الاتجار الدنيئ بحقوقنا، ومحاولات تحويلها إلى كُرة يقذفها اللصوص الحكوميون، بعيداً عن مربع مسؤولياتهم المباشر، إلى أطراف أُخرى يحتلون الوجه الآخر للخصومة.

نعرف أن الحكومة وحدها هي خصم كل الشعب، وأن ما سواها مجرد تفاصيل، أو خلفية باهتة في لوحة القهر اليومي المعاش.

نحن لا نعفي أي أحد، ولسنا في معرض تقديم البراءات المجانية، الكل ضالع بكل هذا الفساد الذي أنتج جوعاً مهولاً، ولكننا بلغة العقل والمنطق والقياس، نرى أن من يملك إدارة الثروات وسلطة القرار، هو من عليه أن يضع المعالجات، ويكف عن خوض الحرب ضد خصومه، بأمعاء الشعب الخاوية.

كيف يمكن أن نحشر الحكومة في زاوية مسؤولياتها، وأن لا نمنحها مهرباً لإخلاء طرفها، ونسد كل مراوغاتها وحيلها غير الماهرة، في قذف إخفاقاتها المقصودة غير البريئة خارج صحن دارها، باتجاه خصومها السياسيين؟

لا يمكن فعل ذلك إلا بوسيلة واحدة، توسيع نطاق التظاهرات السلمية المشروعة، لتشمل كل اليمن، حيث يتساوى الجميع بالكدح اليومي من أجل ربطة خبز، وجالون ماء وكيلوواط كهرباء، من أجل تعليم حديث وصحة مكفولة، فلا يجد أي أحد النزر القليل من كل هذا، فيما الفساد الحكومي يطل برأسه النهبوي، على هيئات ثروات منقولة وعقارات مستفزة وحياة باذخة فارهة من ثروات الشعب وضد مصالح الشعب.

بنضال مدني في كل المحافظات خارج الجهويات وببرنامج واحد، الخبز والكرامة للجميع، يجب إسقاط الحكومة سياسات لا أسماء وحسب، والخلاص من هذا الفقر في الطعام والخدمات والحريات والحقوق، الذي يستوطن عظام الناس، إن لم يكن من أجلكم فمن أجل أطفالكم القادمين، حيث يجب أن لا نورث لهم العبودية الطوعية والانكسار المهين.

▪صفحة الكاتب على الفيس بوك